لعل ما يطرح استفهام هل قراءة الفنجان للتسلية حرام ؟، حيث يعدها البعض وسيلة للتسلية والمزاح ، وهناك من يلجأون إلى قراءة الفنجان من باب الفضول ليس أكثر ، وهذا ما يطرح السؤال عن هل قراءة الفنجان للتسلية حرام ؟ خاصة وقد ورد التحذير منها في نصوص عدة فضلاً عن عقوبتها الشديدة ، ووقوع الكثير فيها بسهولة ، كل هذا جعل الوقوف على حكمها وحقيقة هل قراءة الفنجان للتسلية حرام ؟ ضرورة .
هل قراءة الفنجان للتسلية حرام
قال الدكتور أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن قراءة الفنجان والإيمان بالتنجيم والأبراج بشكل يجعله يتحكم في حياة الفرد، مثل اتخاذ القرارات المهمة، يعتبر حرامًا.
وأوضح “ العوضي ” في إجابته عن سؤال : هل قراءة الفنجان للتسلية والفضول حرام؟ ، أن الله سبحانه وتعالى هو عالم الغيب، ولا يُظهر غيبه لأحد، في آيات كثيرة، يُذكر أن الله وحده يعلم ما سيحدث غدًا وما في الأرحام وما ستكتسبه النفس، مما يبرز أهمية الاعتماد على الله في جميع أمورنا.
وأشار إلى أنه بالنسبة للفضول الذي قد يدفع بعض الأشخاص لقراءة الأبراج أو التنبؤات، فلا مانع من الاطلاع على المعلومات كنوع من المعرفة، ولكن بشرط عدم ربط تلك المعلومات بقرارات حياتية أو اعتماد عليها.
وأضاف أنه إذا كان الدافع هو التعرف على عظمة خلق الله، فلا مشكلة في ذلك، ولكن يجب الحذر من إحداث أي تأثيرات سلبية على حياتك، وفيما يتعلق بالتنبؤات التي قد تحدث أحيانًا، فقد يحدث أن تصادف بعض التنبؤات الواقع، ولكن هذا لا يعني أن تلك التنبؤات صحيحة أو لها أساس علمي.
واستشهد بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)، لأنه ترك الخالق وذهب إلى مخلوق، مؤكدًا أنه ينبغي على المسلم أن يعتمد على الله ويثق في حكمته.
وأفاد بأن الفرد لا يمكنه معرفة الغيب أو ما قد يحدث في المستقبل، مؤكدا أن الفاعل الحقيقي لهذا الكون هو الله، وليس لأحد القدرة على معرفة غيبيات الله سبحانه وتعالى إلا ما خص به الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم-.
حكم قراءة الفنجان
ونبه الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى أنه لا يجوز قراءة الفنجان والكف حتى لو سبيل المزاح ، محذرًا: تجنبوه أفضل لأن ليس هناك ما يُسمى بقراءة الفنجان أو الكف للمزاح.
وبين " عثمان" ، أن الإنسان يجب أن يكون متوكلا على الله، ولا يتطلع لمعرفة الغيب، فهو أمر بيد الله جل وعلا ، ويجب على الإنسان أن يكون راضيًا بقضاء الله وقدره خيره وشره، فهو أمر مخفي عن الإنسان.
ولفت إلى أن قراءة الفنجان تعتبر نوعًا من أنواع الدجل الذي حرمه سيدنا رسول الله، مستشهدًا بحديثه –عليه الصلاة والسلام-: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ».
ونوه بأن هناك بعض الناس يدعون أنهم يقرأون الفنجان ويعرفون الغيب، فهؤلاء جهلاء لأنه لا أحد يستطيع أن يعلم الغيب إلا الله عز وجل، فحتى لو على سبيل المزاح فلا يجوز وحرام فيكفى أنه يقلد الذين يدعون أنهم يعلمون معرفة الغيب.
وأردف: لا شيء هناك يسمى قراءة الفنجان أو قراءة الودع فكل هذه خرافات والله سبحانه وتعالى لا يطلع على غيبه أحد، فلذلك لا ينبغي للإنسان أن يلجأ إلى هذه الأشياء حتى ولو على سبيل المزاح.