في ليلة حالكة على الطريق الصحراوي الشرقي دائرة مركز شرطة أخميم شرق محافظة سوهاج، كانت الميكروباص تسير ببطء تحت ضوء القمر، بينما كان الركاب داخل الميكروباص يحملون أحلامًا وآمالًا، دون أن يعلموا أن تلك الليلة ستغير مصيرهم إلى الأبد.
"محمد رأفت" الشاب الذي مازال في العشرين من عمره كان يحلم بمستقبل مشرق، وقد قرر أن يسافر لزيارة عائلته، وكان متحمسًا للقاء أحبائه بعد فترة طويلة من الفراق، بجانبه كانت "نورا"، المرأة التي تحمل في قلبها قصة حياة حافلة، تذهب لرؤية أبنائها وأحفادها الذين كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر.
فجأة، في غمضة عين، حدث التصادم، الميكروباص تحطمت، وأصوات صرخات تنبعث من كل مكان، كان هناك حالة من الفوضى والرعب، حيث اختلطت الأرواح بين الضحايا والمصابين.
توالت الأسماء، وعندما تم نقل المصابين إلى المستشفى، كانت المستشفيات مليئة بالبكاء والأنين، الأطباء يتسابقون لإنقاذ من يستطيعون، بينما قلوب الأمهات والأبناء تتقطع خوفًا على أحبائهم.
بينما كانوا يحاولون استيعاب ما حدث، انطلقت أخبار الحادث كالصاعقة على عائلاتهم، "عبد الله" و"السيد" هما اثنان من الضحايا، لكن لكل منهم عائلة تشتاق إليه، عائلات تحمل ذكرياتهم وتجاربهم، وقد تحطمت آمالهم في لحظة واحدة.
الصمت الذي ساد بعد الحادث كان مهيبًا، العائلات تجتمع في المستشفيات، والدموع تذرف على الفراق، "حمزة"، الطفل الذي لم يتجاوز العامين ونصف، لم يدرك بعد أن الحياة قد أخذت منه فرصة للعيش.
وفيما كانت النيابة العامة تحقق في الواقعة، كان الألم في قلوب الأسر يتزايد، فكل اسم كان يحمل قصة وحلمًا، وكل غياب كان يعني فقدان جزء من الحياة.
أصبحت الأرواح المفقودة رمزًا للأمل المكسور، وأصبحت الذكريات تلاحق كل من بقي على قيد الحياة، تحمل عبء الحزن والفقدان، في حين ظل الطريق الصحراوي الشرقي شاهدًا على مأساة لن تُنسى أبدًا.
تفاصيل الواقعة
وتعود أحداث الواقعة عندما شهد الطريق الصحراوي الشرقي في محافظة سوهاج حادث تصادم مروع بين ميكروباص وسيارة ربع نقل، مما أسفر عن إصابات ووفيات بلغت عددها 18 مواطنًا.
وكان قد تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة أخميم يفيد بوقوع حادث تصادم على الطريق الصحراوي الشرقي، دائرة المركز، ووجود ضحايا ومصابين.
تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، وجاءت أسماؤهم كالآتي:" محمد رأفت عبد الستار، 20 عامًا- نورا رمضان أبو اليزيد، 52 عامًا- محمود فايز محمد، 19 عامًا- حسن محمد ربيعي، 21 عامًا- هلال مهران محمد، 23 عامًا- خالد إبراهيم فرج، 22 عامًا".
“أمير حسن أحمد، 28 عامًا- رزق محمد أبو طالب، 14 عامًا- محمد لوبي أحمد، 15 عامًا- أحمد الجزيري حسن، 27 عامًا- مصطفى قرشي كامل، 20 عامًا- محمد محمود خلف محمود، 41 عامًا- عبد الحميد عيد صادق، 14 عامًا- حمزة صدقي أحمد، عامان ونصف- عزيزة زناتي علام، 40 عامًا”.
أما الوفيات فكانت كالتالي:" السيد محمود السيد، 32 عامًا- عبد الله محمود عبد المجيد، 23 عامًا- وشخص مجهول الهوية".
تم تحرير محضر بالواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.