عقيدة دموية بُنيت عليها دولة الاحتلال الصهيونية، ومبدأ ترسخ داخل قلب كل وليد لهم على أرضنا المحتلة، بل إن إسرائيل في بنات أفكار الصهاينة الإرهابيين، ما هي إلا مدينة للسلام والإيمان، لكن أضواء السلام - المزعومة- كلها آلات للنار، وعبث في مقدرات الشعوب.
ألا تعرفون لبنان، دولة السلام، ألا تعرفون بيروت، مدينة شجر الجميز، يملؤها الزحام، زحام النضال، أيا لبنان إن حللتِ ذهب البؤس عمن كنت بجواره، وملأتِ العالم ببريق خطوط علمك، وإيمان شعبك.
وماذا بعد "فلسطين"؟ لقد كانت لبنان، فيا شام لا تهوي ويا لبنان طوفي حول النصر، هنا رسم "ناجي العلي" وغنت "فيروز" على جبلك الأخضر، تذكري النصر ولا شيء سواه، صباح الخير يا بيروت، صباح الخير يا لبنان القمرية.
اعتداء الصهاينة على لبنان الحبيبة في سبتمبر 2024، هو اعتداء ضرب قلب كل عربي، فلبنان ليست محض دولة، بل نهر من العروبة والحرية والفكر، ظلت ملاذًا وشعاعًا للمفكرين والكتاب والمناضلين، حتى إن اختلفنا مع بعض التيارات والفئات التي ظلت أفعالهم كرتونية هزلية في الدفاع عن القضية الفلسطينية، لكن التفرقة هي غرض الإسرائيليين لتشتيت القوة، وفتح نوافذ جديدة لزيادة رقعة الصراع والدعم.
ومع تطور تلك الحرب، وأفعال الصهاينة الدموية، هل ستؤدي إلى تكييف ذلك الصراع بأنه قبلي أو عرقي بين بعض الجيران؟
نتيجة غير مقنعة للعاقلين، وهي أيضًا نتيجة منطقية لصمت العالم الغربي عما تفعله إسرائيل بفلسطين، ومن بعدها في لبنان ومن قبلها في سوريا، وانظر إلى ما تصنعه وسائل الإعلام الصهيونية والأمريكية، بخلق حالة من العاطفة القبلية بإبراز كلمات "تهجير"، دون وضع أي خلفية تاريخية عن كيف سكن هؤلاء المهجرون الإسرائيليون تلك الأرض!
ها نحن أمام واقع مرير بسبب عدو مغتصب -إسرائيل- لكل ما هو فيه "سلام"، كاد الصهاينة يفتكون برؤوس العالم، إن لم يحكموا على الصهيونية ودولتها وأدواتها الحربية بأنها مدافعة عن أرضها وأمنها.
ومن ضمن الوسائل الأخرى، التسفيه والتقليل من مجهودات الدول العربية، لخلق حالة من الشتات، لكن في حقيقة الأمر، فإن هناك مجهودات ومساعٍ للدبلوماسية العربية لإيجاد حل للنزاع الفلسطيني، ووضع حلول مؤقته لإعلان السلام وإيقاف نزيف الدم الوحشي الذي تسببت فيه إسرائيل وأعوانها.