شهدت لبنان ولأول مرة استخدام إسرائيل لأسلوب "الحزام الناري" الذي اشتهر في حروب غزة.
يعتمد هذا التكتيك العسكري على قصف عنيف ومتواصل، يمتد أحيانًا لساعات طويلة، حيث تُستخدم فيه الصواريخ الثقيلة والقنابل الضخمة التي تزن أطنانًا. وتؤدي هذه القنابل إلى تدمير أحياء ومناطق بأكملها، إذ تصل قوة الانفجارات إلى عمق يتراوح ما بين 5 و30 مترًا تحت سطح الأرض، متسببةً في إحداث أضرار واسعة النطاق على المناطق المستهدفة.
هذا التكتيك ليس جديدًا على غزة، حيث بدأت إسرائيل استخدامه بكثافة منذ حرب 2021 وما تزال تستخدمه بشكل متكرر في النزاعات المستمرة في القطاع. والهدف الأساسي منه، وفق ما تدعيه إسرائيل، هو إجبار السكان في المناطق المستهدفة على المغادرة لتقليل عدد الضحايا المدنيين، بالإضافة إلى استهداف البنية التحتية الموجودة تحت الأرض مثل الأنفاق التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية لأغراض عسكرية.
اللافت في هذا التطور العسكري هو نقل هذا التكتيك إلى الساحة اللبنانية، حيث تم استخدام "الحزام الناري" في القصف الأخير الذي استهدف الجنوب اللبناني. يعكس هذا الاستخدام تصعيدًا كبيرًا في الأعمال العسكرية، خاصة وأنه يهدف إلى تدمير مواقع يعتقد أنها تابعة لـ "حزب الله" تحت الأرض.
التأثير المدمر لهذه الضربات لا يقتصر على استهداف البنية العسكرية فقط، بل يمتد إلى تدمير البنية التحتية المدنية أيضًا، مما يزيد من معاناة السكان المحليين ويؤدي إلى نزوح جماعي في المناطق المتضررة. هذا التحول في استخدام التكتيكات العسكرية الإسرائيلية يعكس تزايد حدة الصراع في المنطقة واحتمالات توسيع نطاق العمليات العسكرية خارج قطاع غزة لتشمل لبنان.