قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية السابق، إن تجديد الخطاب الديني والإفتائي هو واجب الوقت وضرورة حتمية، وهو نهج الأوائل الذين أدركوا أن الفتوى تتغير بتغير الجهات الأربع وهي الزمان والمكان والأحوال والأشخاص.
الخطاب الديني الصحيح
وأضاف مفتي الجمهورية السابق، في تصريح له، أنَّ إدراك الواقع وفهم تطوراته ومتغيراته ركن ركين من أركان التجديد والاجتهاد، ولن تثمر أية جهود للتطوير والتجديد ثمرة حقيقية إلا بدراسة الواقع والتعمق في علومه وفهم تفاصيله وما يطرأ على أعراف الناس وثقافاتهم من تغيير إيجابي أو سلبي.
وشدد على ضرورة إدراك وفهم التغيرات التي تطرأ على المجتمعات والثقافات نتيجة حركة التطور المعرفي والحضاري التي تستوجب تجديدًا يتواكب مع مناحي الحياة حيث تضبط الفتوى إشكاليات كثيرة فيها.
وتابع: التجديد مقصدٌ شرعي أصيل، وليست دعوات حادثة؛ فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك التجديد وظيفةٌ دينيةٌ شرعية تكفَّل سبحانه وتعالى بتقييد مَن يقوم بها على الدوام، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة مَن يجدد لها أمر دينها».
وقال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير وعميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن تجديد الخطاب الديني يجب أن يتم على عدة مستويات، موضحًا أن الخطاب عبارة عن ملقي ومتلقي وواسطة تنقل.
وأضاف أبو عاصي خلال تصريح له: "التجديد يكون في مضمون الخطاب نفسه، والذي يتلقى هذا الخطاب والإنسان الذي يحمل هذا الخطاب وبغير تلك الأمور لن كون هناك تجديد".
وتابع: "فلنتفرض أننا جئنا بمضامين جديدة جدًا لكن العقلية لا تستوعب" مشيرًا إلى أن التجديد لا يعني التعدي على النص المقدس أبدًا إنما التجديد يكون في المضمون والفهم والاكتشاف.
واستكمل: "لكي نجدد مضمون الخطاب الديني نحتاج إصلاح مناهج التعليم والتعليم الديني بالأخص، الأمر الثاني نحتاج إلى عقلية جديدة مستنيرة مؤسسة على العلم لنقل هذا الخطاب المجدد".
الخطاب المتطرف
وقال الدكتور خالد عباس، المشرف على وحدة اللغة الأسبانية بمرصد الأزهر، إن الجماعات المتطرفة تعمل على استقطاب الشباب؛ وخاصة أنهم لا توجد لديهم معرفة ودراية كبيرة ويستغلون مشاكلهم ويحاولون أن يقدموا لهم الحلول البراقة، والتي سريعا ما ينكشف للمنضمين لهم أن ما قدمته هذه الجماعات لهم مجرد سراب وأكاذيب وأنهم قد وقعوا في الفخ، مبينًا أن مرصد الأزهر يقوم بدور مهم من خلال رصد أفكار وخطابات هذه الجماعات ويقوم برصدها وتحليلها والرد عليهم لتفويت الفرصة أمام هذه الجماعات.
ومن جانبه أكد الدكتور علاء رشوان، مشرف وحدة البحوث والدراسات بمرصد الأزهر، أن هذه الجماعات تستخدم المفاهيم والمصطلحات البراقة ويفسرونها بطريقة خاطئة للسيطرة على أتباعهم، مشددًا على أن هذه الأفكار التي يروجها تخدم مصالح معينة وهي جزء من مخطط كبير تحاول الضرر بشباب المجتمعات لهدم مجتمعاتهم، موضحًا أن مرصد الأزهر يقوم بمتابعة جميع الجماعات المتطرفة من خلال ١٣ وحدة رصد ب ١٣ لغة تحلل كل خطاباتهم وترد عليهم، وهو ما أسهم في رجوع الكثير من أتباع هذه الجماعات المتطرفة.