يغفل الكثيرون عن فضائل قراءة سورة الدخان؛ خاصة وأنه قدر ورد عن دار الإفتاء المصرية توضيحًا بشأن صحة حديث فضائل سورة الدخان ليلة الجمعة، وفي السطور التالية نوضح ما ورد في شأن فضائل سورة الدخان يوم الجمعة.
فضائل قراءة سورة الدخان يوم الجمعة
تعد قراءة سورة الدخان يوم الجمعة، من الأعمال المستحبة شأن قراءة القرآن الكريم، إلا أنه لم يثبت في فضل قراءتها يوم الجمعة حديث بعينه، وقد أجابت دار الإفتاء المصرية بأنه: «ورد ذلك في حديث ضعيف يؤخذ به في فضائل الأعمال والمستحبات، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم-: (مَنْ قَرَأَ حم الدُّخَانَ فِي لَيْلَةِ جُمُعَةٍ، أَوْ يَوْمَ جُمُعَةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ)»، أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير».
وقال العلامة زين الدين عبد الرؤوف المناوي في «التيسير بشرح الجامع الصغير»: «(من قَرَأَ حم الدُّخان فِي لَيْلَة جُمُعَة أَو يَوْم جُمُعَة بنى الله لَهُ) بهَا (بَيْتا فِي الْجنَّة) وَمن لَازم ذَلِك دُخُوله إياها لأنه انما بنى لَهُ ليسكنه».
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ-: «مَنْ قَرَأَ حم الدُّخَانَ فِي لَيْلَةِ الجُمُعَةِ غُفِرَ لَهُ» أخرجه الترمذي، وقال الإمام أبو عيسى الترمذي: [هَذَا حَدِيثٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ وَهِشَامٌ أَبُو المِقْدَامِ يُضَعَّفُ، وَلَمْ يَسْمَعِ الحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، هَكَذَا قَالَ أَيُّوبُ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ]».
متى نزلت سورة الدخان؟
نزلت سورة الدخان على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة فهي -مكية النزول-، تتناول كأغلب السور المكية الدعوة للإسلام، وتثبيت العقيدة في فلوب المسلمين وتحمل الكثير من الرسائل وتتحدث عن البعث ويوم القيامة، وتقع في الجزء الخامس والعشرون ، وهي السورة رقم أربعة والأربعون، ونزلت بعد سورة الزخرف.
ويبلغ عدد آيات سورة الدخان تسع وخمسون آية، ويبلغ عدد كلماتها ثلاثمائة وست وأربعون كلمة، ويبلغ عدد حروفها ألف وأربعمائة وواحد وثلاثون حرفا، وتعتبر سورة الدخان من السور التي لها فضل عظيم.
أسباب نزول سورة الدخان
– عندما رفضت قريش دخول الإسلام، وزادوا في إزاء النبي وسائر المسلمين، دعا عليهم الرسول أن يصابوا بالفقر والمجاعة، كالقحط الذي حذر منه نبي الله يوسف، فاستجاب الله لرسوله وأصابهم القحت والجوع.
– أصاب البلاء القوم المشركين حتي وصل بهم الأمر أن يأكلوا العظام والحيوانات الميته، وضعفت قريش وأصابها التعب والجهد والشقاء، وكلما نظر أحدهم إلى السماء فلا يرى غير الدخان، كأن السماء تحولت بأكملها إلى دخان، مما جعلهم يشعرون بالخوف والريبة، وأنزل الله آيته حيث قال تعالى (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين).
– ذهب البعض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : (يا رسول الله استسق لمضر فإنها قد هلكت)، وقد اعترف المشركين أن محمد نبي ودعوته مقبولة، وله رب يحميه ويقبل دعوته لكنهم لم يؤمنون، وداعا لهم الرسول ان يرفع الله عنهم القحط، فاستجاب الله لرسوله ونزلت الآية (إنَّا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون)، وعندما رفع الله عنهم المجاعة والقحط عادوا مرة أخرى لإزاء المسلمين، أنزل الله قوله : (يوم نبطش البطشة الكبرى إنَّا منتقمون).
– ونزلت آية ( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ ) تخص أبو جهل بسبب عجرفته وغروره، حيث قال عكرمة أن أبو جهل ألتقى بالرسول عليه السلام وقال الرسول: (إن الله تعالى أمرني أن أقول لك : (أولى لك فأولى. ثم أولى لك فأولى)، وقال له أبو جهل لعنه الله عليه وهو ينزع ثوبه: (ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيء.. لقد علمت أني أمنع أهل البطحاء وأنا العزيز الكريم ، فقال الله الآية من باب التهتك والسخرية منه عندما أذله الله وقتل في غدوة بدر على يد طفلين صغيرين لا يتعدى عمرهما الخامسة عشر عاما، وهو القوي الشجاع العزيز بين قومه، فعايره الله تعالى بكلامه الذي قاله للرسول وقال له ذق طعم الذل والمهانة فلا أنت عزيز ولا كريم.
فضائل قراءة سورة الدخان يوم الجمعة
ومن فضائل سورة الدخان ليلة الجمعة يومها:
1- يحصل المؤمن عند قراءة سورة الدخان ليلة الجمعة: «على الرحمة والمغفرة من الله تبارك وتعالى، فهي تغفر الذنوب لصاحبها، وتجلب الخير والبركة والرزق»، وفقًا للإفتاء.
2- من قرأ سورة الدخان ليلة الجمعة بني له بيت في الجنة، وبسبب قراءتها في يوم الجمعة أو ليلة الجمعة يستغفر لقارئها سبعون ألف ملك إلى أن يصبح، بالإضافة إلى أنها تطرد الشياطين وتكفي المؤمن كل سوء.