الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في أول حوار له
ثقة الإمام الأكبر بي تعتبر تكليف وتشريف ومسئولية
نحرص على الانتشار في العالم الافتراضي ومواقع الإنترنت
الأزهر يعالج المشاكل المجتمعية والقضايا الخلافية بأسلوب واع وليس عشوائي
شيخ الطريقة الصوفية لابد أن يكون عالما بالشريعة
التصوف يرفض الدخلاء ولا يصح الحكم عليه بسبب أفراد مزيفين
أكثر أئمة الأزهر ومشايخه من الصوفية العاملين
أجرى موقع صدى البلد، أول حوار مع الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بعد توليه المنصب بقرار من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلفا للدكتور نظير عياد، والذي تولى دار الإفتاء المصرية.
وكشف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، عن خطته لإدارة المجمع خلال الفترة المقبلة، وكذلك موقفه من إثارة الجدل حول التصوف والمنتسبين زورا إلى الطرق الصوفية.
إلى نص الحوار:
في البداية، عبر الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الجديد، بالأزهر الشريف، عن سعادته بثقة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وتكليفه بمهام الأمانة العامة لمجمع البحوث خلفا للدكتور نظير عياد.
وقال الدكتور محمد الجندي، في حوار لصدى البلد، إنه استقبل خبر تكليفه المنصب الجديد بحفاوة وكان بمثابة الشعور بالمسئولية الدعوية ومحاولة الوصول للتكافؤ بين الدور المنوط الذي كلفت به، وبين رؤية الأزهر الشريف، فكان في استقبال الخبر حفاوة، وشعور بالتكليف، وإحساس بالتشريف، لأن هذه المكانة فيها تشريف للانتساب إلى الأزهر الشريف تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الذي يقود دفة السير في الحياة على منهاج رسول الله بوعي فكري آمن.
أما التكليف فهو شعور بمسئولية وضرورة التناغم مع رؤية الأزهر الشريف وتكون همتي عالية في تحقيق رؤية الأزهر الشريف على أعلى مستوياتها تحقيقا لثقة مولانا الإمام الأكبر.
وتابع: رسالة الإمام الأكبر لي، هي انتشار رؤية الأزهر وفكره الوسطي لأن فكره يكون على أعمدة متنوعة وألسنة متعددة في تخصصات مختلفة من التجذير إلى التفريع فأمر الفتوى في الأزهر والمسائل الاجتهادية لها أصول وجذور فلا يأتي الإنسان ليتكلم في الدين بدون دراسة إنما الأزهر يؤصل للفقه وعقيدة أهل السنة والجماعة لذلك وجدنا علوم متنوعة في الأزهر الشريف ندرسها منذ نعومة أظفارنا حتى الكبر، فهذه الثقافة الدينية ليست عابرة وإنما استغرقت وقتا وجهدا.
وأشار إلى أن رؤية الأزهر تعالج المشاكل المجتمعية والقضايا الخلافية بأسلوب واع وليس عشوائي، ومسائل فتاوى الأسرة والفكر والعقيدة والإلحاد كل هذا عالجه الأزهر بطريقة مؤصلة وبلغ الأزهر رتبة عالية في مخاطبة الواقع.
وكشف الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، عن خطته بعد تكليفه بالمنصب الجديد خلفا للدكتور نظير عياد.
وقال الدكتور محمد الجندي، في حوار لصدى البلد، إن خطة العمل التي سينطلق منها خلال الفترة المقبلة في مجمع البحوث الإسلامية تعتمد على أداة أساسية وهي المضي قدما خلف ما أنجزه الأمين العام السابق وهو الدكتور نظير عياد، الذي وصل إلى درجة يتعب بها من بعده في أمانة مجمع البحوث الإسلامية.
وأشار الجندي إلى أننا نحرص على الانتشار في العالم الافتراضي ومواقع الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي وتسهيل تحميل الكتب للباحثين في العلوم الشرعية والطرح التقني من خلال مقاطع قصيرة تخاطب الشباب حتى تساعده على عدم الوقوع في دوامة التطرف والإلحاد.
وأوضح أن مقاطع الريلز على مواقع التواصل الإجتماعي تؤثر كثيرا على الشباب ويتأثرون بها، فالشباب الآن لم يعد يحبون المقاطع الطويلة في السماع، وسنتعرض بقوة وكثافة لغزو مواقع التواصل الإجتماعي بمقاطع علمية من خلال إبداع الموهوبين في الطرح الإعلامي.
وذكر الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن وعاظ وواعظات الأزهر بمجمع البحوث الإسلامية وصلوا إلى الناس بشكل كبير، فوصلوا إلى النوادي والمدارس والمطارات والبيوت، وهذا ما ينشده الأزهر ويحاول جاهدا الزيادة منه.
علق الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، بعد تكليفه بالمنصب الجديد، على حالة الجدل التي تثار حاليا على الطرق الصوفية وما يتعلق بمنهج التصوف الذي هو أساس في الأزهر الشريف.
قال الدكتور محمد الجندي، في حوار لصدى البلد، إنه يجب علينا أن نبحث في معنى التصوف حتى نستطيع الحكم عليه، ونعرف المخالف لهذا الطريق، فمن خالف طريق التصوف الصحيح فقد حاد عن الطريق.
وأضاف أن التصوف معناه الخروج من كل خلق دني والدخول في كل خلق سني، فالتصوف ورع وزهد وأخلاق وعلم، لذلك وضع الإمام عبد القادر الجيلاني شرطا في الشيخ وهو أن يكون عالما بالحقيقة عالما بالشريعة فليس كل من انتسب للتصوف يحكم من خلاله.
وتابع الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: فحتى نحكم على التصوف علينا أن نقرأ كتب التصوف وتعريفه الحقيقي فالتصوف هو خلق إسلامي، فلا يمكن أن نحكم على التصوف من خلال بعض السذج الذين ينتسبون إليه زيفا وزورا، فالتصوف نفسه يرفض الدخلاء، والإمام الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم تكلم عن معنى التصوف الصحيح.
ووجه الدكتور محمد الجندي، نصيحته للمسلمين حاليا وقال: نصيحتي هي البعد عن العشوائية في الحكم على التصوف واتهام التصوف بعمومية بأنه جهل وجهالة، ولكن التصوف علم وتزكية وشريعة وحقيقة وعبادة وخلوة وسهر ورياضة ومجاهدة وليس ما يفعله البعض الآن وينسبون أنفسهم إلى التصوف.
أكد الجندي أن التصوف هو سيد العالم الروحي، وسيد العالم، والإمام عبد القادر الجيلاني وضع شروط للشيخ، ومن شروط الشيخ في التصوف أن يكون عالما في الشريعة وأن يكون مربيا، وأكثر أئمة الأزهر ومشايخه من الصوفية العاملين، فكيف نلتف إلى من ينتسبون إلى التصوف ولا نعرف حقيقة التصوف، ولدينا نماذج مثل الإمام عبد الحليم محمود، والإمام محمد متولي الشعراوي.