قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

كريمة أبو العينين تكتب: حاجز محبة

×

من الموروثات الشعبية الجميلة ما كانت تتناقله الأسر من نصائح تؤكد فيها أن أهم وأعظم ميراث يزيد ولا ينفد هو أن يورث الآباء الحب لأبنائهم، لأن هذا الحب هو حائط ومانع قوى وشديد يحول دون اقتحام المخاطر والشر وأصحابه الى داخل حياة البشر من أسر ومجتمعات.

هذا الموروث سيكون بمثابة حائط محبة يتكئ عليه كل مهموم، ويهرع إليه كل مفجوع لتشمله يد المحب بكل رعاية واهتمام.

أهمية المحبة في حياتنا تجعل العلاقات الإنسانية ترتكز على مجموعة من الأركان تجعل العلاقات متينة وقوية وراسخة.. ركن المحبة أو مايطلق عليه علماء علم النفس "حائط المحبة" هذا الركن من أهم هذه الأركان لأنه يجعل العلاقات نقية ومتسامحة، لدرجة أن تعرف هذا الشعور المسمى المحبة يجعل الإنسان يفضل أحدهم على نفسه ويسعى لجعله سعيدا بجميع الطرق وبكل الأساليب.

المحبة مرحلة فارقة ومميزة من المشاعر، فهى تسمو على الانجذاب والرغبة لأنها وصف وشعور نوراني يهدف فقط إلى الخير والتسامح والإيثار والإخاء دون أي مصالح شخصية.

حائط أو جدار المحبة مناقض لحب الذات والحقد والبغضاء التى تفكك المجتمعات وتهدمها وتنزع منها الأمن والاستقرار.

المحبة في حياة الفرد والمجتمع لها أثر كبير، فحب الفرد لغيره سيعود عليه بالسعادة والرضا لأنه كما يقولون "الحب معدي" ولا يمكن مقابلته إلا بحب مثله.

حبك للناس من حولك وللحيوانات وللنباتات سيجعل منك إنسانا سعيدا وتسعد غيرك وتنثر بذور السعادة أينما كنت وحللت.

السعادة تنمو من قلب جدار أو حائط المحبة وتزهر وتسفر عن علاقات اجتماعية قوية قائمة على التعاون والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع وربما فى العالم أجمع.

المحبة تجعل الإنسان متشربا بمشاعر طيبة تجاه الآخرين، كما أنها تجعله سعيدا وراضيا ويشعر بالراحة والطمأنينة.

بحائط المحبة يأتى النجاح والتفوق في سائر مجالات الحياة.

المحبة لؤلؤة شفافة تجد أثرها في قلوب الناس وفي رضا الله.

بالمحبة فقط تبنى مصانع الرجال وتحصد ثمارها فى مجتمعات متعاونة متماسكة كبنيان مرصوص.

وتتجلى فوائد المحبة على الأفراد بما تورث لهم من قلوب عامرة بالطمأنينة والسلام قادرة على سحق مشاعر الكراهية والحقد التي تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتأجيج نار الصراع البشرى وتقضى على السكينة والطمأنية وتستنزف الطاقات.

المحبون يعيشون حياة سوية لا يشغلهم سوى خلق المزيد من الاستقرار النفسى والمجتمعي لا يريدون ولا يسعون لأذية الآخرين وإيقاع الضرر بهم.

المحبة تعد عاملا رئيسيا في نجاح الفرد وتحقيق أهدافه لكونها تجعل طاقته متجهة لكل ما هو إيجابي وطيب ومفيد وناجح.

حائط المحبة يجعل من مريديه أشخاصا يركزون على بناء أنفسهم والتحلي بأرقى الصفات التي تحقق لهم أهدافهم وتعود بالمنفعة عليهم وعلى بلادهم كلها من أقصاها إلى أقصاها.

حائط المحبة كفيل بأن يجعلك متخلصا من عبء المشاعر السلبية وما تحتويه من حقد أو حسد أو بغض يضعف الإرادة وينهك القوى ويقوض العزيمة.

بجدار أو حارس المحبة يصبح المجتمع سالما مستقرا ومزدهرا، بعيدا كل البعد عن الخلافات والحروب والصراعات، فشتان بين مجتمع أفراده متصالحون ومتحابون، وبين مجتمع تسوده الكراهية والبغضاء والفتن، فالأول ركز على الإعمار والتطوير ويصرف طاقاته وإمكانياته في سبيل البناء والتقدم، أما الثاني يعاني من الكراهية والبغضاء ويفتقر للسلام وبعيدا عن طريق التنمية ولا يملك عاملى الجهد والوقت للبناء والتطوير ويظل يعاني من التخلف والفقر.

سيظل الحبّ هو أعلى قمّة في جبل الحكمة.

الحبّ كلّما ازداد تضاعف خوفنا على من نحبّ.

وكما قيل: إذا لم تجد أحدًا يحبّك فلا تكره نفسك.