خطبة الجمعة من الجامع الأزهر
الدكتور عبد الفتاح العواري يؤكد:
الله أمر نبيه بالتزود من العلم
طلب العلم فريضة وتخلف الأمة لا يرضى به الله
العلم يصون العقول من الخرافات والشعوذة

نقل التليفزيون المصري، شعائر صلاة الجمعة اليوم من الجامع الأزهر الشريف، على الهواء مباشرة، وألقى خطبة الجمعة، الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية.

وقرأ قرآن صلاة الجمعة القارئ الشيخ طه النعماني، ويقدم شعائر الصلاة الإذاعي عماد عطية، حيث نقلت الصلاة على شاشة القناة الأولى والفضائية المصرية وبعض القنوات الخاصة وأثير موجات الإذاعة.

وقال الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الله تعالى حث نبيه الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- بأن يتزود من العلم فقال (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا).

وأضاف العواري، في خطبة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف، أن الله تعالى قد امتن على النبي الكريم بأن علمه ما لم يكن يعلم، فقال تعالى (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا).

وذكر أن أولى قطرات الوحي الإلهي على النبي العربي محمد، كانت تضمن أداة العلوم كلها، وكل علم من العلوم التي أوجب الحق تبارك وتعالى على عباده أن يحصلوها وأن يتقونها وأن يجودوها لابد لها في أول الأمر من تلك الأداة التي لا يمكن الانفصام بينها وبين سائر العلوم، وهي (اقرأ) فلتكن قرائتنا باسم الله الذي ربانا وغدانا بالنعم فلا أمل في تحصيل علم ولا فقه علم ودراية علم إلا إذا كانت قرائتنا باسم الله.

واستشهد بقوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) منوها أن طلب العلوم مقرون باسم الله تعالى فهو الذي يفتح علينا ويوفقنا ويسدد لنا.

وقال الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، إن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، لعمارة الكون والحياة، وسيدنا آدم عليه السلام، خليفة الله في الأرض منحه الله مفاتيح العمارة وعلمه الأسماء كلها.

وأضاف العواري، في خطبة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف، أن سيدنا آدم عليه السلام، استطاع أن يحقق الخلافة في الأرض من خلال تعلمه للأسماء كلها من لدن خالقه عزوجل.

وأشار إلى أن طلب العلم حث عليه الإسلام وأمر به، فحذاري أن نتخلف عن موكب أو نتقاعس عن طلب العلوم وتعلمها، والأحاديث المبنية لفضل العلم والعلماء وفضل التعليم والتعلم موجودة كثيرة في السنة النبوية.

وأكد أن الله لا يرضى أو نبيه بتخلف الأمة عن العلم والتطور أو تتأخر أمة الإسلام وتصبح في ذيل الحضارات، فيقول النبي (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن طالب العلم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر).

وأكد أن الخشية من الله لا تتحصل إلا من حصل على العلم أيا كان نوعه، سواء في الأحياء أو الكيمياء أو الفيزياء أو الفلك أو التشريع، وفي سورة فاطر يقول الله (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فهي تتحدث عن جميع العلوم وليس فقط علوم الشريعة.

وقال الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، إن المؤمن يحقق بالعلم معرفته بالله وإيمانه باليوم الآخر وما فيه حيث قرن الله شهادة أولي العلم بشهادته وملائكته على وحدانيته بجانب الاعتقاد، فيقول (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ).

وأضاف العواري، في خطبة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف، أن الله تعالى قدم تحقق العلم قبل إيجاب العمل، فيقول (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ).

وأشار إلى أن العقول تصان من الخرافات والشعوذة بتحصيل العلم، وبالعلم ينبى الوطن ويرقى، وبالعلم تتحقق التنمية الاقتصادية والبشرية، فالقرآن على لسان نبي الله يوسف يقول (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).