ضمن برامج وزارة الثقافة، وبرعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، افتتح الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والدكتور هشام أبو زيد، نائب محافظ الأقصر، اليوم الأربعاء، بمركز المؤتمرات الدولي، فعاليات المؤتمر الأدبي العاشر لإقليم جنوب الصعيد الثقافي، تحت عنوان "تشكلات النص وتحولات المجتمع"، دورة "الشاعر رمضان عبد العليم"، وشهد الافتتاح الشاعر فتحي عبد السميع رئيس المؤتمر، والشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وعماد فتحي رئيس الإدارة المركزية لإقليم جنوب الصعيد الثقافي، ولفيف من المبدعين والباحثين والقيادات الثقافية والتنفيذية.
استهل الحفل بالسلام الوطني، وقدم نائب رئيس هيئة قصور الثقافة التحية للحضور مهنئا بانعقاد المؤتمر وأهميته الثقافية، ناقلا تحية وزير الثقافة للجميع وأمنياته بمؤتمر أدبي يليق بإقليم جنوب الصعيد في دورته الجديدة التي تحمل عنوانا مهما هو تشكلات النص وتحولات المجتمع، وتحمل اسم مبدع كبير وهو الشاعر الراحل رمضان عبد العليم، وأكد أن هذا الإقليم الذي أعطى لمصر عددا كبيرا من الأدباء والمفكرين المؤثرين في الثقافة المصرية والعربية والعالمية.
هوية ثقافية
وأضاف "ناصف": لاشك أن هذا العنوان الفارق والغارق في الإبداع الأدبي يثير تساؤلا مهما رادوني؛ أي منهما يؤدي إلى الآخر؟ هل تشكلات النص "المعنى" تؤدي إلى تحولات المجتمع، أم أن تحولات المجتمع تؤدي إلى تشكلات النص؟ وفي رأيي أن كليهما يؤدي إلى الآخر، فالنص أدى إلى تحولات المجتمع وسلوك البشر، ولا ننسى ما طرحه الشعراء من قيم جمالية رائعة في قصائدهم أدت إلى تحولات في مجتمعاتهم، كما أن عددا كبيرا من الأعمال الإبداعية جاءت من تحولات المجتمع في الكثير من الدول، واختتم كلمته بتوجيه الشكر لرئاسة وأمانة المؤتمر وجميع الباحثين والمبدعين المشاركين والزملاء القائمين على الإعداد والتنفيذ.
وفي كلمته قدم نائب محافظ الأقصر الشكر لوزارة الثقافة وهيئة قصور الثقافة ناقلا تحية المحافظ للحضور وترحيبه بإقامة المؤتمر على أرض المحافظة، وأشار أن الأقصر تلك المدينة التاريخية العريقة تستحق أن تكون قاطرة الثقافة بالصعيد وكل شيء بها يحفز على الإبداع، وأشاد النائب بعنوان المؤتمر وما يطرحه من مناقشات عن تشكلات النص وسط كثير من التحولات المجتمعية، مؤكدا أهمية مخاطبة الشباب بلغاتهم وفق الواقع الجديد والمتغيرات، وأشار أن الشباب المصري يمتلك مهارات إبداعية كبيرة يجب استثمارها، مؤكدا توفير المحافظة كل الدعم للحركة الثقافية، واختتتم كلمته بتوجيه التحية للمشاركين بالمؤتمر.
وتوجه رئيس المؤتمر بالشكر لأعضاء أمانة المؤتمر على جهودهم على مدار العام من أجل التجهيز لهذا العرس الثقافى ووجه الشكر للدكتورة أسماء خليل الأمين العام السابق للمؤتمر والتى حالت الظروف دون تكملة مشوارها قبل أيام من انعقاد المؤتمر، والشكر للشاعر بكرى عبد الحميد الذى تحمل المسؤولية فى وقت حرج، ونوه "عبدالسميع" إلى أمرين، يتعلق الأول بالمؤسسة التى تقيم المؤتمر، والآخر يتعلق بموضوعه، مشيدا بالهيئة بالعامة لقصور الثقافة، واصفا إياها بأنها مؤسسة وطنية عظيمة.
وقدم رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية تحية محبة وتقدير لأدباء الإقليم بمحافظاته الأربعة الذين جاءوا ليقيموا حوارا حول تشكلات النص وتحولات المجتمع، كما قدم الشكر لمحافظ الأقصر ونائب رئيس الهيئة ورئاسة وأمانة المؤتمر وكل القائمين على تنفيذه، موكدا أن فصيلة الدم الثقافية تتسم بالعراقة والانتماء لتعلن عن رؤية ثقافة حضارية تمثل هويتنا وثقافتنا.
وأكد الشاعر بكرى عبد الحميد أمين عام المؤتمر أن الجنوب حباه الله بخصوصية قل أن تتواجد في أي مكان آخر، فقد أصبح هو الحارس الأمين على ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده، ورغم أن التحولات الاجتماعية صارت تسير بوتيرة متسارعة في السنوات الأخيرة كنتيجة طبيعية للتقدم التكنولوجى وسيطرة الميديا على العقول، فإننا نرى المبدعين فى الجنوب يستخدمونها للحفاظ على موروثهم وتسجيله وتوثيقه.
واختتمت فعاليات الافتتاح بالتكريم، حيث كرم نائب المحافظ ونائب رئيس الهيئة كلا من اسم الشاعر الراحل رمضان عبدالعليم، والشاعر فتحي عبدالسميع رئيس المؤتمر بإهدائهم درع الهيئة العامة لقصور الثقافة، كما تم تكريم الدكتور طه حسين الجوهرى، والأديب محمد عبدالحميد توفيق، وقدم الحفل الشاعر أحمد العراقي.
جاء ذلك بحضور الشاعر حسين القباحى مدير بيت الشعر بالأقصر، سعد فاروق رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافى الأسبق، الشاعر عبده الزراع مدير عام الثقافة العامة، الشاعر وليد فؤاد مدير إدارة المؤتمرات ونوادي الأدب، الشاعر عبدالرحيم طايع، والروائى عمرو عاطف رمضان، الكاتب الصحفى السيد العديسى، والشاعر أيمن أمين بطرس.
الجلسة البحثية الأولى
وعقدت الجلسة البحثية الأولى تحت عنوان "تحولات الثقافة والشخصية الجنوبية" أدار الجلسة د. طه حسين الجوهرى، وشهدت مناقشة بحثين الأول بعنوان "تأثير البيئة الجنوبية في النص والعرض المسرحي: بكري عبدالحميد نموذجا" للدكتور عبد الرحيم الحجراوي، أوضح خلاله الشاعر أحمد الجارد، أن البيئة تلعب دورا مهما في تشكيل إبداع الكتاب، وقد تناولت هذا الأثر العديد من الكتب والدراسات في المكتبة العربية أشهرها كتاب الشعر والشعراء المجهولون في القرن التاسع عشر لطه بدوي، وكتاب شعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي، وتحول هذا الجانب إلى فرع نقدي مستقل يعرف باسم "النقد البيئي"، وقد بزر إسهام البيئة في تشكيل إبداع الشعراء والقصاص والروائيين والمسرحيين بشكل استثنائي في كتابات المبدعين من جنوب مصر.
والثانى بعنوان "تحولات الثقافة والشخصية الجنوبية نماذج سردية" للباحث مصطفى جوهر وأشار أن التحولات الثقافية نابعة من تأثيرات سياسية واقتصادية ومن ثم اجتماعية تتمثل في ناتج السلوك الجمعي، بعد أن يترسخ أثر هذه التحولات، كناتج واضح يمكن ملاحظته، وتقييمه، والوقوف على مدى تحققه وتأثيره.
المؤتمر الأدبي العاشر لإقليم جنوب الصعيد الثقافي يقام بإشراف إقليم جنوب الصعيد الثقافي، والإدارة المركزية للشئون الثقافية والإدارة العامة للثقافة العامة، ويشهد طوال فترة إقامته عددا من الجلسات البحثية، بمشاركة نخبة من النقاد والباحثين بجانب المحاضرات والأمسيات الشعرية بمواقع قصر ثقافة الأقصر، بهاء طاهر، حسن فتحي، وتستمر فعالياته حتى بعد غد الخميس.