كشف محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، عن تفاصيل هيكلة الثانوية العامة ومنظومة تطوير التعليم بمصر في كافة المراحل الدراسية، وذلك في حوار مع الإعلامي أحمد الطاهري ببرنامج “ كلام في السياسة ” المذاع على قناة “إكسترا نيوز ”.
هيكلة الثانوية العامة
أكد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم ، أنه منذ توليه المهمة بدأ العمل على عدة آليات، متابعا: «قمنا بزيارة أكثر من 17 أو 18 محافظة، وقابلنا أكثر من 250 مدير إدارة، وأكثر من 6 آلاف مدير مدرسة وآلاف المعلمين».
وأضاف، : «قعدنا معاهم وشوفنا المشاكل الموجودة فى التعليم وإزاي هنحلها مع بعض، وتناقشنا فى حوارات طويلة جدًا وذلك فى كل المحافظات، واستمعنا إلى آراء المعلمين، وحلينا مع بعض الكثير من المشاكل».
وعن إعادة هيكلة المرحلة الثانوية بالكامل، أشار الى أنه فى مرحلة الثانوية كان يتم تدريس 32 مادة، مواصلا: «المركز القومي للبحوث فيه 120 أستاذ بكليات التربية، طلبنا منهم دراسة حول أهم 20 دولة على العالم فى التعليم، وطلبنا منهم أن يدرسوا لنا الدول دي فى مرحلة الثانوية بتدرس كام مادة فى السنة وجدنا إن أقصي شيء يدرسوا من 6 إلى 8 مواد في السنة».
قال وزير التربية والتعليم، إنّه في الصف الأول الثانوي كان الطلاب يدرسون 14 مادة، وكان هناك من 7 الى 8 حصص في الأسبوع، وعند تقسيم 14 مادة على 35 أو 40 حصة، وكانت تصل الأمور الى أن بعض المواد مثل الفيزياء يدرس الطلاب حصتين فقط في الأسبوع.
أضاف «عبد اللطيف» في لقاء مع الإعلامي والكاتب الصحفي أحمد الطاهري، مقدم برنامج "كلام في السياسة"، عبر قناة "إكسترا نيوز": قائلًا «كان المدرس يدخل للطالب يقوله أنا مش هقدر أخلص المنهج داخل المدرسة، وكان محتاج عدد ساعات أكبر، محتاجين نعلم أولادنا مهارات، وكان دايما يحصل ظلم للمعلمين، نريد أن نعلم أولادنا مهارات قيادة والعمل في مجموعة، وبالتالى لم يكن هناك وقت متاح».
وتابع: « بالتالي قلنا إننا سنعيد هيكلة المرحلة الثانوية، والهدف منها إتاحة وقت للمواد الأساسية مثل الرياضيات واللغة العربية والفيزياء والكيمياء حتى يتم الانتهاء من تدريس المنهج داخل المدرسة».
وأكمل: «وعند حذف أو دمج بعض المواد، نظرنا الى بعض المواد مثل مادة الجيولوجيا والتي كانت حتى عام 1992 عبارة عن فصل فى مادة الأحياء، وقمنا بإعادتها الى مادة الأحياء وليست مادة منفصلة».
الوافدون والمناهج المصرية
رد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم على التساؤلات التي تدور حول المناهج التي يدرسها الوافدون إلى مصر وموقف تواجد كيانات خاصة بهم تدرس مناهج خاصة بهم .
وقال عبد اللطيف، إن الوزارة حاسمة في هذا الأمر جدًا، مؤكدًا، أنّ الوافدين على الأراضي المصرية يدرسون باسم مصر ومناهجها والمناهج المصرية، لافتًا إلى أن الكيانات التي تظهر خارجة عن إطار الوزارة يتم الإبلاغ عنها وإغلاقها فورًا.
وأضاف أن الوزارة تشرف إشرافا كاملا على كل المدارس، عدا بعض المدارس التابعة للسفارات الخاصة بدولها، لافتًا إلى أن هذه المدارس يصل عددها إلى 3 مدارس فقط.
مفيش مدرس هيخاف من طالب
علق محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، على حالات ضرب بعض المدرسين في المدارس من طلاب في أوقات سابقة:" قائلا:" انتهى الكلام ده".
وقال عبد اللطيف:" من دلوقتي مفيش مدرس هيخاف من طالب، ومش هنوصل لهذا الامر بعد تطبيق لائحة الانضباط الجديدة في المدارس".
وعن تطوير التعليم، قال وزير التربية والتعليم، إن نظام التعليم المتعارف عليه في مصر لم يتطور منذ 300 سنة، وقد بنى هذا النظام وقتها الإمبراطورية البريطانية منذ 300 سنة وكان لهم أهداف في هذا الوقت هي أن يتخرج أفراد يستطيعون العمل في الإمبراطورية ويستطيعون الحساب الذهني، ولهم مواصفات ومهارات معينة.
وأضاف أن هذا النظام ظل موجودا إلى هذه اللحظة لم يتطور، رغم كل المحاولات التي تمت من أجل تطويره، متابعا: «في الوقت الحالي هذا النظام يجب أن يتطور لأن المهارات التي يحتاجها الطلاب مختلفة عن المهارات التي كانت موجودة سابقا».
وواصل: «سوق العمل الآن تغير، وأهم 10 وظائف في العالم لم تعد موجودة من 10 سنوات، كما أن أكبر شركات العالم الموجودة حاليا كانت خاصة بالتكنولوجيا، بينما من 20 عاما كانت شركات خاصة بالبترول هي السائدة».
اللغة العربية والتاريخ
أكد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن اللغة العربية لغة بلدنا والتاريخ تاريخ بلدنا الذى نفتخر ونعتز به جدًا.
وأضاف عبد اللطيف: « دايما بقول لو إحنا بنربي أحسن دكتور أو مهندس ولا ينتمي الى مصر يبقي شكرًا، يبقي معملناش حاجة».
وتابع: "نعمل في ظل التغيرات الثقافية والإنترنت والانفتاح العالمي، ونحتاج إلى أن يكون أبناؤنا منفتحين على الخارج، وفي الحقيقة، نحن ننظم برامج مع هيئات دولية مثل اليونسكو واليونسيف، ونطلق برامج علشان ولادنا يتعلموا الثقافات الأخرى وفى نفس الوقت يكونوا محتفظين بهويتهم والانتماء لبلدهم ومحافظين على دينهم، فاهمين بلدهم ودينهم كويس جدًا».
وتابع وزير التعليم: «إحنا بنأصل أن التاريخ يبقي موجود مادة أساسية للى مبيعرفش تاريخه، وبرضه اللى عنده مشكلة فى دينه ومش عارف دينه دى مشكلة أخرى كبيرة جدًا، ولذلك احنا بنأصل للجزءين دول بشكل علمى وعملى أكثر، وهو برنامج علمي نعمل عليه بشكل جيد جدًا والفترة المقبلة ستشهد نتائج كبيرة جدا».
أعمال السنة أساسية
أكد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن النظام الجديد شهد تقسيم مرحلة الثانوية العامة، وسيدرس الطالب في 3 ثانوي 5 مواد، واللغة الثانية أصبحت خارج المجموع، والتربية الدينية، موضحاً أنه جرى عقد لقاءات مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا تواضروس، لإدخال مادة الدين في المجموع، وأن يكون المنهج الدراسي يركز على الأخلاقيات وسوف يكون الامتحان موحدا.
وأضاف «عبد اللطيف»، أن العملية التعليمية لها 3 ركائز أساسية هم ولي الأمر والمعلم والطالب، وتم عمل نظام فيه أعمال سنة لكي يكون هناك انضباط من الطلاب وحضور، مشيراً إلى أن الدراسات في مركز البحوث المصري أوضحت أن أعمال السنة شيء أساسي في العملية التعليمية، والتي تقيم الطالب بناء على الواجب والاختبار الأسبوعي والحضور والغياب.
وأوضح وزير التربية والتعليم، أن أعمال السنة شيء أساسي في النظام التعليمي الجديد، والطالب لازم يحضر وهي أشياء كانت غير موجودة في التعليم المصري رغم أهميتها.
سوق العمل
قال محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إنّ التنافس في السوق العمل كان يقتصر على السوق المحلي، لكن التنافس القادم سيكون مع العالم كله، موضحًا: "هناك دول لديها 30% إلى 40% من موظفيها يعملون من المنزل".
وأضاف عبد اللطيف: "المنافسة خلال السنوات القادمة في سوق العمل ستكون على مستوى العالم كله وليست محلية".
وتابع وزير التعليم: "الشركات المحلية ستتعاقد مع أشخاص يعملون معها أون لاين، وبالتالي، فإن شبابنا سيتنافسون مع كل دول العالم مثل الهند ونيجيريا، وبالتالي، يجب أن نرى المهارات المكتسبة من النظم التعليمية في العالم كله حتى نجعل أبناءنا يكتسبون المهارات المختلفة، مثل مهارة سرعة التعامل مع الأجهزة".
وواصل: "نتعاون مع يونسكو ويونسيف، ونستهدف تدريس البرمجة كلغة أساسية لأنها ستصبح لغة أساسية في التعامل مع العالم".
كثافات الفصول
أكد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الدولة المصرية ستطور التعليم بالإمكانيات المتاحة، موضحًا: "في مصر كان لدينا 550 ألف فصل، وكان لدينا عجز في 250 ألف فصل".
وأضاف "عبد اللطيف"، : "كان لدينا 850 ألف معلم وعجز بواقع 460 ألف معلم، وكل ذلك تسبب في زيادة كثافات بعض الفصول، حتى أن بعضها بلغ 150 و180 طالبا في الفصل، وبعض الفصول تصل الكثافة فيها إلى 200 و250 طالبا في الفصل".
وتابع وزير التعليم: “150 و130 و70 و80 طالبا في الفصل هي أرقام متداولة في غالبية أنحاء الجمهورية، وهذا الوضع يصعب من قدرة المدرس على الشرح، وبالتالي، كان الحضور ضعيفا، وكان ذلك أول تحدٍ لدينا، وعملنا بآليات كثيرة جدا لإنهاء ازمة كثافات الفصول ”.
الجيولوجيا لا تدرس كمادة أساسية بأي دولة
أكد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، أن مادة الجيولوجيا أصبحت مادة منفصلة ولها منهجها الخاص بعد سنة 1992، وعندما بحثت الوزارة عن أفضل 20 دولة في التعليم وجدوا أن الجيولوجيا لا تدرس كمادة أساسية أساسا في أي دولة في العالم، فدولة اليابان بها زلازل كل يوم ولكن لا تدرس مادة الجيولوجيا.
وأضاف عبد اللطيف، أن الفلسفة هي أم العلوم، وتريد الوزارة من طلاب علمي وأدبي أن يدرسوا منهجا كاملا لمادة الفلسفة، لهذا تم وضعها في الصف الأول الثانوي ولا يتم تدريسها في الصفين الثاني والثالث.
وتابع وزير التعليم: «وضعنا مادة علم النفس في الصف الثاني الثانوي، ليأخذ الطالب حد المعرفة الجيد الكامل في مادة أساسية كاملة، وكل مادة لها عدد ساعات معتمدة تدرس في السنة».
عجز المعلمين
أكد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم ، أن الكثافات الكبيرة في الفصول كانت التحدي الأكبر بالنسبة للوزارة، مواصلا: "العام الدراسي الجديد بدأ منذ 4 أيام، ونحمد الله على أن الكثافة في الفصول تقل عن 50 طالبا عدا 47 مدرسة".
وأضاف "عبد اللطيف"، في لقاء مع الإعلامي أحمد الطاهري، ببرنامج "كلام في السياسة"، عبر قناة "إكسترا نيوز": "الآن، لدينا 60 ألف مدرسة في مصر، 47 ألفا منها فقط تتجاوز كثافة الطلاب فيها 50 طالبا، واستحدثنا هذا العام 100 ألف فصل تقريبا".
وتابع وزير التعليم: "هذا العدد من الفصول الذي استحدثناه يستلزم مدرسين اثنين لكل فصل، أي أن العجز زاد من 460 ألف معلم بلغ 660 ألف معلم، وهو تحدٍ آخر مختلف عن تحدي عجز الفصول، وأوجدنا الحلول عبر بعض الطرق الفنية، حتى بلغ العجز أقل من 150 إلى 180 ألف معلم، وكان أحد تلك الحلول التعاقد مع المعلم بالحصة، والمعلمون على أعلى درجة من التدريب والإخلاص فقد تحملوا الحصول على حصص زيادة لتغطية العجز، والعجز الآن في مصر أصبح قليل العدد داخل بعض المدارس، وفي الأيام القليلة القادمة لن يكون لدينا عجز بالمدارس".