يبحث الكثيرون بعد انتشار الأنباء عن إصابة اللاعب مؤمن زكريا بالسحر أدى إلى ما فيه الآن؛ وفي السطور التالية نرصد أقوى تحصين من السحر، وما ذكرته الإفتاء المصرية بشأن السحر وحقيقته وهل يؤدي إلى ما نشاهده من أمور تصيب الإنسان وتفسد حياته؟
أقوى تحصين من السحر
ذَكر اللهُ السحرَ في أكثر من موضع في القرآن الكريم، كما ورد ذكره في السُنَّة المطهَّرة، وثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صنع له لبيدُ بن الأعصم سحرًا، يقول الله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾ إلى قوله: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾ [البقرة: 102].
ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات» رواه البخاري، وعَدَّ منها السحر، ولقد ذكر العلماء أن جمهور المسلمين على إثبات السِّحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة، وكون السحر له حقيقة ثابتة لا يعني كونه مؤثرًا بذاته ولكن التأثير هو لله تعالى وحده؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾. فقد نفى الله -عز وجل- عن السحر التأثير الذاتي ومفعوله، ونتيجته منوطة بإذن الله تعالى، ولا تتجاوز حقيقته حدودًا معينة، ولا يمكن أن يتوصل إلى قلب الحقائق وتبديل جواهر الأشياء.
ولقد وصف الله سحر سحرة فرعون بأنه تخييل في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾ [طه: 66]؛ أي إن الحبال لم تنقلب في الحقيقة إلى ثعابين، وإنما خُيِّل ذلك للمشاهدين، ومن الآيات الكريمة نفهم أن الشياطين هم الذين يعلِّمون الناس السحر، وأن تعلم السحر ضارٌّ وليس بنافع، ويَحرُم على الإنسان أن يتعلم السِّحر أو الشعوذة لخداع الناس أو إضلالهم أو فتنتهم أو التأثير السيئ فيهم، كما يَحرُم على الإنسان أن يعتقد أن العراف أو المشعوذ أو الساحر هو الذي ينفعه أو يضره؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» رواه أبو داود والطبراني.
وشددت الإفتاء بناء على ما ذُكر: فإنه يجب الاعتقاد بأن كل شيء بقضاء الله تعالى، ولا يقع في ملكه تعالى إلا ما يريده، فيجب الإيمان بأن الله فعال لما يريد، والنفع والضرر من عنده، وتفويض الأمر لله، والرضا بما قضى به، ولو كان ثمة من يوثَق به في رفع هذا المرض فلا بأس به.
ووجهت نصيحة لمن أصابه السحر أن يقوي صلته بالله، وأن يكون دائمًا في ذكر الله وذلك بالصلاة وقراءة القرآن والاستغفار، وعدم اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين فإن ذلك انحراف عن الطريق المستقيم.
دعاء سيدنا جبريل لفك السحر
ومن دعاء سيدنا جبريل لفك السحر، يقول الشيخ محمد أبوبكر، الداعية الإسلامي، في بيان دعاء سيدنا جبريل لفك السحر، إن هناك دعاء قاله النبي صلى الله عليه وسلم في وجه إبليس عندما أراد أن يحرق وجهه، فقد سمعه من سيدنا جبريل وقاله في التو واللحظة فأطفأت نيران الشياطين.
وأوضح أبوبكر:"عندما كان الشيطان يريد أذية النبي وأراد أن يحرق وجهه بالنار نزل سيدنا جبريل وقال له قل، فسأل النبي ماذا أقول، فرد قل:":"أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ".
ولفت أبوبكر في توضيح دعاء سيدنا جبريل لفك السحر، إلى أن هذا الدعاء كان قد أخرجه الإمام أحمد عن أحد التابعين قلت لابن عبدالرحمن بن خندش التميمي، وكان شيخا كبيرًا هل أدركت النبي، فقال له نعم أدركته، قلت له كيف صنع النبي عليه السلام ليلة كادته الشياطين؟
وتابع "فقال ابن عبدالرحمن للصحابي إن الشياطين تحضّرت تلك الليلة على رسول الله من الأودية والشعاب، لأن مسكن الجن لا يكون إلا في الجبال والأودية والشعاب، وفيهم شيطان بيده شعلة نار يريد أن يحرق وجه النبي، ويلاعب النبي في وجهه، فهبط سيدنا جبريل على سيدنا محمد وقال له قل، وما أقول؟ قال قل:" أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما يخرج منها ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارق يطرق بخير يا رحمن"
وشدد على أن تلك الكلمات قالها النبي عليه السلام خلف سيدنا جبريل فطفئت نارهم وهزمهم الله، فهذا الدعاء ننصح بأن يقوله أي إنسان يخاف من شيطان أو من جان وبيته والشارع يقول هذه الكلمات لا يمكن لشيطان أن يهزمه أبدًا.