لقى قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي إرسال مساعدات طبية وإغاثية عاجلة للبنان، كمبادرة سياسية ــ إنسانية أعلن عنها الرئيس تجاه الدولة الشقيقة، ترحيبا واسعا من جانب الخبراء والقوى السياسي بوصفها خطوة ضرورية في هذا التوقيت من أجل إظهار التضامن مع لبنان أمام آلة العنف الإسرائيلي، وتأكيدا للحضور المصري داخل الشأن اللبناني، الذى لم ينقطع دوما، ويعبر عن نفسه وقت الأزمات.
إرسال مساعدات للبنان
من جانبه، قال الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي إرسال مساعدات طبية وإغاثية طارئة للبنان بشكل فوري يعكس دعم مصر الكامل للبنان، ووقوفها بجانبه في هذه الظروف الدقيقة، ورفضها المساس بأمنه أو استقراره أو سيادته ووحدة أراضيه.
وأضاف "محسب" لـ صدى البلد، أن المجتمع الدولي يقف عاجزا أمام ما تمارسه إسرائيل من عدوان علي قطاع غزة والضفة الغربية وأخيرا لبنان، داعيا القوى الفاعلية إقليميا ودوليا للتحرك من أجل دفع المجتمع الدولي للاضطلاع بمسئولياته والعمل على وقف الممارسات العدوانية تجاه الأراضي الفلسطينية ولبنان، محذرا من انزلاق المنطقة لحالة خطيرة من التصعيد، بما يضع الاستقرار والسلم الإقليميين والدوليين على المحك.
ودعا عضو مجلس النواب، إلى ضرورة الوقف الفوري والشامل والدائم لإطلاق النار بكل من لبنان وغزة، وبدء مسار سياسي جديد لحل أزمات وقضايا المنطقة، بدلا من سياسة حافة الهاوية التي تمارسها إسرائيل، مؤكدا أن الحلول السياسية هي السبيل لتجنيب المنطقة مزيد من التوتر والعنف فضلا عن كونها السبيل لإيجاد حلول جذرية لقضايا المنطقة.
مصر ولبنان
وأشاد بالدور الذي تقوم به مصر من أجل وقف نزيف الدم العربي ووقف العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة ولبنان لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدا أن هدوء المنطقة واستقرار الشرق الأوسط مرتبط بوقف إطلاق النار علي قطاع غزة وبدء مسار من المفاوضات السياسية لتنفيذ حل الدولتين، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة علي حدود الرابع من يونيو 1967.
في هذا السياق أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن اتصال الرئيس السيسي برئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي وتقديم المساعدات الطارئة للأشقاء اللبنانيين يعكس موقف مصر الداعم والمتواصل تجاه لبنان كدولة وشعب في وقت حرج يواجهون فيه مخاطر متزايدة نتيجة العنف الإسرائيلي.
وأوضح لـ صدى البلد أن الموقف المصري لم يقتصر على التنديد السياسي بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق اللبنانيين، بل تجلى أيضًا في التضامن السياسي والإنساني معهم.
وأضاف فهمي أن هذه المبادرة السياسية والإنسانية تعكس طبيعة التواجد المصري في لبنان ومساعدته في تجاوز الأزمة الحالية بأبعادها الإنسانية والسياسية، مؤكدا أن هذا التواجد المصري لم يتوقف، بل استمر في التواصل المستمر رغم اختلاف أشكاله من وقت لآخر.