- مصر مستمرة في العمل بلا كلل لوقف الحرب
- رفض كامل لإمعان إسرائيل في توسيع رقعة الصراع والعدوان على لبنان
- مصر تطالب بوقف فوري وشامل ودائم لاطلاق النار في غزة ولبنان
يواصل الدكتور بدر عبد العاطي،وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، فعاليات نشاطاته ولقاءاته المكثفة على هامش مشاركته في على هامش أعمال الشق رفيع المستوي للدورة ٧٩ للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك؛ لبحث آخر التطورات الإقليمية الجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتداعيات توسيع دائرة الصراع في الشرق الأوسط، وتصدر ملف العدوان الإسرائيلي على غزة جدول مباحثات وزير الخارجية مع نظرائه ومع سكرتير عام الأمم المتحدة.
قطاع غزة في وضع إنساني كارثي
وشارك الدكتور عبد العاطي في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن المنعقدة حول الوضع في فلسطين، وأكد في كلمته أنه رغم كافة المناشدات الدولية لإسرائيل بوقف نزيف الدماء، وايقاف القتل المستمر واستهداف المدنيين، ورغم مساعي الوساطة المستمرة لمصر مع قطر والولايات المتحدة وقرارات مجلس الأمن العديدة، وما وصل إليه القطاع من وضع إنساني كارثي، أمعنت قوة الاحتلال في الانتقام من أهل غزة، واستخدمت التجويع والحصار سلاحاً ضد الفلسطينيين، وفرضت عليهم النزوح والتهجير من منازلهم، واحتلت الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومنعت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية من توزيع المساعدات داخل القطاع، بما أفضى لكارثة إنسانية غير مسبوقة.
شدد وزير الخارجية على رفض مصر الكامل لاستهداف المدنيين، مندداً بإمعان إسرائيل في توسيع رقعة الصراع، وأدان العدوان الاسرائيلي على لبنان
مجلس الأمن ووقف الحرب
وأكد ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسئولياته واتخاذ الاجراءات اللازمة بما يؤدي إلى وقف الحرب الدائرة وتحقيق وقف فوري وشامل ودائم لاطلاق النار في غزة ولبنان، وتجنيب المنطقة الانزلاق إلى حرب اقليمية مفتوحة.
وأوضح الوزير عبد العاطي أن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، هي المسئول الأول والمُباشر عما آلت إليه الأوضاع في غزة والمنطقة ومسئولة عن توسيع رقعة الصراع، وأنها مثلها مثل باقي الدول عليها التزام بتنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية الصادرة منذ بداية الأزمة، وكذلك أحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وأنه على الجميع الرفض بوضوح للمُبررات الواهية لاستمرار الحرب الحالية، أو الادعاءات الجوفاء التي تُكررها سلطة الاحتلال عن الإجراءات التي اتخذتها للتخفيف من وطأة التداعيات الإنسانية، والتي ثبُت مراراً عدم مصداقيتها، وأن توقف تدفُق المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح البري هو نتيجة مباشرة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية المُتواصلة على كافة أرجاء القطاع بما في ذلك الجانب الفلسطيني من معبر رفح والشريط الحدودي مع مصر، وأن مواصلة العمل الإنساني مازال ممكناً، إذا تحملت إسرائيل مسئولياتها وانسحبت فوراً من المعبر، وقامت بتسليمه للجانب الفلسطيني، وقامت بفتح كافة المعابر الأخرى التي تحيط بغزة من الجانب الإسرائيلي.
وشدد عبد العاطي على أن مصر ستستمر في العمل بلا كلل لوقف الحرب، ولضمان النفاذ والمُستدام للمساعدات الإنسانية لغزة، ودعم الصمود الفلسطيني أمام محاولات التهجير. وشدد وزير الخارجية على أن مجلس الأمن قادر على إحداث تغيير على الأرض إذا خلصت النوايا.
معبر رفح ومحور فيلادلفيا
وعرض الوزير عبد العاطي في هذا السياق دور المجلس الذي تتطلع إليه مصر في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الشرق الأوسط موضحاً أن ذلك يتضمن الزام إسرائيل بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، ووقف التصعيد المُتعمد في المنطقة بما في ذلك في لبنان، وبالانسحاب الكامل من القطاع، بما في ذلك الانسحاب الفوري من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح ومحور "فيلادلفيا"، وحتى يتم استئناف تدفق المساعدات الإغاثية العاجلة، والانسحاب كذلك من الجانب الفلسطيني لجميع المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل وفتحها بالكامل للنفاذ الإنساني.
وتتمثل باقي الخطوات في تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية، وتقديم الدعم الكامل للسلطة الوطنية الفلسطينية وتمكينها من القيام بكافة واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بما في ذلك العودة للمعابر وتقديم الخدمات الأساسية وتولي مهام الإدارة والحُكم وإنفاذ القانون، بالإضافة إلى ترحيب مجلس الأمن بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة، وعلى أساس خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس الشريف، والزام إسرائيل بإنهاء كافة مظاهر الاحتلال لدولة فلسطين بقطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية.
وخلال لقائه السكرتير العام للأمم المتحدة، اليوم السبت، أكد عبد العاطي الحرص على مواصلة تعزيز التعاون بين مصر والأمم المتحدة.
ومن جانبه، عبر جوتيريش عن تقديره لحكمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسياسة مصر الرشيدة في التعامل مع القضايا والتحديات الدولية والاقليمية، ودورها المحوري في منطقة الشرق الأوسط، والعالم العربي، والاسلامي، وفي افريقيا، مؤكداً على عمق مصر الحضاري ودورها الاقليمي والعالمي المتميز.
مصر تتفق مع الأمم المتحدة
وأشاد الوزير بدر عبد العاطى بدور السكرتير العام في عقد قمة المستقبل لدعم منظومة العمل متعدد الأطراف ورحب بمخرجات القمة، مشيراً إلي اتفاق مصر مع ما طرحه "جوتيريش" بشأن ضرورة إصلاح هيكل النظام المالي العالمي وجعله أكثر عدالةً وإنصافاً لصالح الدول النامية.
وشدد علي أهمية إيجاد حلول مبتكرة لتوسيع آليات نفاذ الدول النامية للتمويل الميسر، وتخفيف وطأة الديون الواقعة عليها، ودعم الجهود التنموية الوطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
التصعيد الاسرائيلي
وثمن الدكتور عبد العاطي مواقف السكرتير العام للأمم المتحدة المبدئية والمنحازة دائماً إلى جانب مبادئ القانون الدولي وتطبيق معايير واحدة تجاه مختلف قضايا المنطقة خاصة العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والكارثة الانسانية المستفحلة هناك، فضلا عن التصعيد الاسرائيلي غير المبرر في المنطقة، والعدوان على سيادة لبنان الشقيق وهو النهج الذي يقود المنطقة إلى الهاوية.
وشهد اللقاء نقاشاً حول عدد من القضايا الإقليمية الاخرى، منها التطورات في ليبيا، والسودان، واليمن، والبحر الأحمر، وفي منطقة القرن الأفريقي، وأهمية الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه.
قضية الأمن المائي والسد الأثيوبي
وتطرق الدكتور عبد العاطي إلى قضية الأمن المائي والسد الأثيوبي، حيث شدد على أهمية هذه القضية بالنسبة لمصر كونها قضية وجودية تتعلق بشكل مباشر بالأمن القومي المصري ولا يمكن التهاون بشأنها، كما أكد رفض أي ممارسات أحادية تضر بمصالح دولتي المصب وتخالف القواعد الدولية المستقرة في حوكمة المياه العابرة للحدود.
وحرص السكرتير العام للأمم المتحدة على تكرار الاعراب عن تقديره للرئيس السيسي، مثمناً دور مصر كأحد الدول المؤسسة للأمم المتحدة واسهاماتها على صعيد الموضوعات متعددة الأطراف وتحقيق السلم والأمن الدوليين ومقاصد وأهداف ميثاق الأمم المتحدة.