تشهد شوارع محافظة سوهاج ظاهرة مقلقة، حيث بات التسول مشهدًا يوميًا لافتًا للأنظار، مع تزايد أعداد المتسولين من الأطفال وكبار السن بشكل مبالغ فيه، الأمر الذي يُثير العديد من التساؤلات حول أسباب انتشار هذه الظاهرة وما يمكن فعله لمكافحتها.
فيسبوك يشتعل بآراء أبناء سوهاج
قالت صفية مصطفى، إن معاناتها مع المتسولين بالمحافظة تكمن في دعواتهم على نجلها ذات يوم، وأن هناك من حاول أخذ المال من بين يديها عند محاسبتها بأحد المحال التجارية رغمًا عنها.
كما لفتت نيرة محمد:" إشارة 15 دي عندها متسولين سوهاج كلهم وبجد حاجة في منتهى قلة الذوق يشدوا الحاجة اللي في ايدك لا تعرف تمشي بكيس فاكهة ولا بساندوتش ولو معاك طفل ماسك في إيده بسكوتة مش بيتهنى بيها".
وأكدت رضوى حازم، أن مدينة ناصر بناحية جامعة سوهاج، يمتلئ الشارع بالمتسولين صغار وكبار، ولم يتركوا شابًا أو عجوزًا إلا وتعلقوا بيديه حتى يعطيهم المال رغمًا عنه؛ ما يثير غضب الجميع.
أطفال التسول بالشوارع.. مستقبل ضائع
في كثير من الأحيان، يكون الأطفال هم الواجهة الأبرز لهذه الظاهرة، هؤلاء الأطفال يتواجدون عند إشارات المرور وأمام المحال التجارية، يمدون أيديهم طلبًا للمال، ورغم صغر سنهم، إلا أن بعضهم يبدون متمرسين في التعامل مع المارة.. عندما يُرفض طلبهم للمال، يلجأون أحيانًا إلى الشتم أو الدعاء بالسوء على المارة، وهو ما يزيد من تعقيد هذه الظاهرة ويضع المجتمع أمام تحدٍ أخلاقي واجتماعي كبير.
كبار السن والمشاعر المتناقضة
من ناحية أخرى، يظهر المتسولون من كبار السن في مشهد لا يقل مأساوية عن الأطفال، حيث يجلس البعض منهم على الأرصفة أو يتنقلون بصعوبة بين السيارات والمارة، يحملون قصصًا حزينة عن الفقر والمرض، يضطر بعضهم إلى التسول بسبب غياب الدعم الاجتماعي أو العائلي، ومثل الأطفال، يلجأ بعضهم إلى استخدام الشتائم أو الدعاء في حال تم تجاهلهم، مما يخلق توترًا بين المتسولين والمجتمع.
التحديات القانونية والاجتماعية
تعكس هذه الظاهرة أزمة اجتماعية حقيقية، حيث يظهر جليًا ضعف القوانين والإجراءات الرادعة لمكافحة التسول، وعلى الرغم من محاولات الأجهزة الأمنية في محافظة سوهاج للحد من انتشار المتسولين، إلا أن الأعداد في تزايد مستمر، البعض يرى أن السبب يعود إلى الفقر المدقع، فيما يشير آخرون إلى شبكات منظمة تستغل الأطفال وكبار السن في التسول.
دعوات لحلول جذرية
على الرغم من الجهود المبذولة من قبل الحكومة، إلا أن الواقع يتطلب تدخلاً أكثر فعالية، يقول العديد من سكان سوهاج إن الحل لا يكمن فقط في ملاحقة المتسولين، بل في توفير حلول اجتماعية واقتصادية تعالج جذور المشكلة، مثل توفير فرص العمل ودعم الأسر الفقيرة، إلى جانب حملات توعية بأهمية تجنب تقديم المال للمتسولين.
كلمة أخيرة
ظاهرة التسول في شوارع محافظة سوهاج ليست فقط قضية اجتماعية، بل هي أزمة إنسانية تتطلب تعاون المجتمع كله من أجل تقديم حلول جذرية تضمن للأطفال حياة كريمة وللمسنين حماية اجتماعية، قد يكون الحل في التوعية المجتمعية، وتقديم الدعم المباشر للفئات المحتاجة بدلاً من المال الذي قد يستغل من قِبل البعض في اتجاهات خاطئة.