في ظل التصعيد المستمر بين إسرائيل وحزب الله، تتعالى التوترات في المنطقة، حيث يتبادل الطرفان الضربات التي قد تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة. وبينما تستمر إسرائيل في غاراتها على لبنان، ترد المقاومة اللبنانية عبر صواريخها، ما يجعل الأوضاع في المنطقة أكثر تفجرًا. في هذا السياق، نستعرض آخر التطورات المتعلقة بالقصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله، وما تمثله من تصعيد خطير قد يؤدي إلى تداعيات واسعة النطاق في الشرق الأوسط.
استهداف تل أبيب وقاعدة "جليلوت"
دوت صافرات الإنذار في تل أبيب ووسط إسرائيل، حيث أفادت مصادر إعلامية عن سماع دوي انفجارات في سماء تل أبيب نتيجة اعتراض صواريخ. تم إطلاق صاروخ من لبنان كان يستهدف قاعدة "جليلوت" وسط إسرائيل، وقد اعترضته منظومة السهم الإسرائيلية بنجاح.
وفي بيان أصدره حزب الله اللبناني، أعلن فيه عن استهدافه قاعدة "إيلانيا" العسكرية الإسرائيلية بمجموعة من صواريخ "فادي 1"، مشددًا على أن هذا الهجوم يأتي دعمًا للمقاومة الفلسطينية في غزة ودفاعًا عن لبنان وشعبه.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من اعتراض صاروخ أرض-أرض أُطلق من لبنان باتجاه منطقة تل أبيب الكبرى، في أول استهداف مباشر من حزب الله لهذه المنطقة. وأوضح حزب الله في بيانه أن القصف استهدف مقر الموساد المسؤول عن عمليات اغتيال قيادات الحزب.
وأثار التصعيد الأخير تساؤلات حول نوايا حزب الله في المرحلة المقبلة، خاصة في ظل تصريحات أمينه العام حسن نصر الله التي أشارت إلى أن أي اجتياح بري إسرائيلي لجنوب لبنان سيكون "فرصة تاريخية" للحزب.
ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح، الدكتور أيمن الرقب،إنه لا يتوقع اندلاع حرب إقليمية في الوقت الحالي، لافتًا إلى أن إيران لن تتورط في حرب شاملة، وأن ما يحدث الآن هو مواجهة محدودة مع فصيل حزب الله، على غرار ما حدث مع حركة حماس سابقًا.
وأضاف الرقب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تصعيد الجبهة اللبنانية كرد فعل على هجمات حزب الله، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ هذه العمليات، وذلك بعد اتصال هاتفي جرى بين وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ونظيره الأمريكي.
ولفت الرقب إلى أن حزب الله، صورته تم تضخيمها في الإعلام الإسرائيلي والغربي، مما جعل الهجوم على لبنان ضرورة بالنسبة لإسرائيل. وفي حال نجاح نتنياهو، سيعتبر ذلك إنجازًا يمكن من خلاله الادعاء بأنهم نجحوا في إضعاف أكبر ذراع لإيران في المنطقة.
قوة مدمرة تنتظر إسرائيل
في تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تم تسليط الضوء على الترسانة الضخمة التي يمتلكها حزب الله من الصواريخ والطائرات بدون طيار والصواريخ المضادة للدبابات، والتي تصل إلى 150 ألف صاروخ. هذا المخزون الكبير يمنح الحزب قوة ضاربة تمكنه من التصدي لأي اجتياح إسرائيلي بري، على الرغم من التحديات التي يواجهها الحزب نتيجة للتفوق الاستخباراتي الإسرائيلي الذي استهدف شخصيات قيادية مهمة في صفوفه.
وتصاعدت الهجمات الإسرائيلية على لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت، مما أدى إلى مقتل وإصابة المئات. في المقابل، تستعد فصائل عراقية للمشاركة في المعارك إلى جانب حزب الله، استجابة لدعوات من زعماء دينيين عراقيين بضرورة دعم الشعب اللبناني في وجه العدوان.
وتشير مصادر متعددة إلى أن إيران زادت من إمداداتها لحزب الله بالأسلحة الصغيرة والصواريخ الموجهة، في حين تراقب الولايات المتحدة وإسرائيل بقلق تحركات الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في سوريا ولبنان. وعلى الرغم من هذا الدعم، أكدت طهران أنها تفضل عدم الانخراط المباشر في الصراع الحالي.
ويبدو أن الصراع بين حزب الله وإسرائيل دخل مرحلة جديدة من التصعيد، حيث يستمر الحزب في توجيه ضربات نوعية ضد أهداف عسكرية حساسة داخل إسرائيل، في وقت تتزايد فيه الضغوط الإسرائيلية لمحاولة إضعاف قدراته العسكرية. ومع انخراط فصائل مسلحة جديدة واستمرار الدعم الإيراني، يبقى المشهد الإقليمي مفتوحًا على كل الاحتمالات، مما ينذر بتداعيات خطيرة على مستقبل الصراع في المنطقة.