حالة من التوتر تسود المشهد بعد التصعيد الاخير على جبهة لبنان، بعد العدوان الإسرائيلي الأعنف والأوسع والأكثر كثافة، وأدى إلى استشهاد 500 شخص وجرح نحو 1650 آخرين في حصيلة غير نهائية.
إدانة العدوان الإسرائيلي
الأزهر الشريف بشدة العدوان الصهيوني الإرهابي على مناطق في جنوب وشرق لبنان، وأسفر عن استشهاد وإصابة المئات من اللبنانيين، من بينهم نساء وأطفال، ونزوح الآلاف، في ظل صمت عالمي وأُممي غير مسبوق وغير مبرَّر.
وأكد الأزهر في بيان اليوم، أن هجوم الاحتلال الصهيوني على لبنان ما هو إلا دليل على نواياه الإجرامية، وسعيه ليل نهار لتحويل الشرق الأوسط إلى ساحة للحروب، وتوسيع رقعة الصراعات، لتشمل دولًا ومناطق أخرى، بعد أن حوَّل غزة إلى تلالٍ من الرُّكام وشلَّالات من الدماء، وآلاف من الضحايا المدنيين والأبرياء، بما يهدد مصير شعوب بأكملها.
وتساءل الأزهر مستنكرًا: أين العالم الدولي من كبح جماح هذا الكيان الإرهابي المتغطرس؟! لماذا لاذ الجميع بالصمت ضد إرهاب بشع استحلَّ قتل الرجال والنساء والأطفال بلا ضمير؟! لماذا لم يستجب العالم لصرخات النساء والأطفال في فلسطين ولبنان.. هل هناك مصالح إستراتيجية متبادلة مع هذا الكيان الإرهابي؟! أو أن الضمير العالمي قد مات؟.
وأضاف البيان: "وإن الأزهر ليستصرخ المجتمع الدولي من أجل سرعة التحرك لإيقاف هذا العدوان الصهيوني، ووقف استباحة دماء الأبرياء والمدنيين في غزة ولبنان، معربًا عن كامل تضامنه مع الشعب اللبناني الشقيق، وخالص تعازيه لأسر الضحايا، ورفضه التام لأي انتهاكات لسيادة لبنان وأراضيه".
وكان قد أجرى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين فى الخارج الدكتور بدر عبد العاطي مباحثات موسعة مع وزير خارجية لبنان عبد الله بوحبيب خلال لقائهما على هامش أعمال الشق رفيع المستوى للدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة الإثنين.
وناقش وزيرا خارجية مصر د. بدر عبد العاطى واللبنانى عبد الله بوحبيب التطورات الخطيرة فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة ما يتعلق بالعدوان الإسرائيلى المستمر على الأراضى اللبنانية، واستمرار الحرب التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وأدان وزيرا خارجية مصر ولبنان في بيان مشترك عقب لقائهما في نيويورك العدوان على الأراضي اللبنانية، ودعيا لاحترام سيادة وسلامة لبنان.
ومن جانبه أكد الوزير عبد العاطي على أن المساس بأمن لبنان هو مساس بأمن المنطقة.
كما شكر الوزير بو حبيب نظيره المصري على موقف مصر الداعم للبنان وحكومته في مواجهة العدوان والتهديدات الإسرائيلية بالاجتياح البري.
واتفق الوزيران على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي المستمر واضطلاع الدول الفاعلة بدورها في هذا الصدد، وللحيلولة دون توسع المواجهات وتحولها إلى صراع إقليمي واسع النطاق. وشددا على أهمية تحرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتنفيذ قرارات كل من الجمعية العامة ومجلس الأمن وإصدار قرار ملزم لإسرائيل من مجلس الأمن لوقف عدوانها على كل من الأراضي الفلسطينية واللبنانية بشكل فوري.
وأكد الوزيران على ضرورة إمتثال إسرائيل لالتزاماتها وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات ذات الصلة، خاصة اتفاقيات جنيف الأربعة وبروتوكولاتها الإضافية، بما يوفر للمدنيين الحماية التي تكفلها المواثيق الدولية من تبعات العدوان الذي تشنه إسرائيل.
زشدد الوزيران على أنه لا سبيل لحل الأزمة الحالية في الشرق الأوسط سوى من خلال تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، ووقف العدوان على قطاع غزة ولبنان واللجوء إلى السبل السلمية لوقف التصعيد وحل المسائل العالقة بين إسرائيل ولبنان عبر تطبيق قرار مجلس الأمن 1701، بما يؤمن عودة النازحين لقراهم، واستئناف مسار العملية السياسية الخاص بحل الدولتين، وإنشاء الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
واجتمع وزراء خارجية كل من مصر والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية العراق، على هامش أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بحسب ما جاء في بيان رسمي عن وزارة الخارجية المصرية.
وبحث الوزراء أمس، مسار العمل في إطار آلية التعاون الثلاثي، وذلك تحضيراً للقمة الثلاثية المرتقبة على مستوى القادة في القاهرة.
كما تناول الوزراء التصعيد الخطير الجاري في المنطقة، مشددين على أنَّ وقف هذا التصعيد يبدأ بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، فضلًا عن إدانةالعدوان الإسرائيلي على لبنان، مؤكّدين أنَّ إسرائيل تدفع المنطقة إلى حرب شاملة.
ودعا الوزراء المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهم ذات الصلة لوقف الحرب، موضحين أنَّ إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التدهور الذي سيكون له تبعات خطيرة على المنطقة برمتها.
ماذا يحدث في لبنان ؟
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إن الطائرات الحربية أغارت على 100 هدف داخل الأراضي اللبنانية.
وقال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي ادرعي في منشور على منصة إكس، " أغارت عشرات الطائرات الحربية منذ صباح اليوم على أكثر من 100 هدف لحزب الله".
وأضاف " يواصل الجيش شن الغارات في لبنان في هذه الساعة".
وكان الجيش الإسرائيلي قال إنه تم إطلاق حوالي 40 صاروخا من لبنان على منطقة صفد، في أحدث وابل من إطلاق الصواريخ، حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وأعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي، الاثنين، إطلاق عملية جوية ضد أهداف تابعة لحزب الله اللبناني حيث استهدف الطيران الحربي التابع للاحتلال عدة مناطق مأهولة بالسكان جنوب لبنان.
وأكدت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن الغارات الإسرائيلية على لبنان تستهدف مناطق مأهولة بالسكان التي فيها مخازن أسلحة لحزب الله، موضحة أنها المرة الأولى التي يتم استهدافها بهذا الشكل، بحسب مزاعم الإذاعة العبرية.
واخترق جيش الاحتلال الإسرائيلي محطات الراديو في لبنان ودعا السكان اللبنانيين إلى إخلاء المباني التي تحتوي على مدفعية حزب الله اللبناني، بحسب ما نشرته القناة ال 12 الإسرائيلية.
وتدور اشتباكات بين حزب الله وإسرائيل منذ أشهر، بالتوازي مع حرب الاحتلال الغاشمة على قطاع غزة، وتمثل الأعمال القتالية أسوأ صراع بين الجانبين منذ حرب 2006، ما يُؤجج المخاوف من خوض مواجهة أكبر.
فيما أكد مسؤولون إسرائيليون أن التصعيد على الحدود اللبنانية خلال الساعات والأيام الماضية "يهدف إلى خفض التصعيد على الحدود بين البلدين"، زاعمين بأن هجماتهم المتزايدة ضد حزب الله لا تهدف إلى إثارة حرب موسعة بل محاولة للتوصل إلى وقف التصعيد من خلال التصعيد، بحسب ما نقله موقع واللا الإسرائيلي.
وأوضحوا أن "إسرائيل تعتقد أن ممارسة المزيد من الضغوط على حزب الله قد يدفعه إلى الموافقة على اتفاق دبلوماسي" يعيد المستوطنين الإسرائيليين إلى الشمال والمدنيين إلى جنوب لبنان بغض النظر عن المفاوضات المتعثرة لوقف إطلاق النار في غزة.
بلغت 173 مليون دولار
وقالت هيئة البث العبرية، الثلاثاء، إن تكلفة هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي على لبنان يوم أمس بلغت تكلفتها نحو 173 مليون دولار.
ونقلت البث العبرية عن مسؤولين اقتصاديين، قولهم إن الهجوم على لبنان لأسبوع ونصف قد يؤدي لفتح ميزانية 2024 للمرة الثالثة هذا العام.
وفي سياق متصل، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نقلا عن مصادر، الثلاثاء، إن حزب الله اللبناني كثف استعداده للحرب بالأشهر الأخيرة عبر توسيع الأنفاق وجلب مزيد من الأسلحة.
وأشار مسؤولون أمريكيون، إلى أن إيران زادت من إمداداتها لحزب الله من الأسلحة والقذائف الصاروخية.
من جانبها، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الثلاثاء، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتابع بقلق قدوم نحو 40 ألف مقاتل من سوريا والعراق واليمن إلى الجولان وينتظرون دعوة نصر الله للقتال.
ونقلت "هآرتس" عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، قولهم إنه رغم أن الـ40 ألفا من المقاتلين ليسوا من النخبة فإن الوضع لا يزال مقلقا.
وأكد مسؤول أمني رفيع، أن وجود المقاتلين أمر خطير، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيتدخل بسوريا ليوضح ببرئيس السوري بشار الأسد أنه لن يقبل وجودهم بهذا المكان.ولفتت مصادر أمنية، إلى أن نقل الضغط إلى حزب الله يوضح أن إسرائيل تخلت عن محاولة إسقاط حماس واستعادة الأسرى.
وذكر مصدر أمني رفيع، أنه لا تزال لدى حزب الله قوة تقدر بأكثر من 100 ألف صاروخ لضرب إسرائيل.
وشدد المسؤول الأمني على ضرورة عدم الاستهانة بقدرة حزب الله على إطلاق الصواريخ.
وأشارت الصحيفة العبرية نقلا عن تقديرات المؤسسة الأمنية، إلى أن حزب الله لديه قدرات تهدد الساحة البحرية والمياه الاقتصادية لإسرائيل، لافتة إلى أن مسؤولين أمنيين ينتقدون قرار القيادتين العسكرية والسياسية الفصل بشكل مصطنع بين جبهتي الشمال والجنوب.
وأوضح مصدر أمني، أن إسرائيل في حرب يمكن أن تتصاعد لحرب إقليمية أوسع بكثير ولا يمكنها العمل في جبهة واحدة.