EN
تصدّر مؤمن زكريا، لاعب النادي الأهلي السابق وأحد أبرز لاعبي الكرة في مصر، تريند جوجل مجددًا بعد تجدد الحديث عن حالته الصحية المثيرة للتساؤلات، فمنذ إصابته بمرض التصلب الجانبي الضموري، وهو مرض نادر وخطير، لا يزال الجدل يدور حول الأسباب وراء هذا المرض، حيث تصاعدت الشائعات التي تربط حالته بالسحر أو الحسد، وهو ما يعكس مزيجًا من الاعتقادات الشعبية والبحث عن تفسير غير علمي للحالة التي يعيشها.
مرض مؤمن زكريا: من الملاعب إلى المعاناة
منذ بداية مشواره الرياضي، كان مؤمن زكريا من الأسماء اللامعة في الملاعب المصرية، عرف بسرعته وقدرته على تغيير مجرى المباريات بلمساته الحاسمة. إلا أن مسيرته الكروية توقفت بشكل مفاجئ في 2019 عندما أعلن عن إصابته بمرض التصلب الجانبي الضموري (ALS)، وهو مرض يؤثر على الخلايا العصبية الحركية ويتسبب في ضعف تدريجي بالعضلات وصولاً إلى العجز عن الحركة.
الحالة الصحية لمؤمن زكريا أثارت تعاطف الجماهير المصرية والعربية، وتحوّل إلى رمز للمعاناة والصمود أمام مرض يُعد من أصعب الأمراض العصبية. ولكن مع تفاقم حالته، بدأت بعض الأصوات تتحدث عن احتمالات أخرى لتدهور صحته، ومنها الحديث المتجدد عن السحر والحسد.
السحر: بين الموروثات الشعبية والعلم الحديث
قال الدكتور سلمان إمام استشارى الطب النفسي وعلاج والإدمان، فى تصريحات خاصة لصدى البلد، أن السحر والحسد هما من المعتقدات الراسخة في الوجدان الشعبي بالشرق الأوسط، ولطالما كان لهما تأثير على تفسير بعض الظواهر التي يعجز الناس عن فهمها بشكل علمي، هناك اعتقاد بأن بعض الأمراض أو الكوارث يمكن أن تكون نتيجة "عمل" أو سحر يهدف إلى الإيذاء، وهو ما لا يزال حاضرًا بقوة في النقاشات الشعبية، رغم التقدم العلمي.
في حالة مؤمن زكريا، ربط البعض بين مرضه وأحاديث عن سحر استهدفه، ربما بسبب شهرته أو نجاحاته الرياضية، هذا الطرح استند إلى اعتقاد شائع بأن بعض الأشخاص قد يلجأون إلى استخدام السحر للتأثير على حياة الآخرين، سواء للإيذاء أو تعطيلهم عن تحقيق النجاح.
ومع أن الحديث عن السحر في عصرنا الحالي قد يبدو خارج نطاق المنطق العلمي، إلا أنه لا يزال يجد صدى لدى شريحة واسعة من الناس، خاصة في المجتمعات التي تمتزج فيها العلوم مع المعتقدات التقليدية، وقد زاد هذا النقاش حول السحر والحسد في حالة مؤمن زكريا بسبب غموض هذا المرض النادر وغياب العلاجات الفعالة له.
الحقيقة العلمية وراء التصلب الجانبي الضموري
من جانبه أكد الدكتور أشرف إسماعيل استشارى جراحات العمود الفقري، فى تصريحات خاصة لصدى البلد، أن مرض التصلب الجانبي الضموري هو مرض عصبي نادر يصيب حوالي 2 من كل 100,000 شخص سنويًا، هذا المرض يؤدي إلى تدهور الأعصاب الحركية المسؤولة عن التحكم في العضلات، مما يؤدي إلى ضعف تدريجي في العضلات وفقدان القدرة على الحركة، وفي المراحل المتقدمة يمكن أن يؤثر على التنفس والبلع.
حتى الآن، لم يتمكن العلم من تحديد سبب واضح للإصابة بهذا المرض، إذ يُعتقد أن هناك تداخلات جينية وبيئية تلعب دورًا في ظهوره، ورغم التقدم الكبير في الأبحاث الطبية، لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض، ما يجعل المصابين به يواجهون تحديات صحية كبيرة.
