قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

هل اسم ياسين من أسماء الرسول؟.. معناه وحكم تسمية المولود به

هل اسم ياسين من أسماء الرسول؟
هل اسم ياسين من أسماء الرسول؟
×

هل اسم ياسين من أسماء الرسول؟ سؤال يكثر البحث عنه، خاصة في ظل الرأي الشائع بأن سورة يس هي سورة قرآنية تحمل اسم النبي شأن سورة طه، فـ هل اسم ياسين من أسماء الرسول؟.

هل اسم ياسين من أسماء الرسول؟

الذي عليه أكثر المفسرين، وهو المعتمد والمعوَّل عليه عند علماء الأمة ومذاهبهم المتبوعة سلفًا وخلفًا: أن المقصود بقوله- تعالى-: ﴿يٓسٓ﴾، هو النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم؛ سواء قيل: إنه اسم من أسمائه صلى الله عليه وآله وسلم، أو قيل: إنه نداءٌ له؛ معناه: (يا إنسان)، أو: (يا رجل)، أو: (يا سيد)، أو: (يا محمد).

قال الإمام ابن أبي حاتم الرازي في "تفسير القرآن العظيم" (10/ 3188، ط. مكتبة الباز) فِي قول الله تعالى: ﴿يٓسٓ ۝ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾: [قال الحسَن: يُقْسِمُ اللهُ بِمَا يَشَاءُ، ثُمَّ نَزَعَ بِهَذِهِ الْآيَةِ ﴿سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾؛ كَأَنَّهُ يَرَى أَنَّهُ سَلَّمَ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وآله وسلم] اهـ.

وقد كثرت أقوال أهل الحديث وأصحاب السِّير في أن اسم ياسين من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا شرف يُصاحب المسلم كأَنْ يصاحبه اسمٌ من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم طيلة حياته بتسميته به، فيكون ذلك داعيًا للتأسي والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وقالت الإفتاء إنه كون "ياسين" اسمًا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم على ما ذهب إليه جمهور العلماء، أو اسمًا لنبي الله تعالى إلياس: يزيد من أفضلية التسمي به؛ إذ إن من أفضل ما يُتَسمَّى به من الأسماء: أسماءَ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ وقد تواردت النصوص من السنة القوليَّة والفعليَّة في أفضليَّة التسمي بأسمائهم، وأن ذلك من أعظم مظاهر تحسين الأسماء.

واستدلت من السنَّة القوليَّة: حديث أبي وهب الجُشَمِيِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ، وَأَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: عَبْدُ اللهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ»، أخرجه أحمد وأبو يعلى في "مسنديهما"، والبخاري في "الأدب المفرد" و"التاريخ الكبير"، وأبو داود في "السنن"، والنسائي في "المجتبى".

كذلك من السنَّة الفعليَّة: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ، فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ» رواه مسلم وغيره.

مشروعية التسمية باسم "ياسين"

وفي شأن مشروعية التسمية باسم "ياسين" تَوَاردَتْ النصوص، وأنه حَسَنُ المعنى عندَ أهلِ اللغةِ، ومُسْتَحَبُّ التسميةُ به عندَ أهلِ الشرع، بلا خلافٍ بينهم في ذلك.

- فأمَّا كونُهُ حَسَنَ المعنى في اللغة: فقد تَوَارَدَتْ أقوالُ أَهْلِ اللغةِ على أنَّ اسم ياسين يعني: "يا إنسان"، وأنه قد عُبِّرَ بأحد حروفه عنه؛ جريًا على ما هو معمول به في لغة قبيلة "طيِّىءٍ" العربية.

قال العلامة أبو منصور الأزهري [ت370هـ] في "تهذيب اللغة" (13/ 62، ط. دار إحياء التراث العربي): [وَقد حدّث إِسْحَاق، عَن رَوْح، عَن شِبْل، عَن قَيس بن سعد: أنَّ ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما قَرَأَ: ﴿يٓسٓ ۞ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾ [يس: 1، 2] يُرِيد: يَا إِنْسَان] اهـ.

وقال العلامة ابن جني [ت392هـ] في "المحتسب" (2/ 204، ط. وزارة الأوقاف): [وقرأ: "يَاسِينِ"، بكسر النون أبو السمال وابن ابي إسحاق بخلاف، وهارون عن أبي بكرٍ الهُذَليّ عن الكلبي: "يَاسِينُ"، بالرفع. قال: فلقيت الكلبي فسألته، فقال: هي بلغة طيِّئ: يا إنسان.. ويحتمل ذلك عندي وجهًا آخر ثالثًا؛ وهو أن يكون أراد: يا إنسان، إلا أنه اكتفى من جميع الاسم بالسين، فقال: ياسين، فـ"يَا" فيه الآن حرف نداء، كقولك: يا رجل. ونظير حذف بعض الِاسم: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كَفَى بِالسَّيْفِ شَا» أي: شاهدًا، فحذف العين واللام. وكذلك حذف من إنسان الفاء والعين، غير أنه جعل ما بقي منه اسمًا قائمًا برأسه، وهو السين، فقيل: ياسين] اهـ.

وقال العلامة الصغاني في "التكملة والذيل" (3/ 320، ط. دار الكتب): [وفي كتاب الله تعالى: ﴿يٓسٓ ۝ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾، قرأ الزُّهرِيّ وعِكْرمة والكلبيّ ويحيى بن يَعْمَر واليمانِي بضم النون على أنه نِداءٌ مفرد، ومعناه: يا إنسانُ] اهـ.

والإنسان أفضل مخلوقات الله تعالى خَلقًا في ظاهره وباطنه، فالتسمية به تسمية باسم أفضل مخلوقات الله تعالى، وفي ذلك من الفأل الحسن والتيمن الممدوح من أن يكون المولود إنسانًا فاضلًا صالحًا متسمًا بجميل الصفات الإنسانيَّة ما لا يُنكَر؛ قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء: 70].

قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (20/ 114): [الإنسان أحسن خلق الله باطنًا وظاهرًا؛ جمال هيئة، وبديع تركيب الرأس بما فيه، والصدر بما جمعه، والبطن بما حواه، والفرج وما طواه، واليدان وما بَطَشَتَاه، والرِّجلان وما احْتَمَلَتَاه. ولذلك قالت الفلاسفة: إنه العالَم الأصغر؛ إذ كل ما في المخلوقات جُمِعَ فيه] اهـ.

- وأما كونه حسنَ المعنى من منظور الشرع الشريف:

فقد كثرت أقوال أهل الحديث وأصحاب السِّير في أن اسم ياسين من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا شرف يُصاحب المسلم كأَنْ يصاحبه اسمٌ من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم طيلة حياته بتسميته به، فيكون ذلك داعيًا للتأسي والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

فعن محمد بن الحنفية قَالَ: "﴿يٓسٓ﴾: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وَآلِهِ وَسَلَّمَ". أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة"، وذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق".

وعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ لِي عِنْدَ رَبِّي عَشَرَةَ أَسْمَاءٍ: مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَأَبُو الْقَاسِمِ، وَالْفَاتِحُ، وَالْخَاتِمُ، وَالْعَاقِبُ، وَالْحَاشِرُ، وَالْمَاحِي، وطَهَ، وَيَاسِينُ» أخرجه أبو بكر الآجري في "الشريعة"، وأبو نعيم الأصبهاني في "دلائل النبوة".

وقال المحدث ابن بابويه القمي [ت381هـ] في "عيون الرضا" (1/ 236-237، ط. دار العلم): [قال أبو الحسن: أخبروني عن قول الله تعالى: ﴿يٓسٓ ۞ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾ فمن عَنَى بقوله ﴿يٓسٓ﴾؟ قالت العلماء: ﴿يٓسٓ﴾ محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ لم يشك فيه أحد. قال أبو الحسن عليه السلام: فإن الله عز وجل أعطى محمدًا وآل محمد من ذلك فضلًا لا يبلُغُ أَحَدٌ كُنْهَ وَصْفِهِ إلا من عقله؛ وذلك أن الله عزَّ وجلَّ لم يُسَلِّم على أَحَدٍ إلا على الأنبياء عليهم السلام؛ فقال تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ﴾، وقال: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾، وقال: ﴿سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ﴾، ولم يقل: "سلام على آل نوح"، ولم يقل: "سلام على آل إبراهيم"، ولا قال: "سلام على آل موسى وهارون"، وقال: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾ يعني: آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم] اهـ.

وقال الحافظ السيوطي في "تنوير الحوالك" (2/ 263، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [ولأبي نعيم في "الدلائل" وابن مردويه في "التفسير" من حديث أبي الطفيل رضي الله عنه مرفوعًا: «لِي عَشْرَةُ أَسْمَاءٍ عِنْدَ رَبِّي: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْفَاتِحُ، وَالْخَاتَمُ، وَأَبُو الْقَاسِمِ، وَالْحَاشِرُ، وَالْعَاقِبُ، وَالْمَاحِي، وَيَاسِينُ، وطَهَ». وقد تَتَبَّعْتُ قديمًا أسماءَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فبلغَت نحو أربعمائة] اهـ.

وقال العلامة الزرقاني في "شرحه على المواهب اللدنِّيَّة بالمنح المحمديَّة" (4/ 168، ط. دار الكتب العلمية): [عن كعب: أقسم الله به قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام: يا محمد إنك لمن المرسلين. ثم قال: ﴿إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾، وهو رد على الكفار؛ حيث قالوا: ﴿لَسْتَ مُرْسَلًا﴾ [الرعد: 43]. فأقسم الله باسمه وكتابه: إنه لمن المرسلين بوحيه إلى عباده، وعلى طريق مستقيم من إيمانه، أي: طريق لا اعوجاج فيه ولا عدول عن الحق. قال النقَّاش: لم يقسم الله تعالى لأحد من أنبيائه بالرسالة في كتابه إلا له صلى الله عليه وآله وسلم] اهـ.

وقال الإمام الشوكاني في "فتح القدير" (4/ 412، ط. دار ابن كثير): [هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ محمّدٍ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ؛ دَلِيلُهُ: ﴿إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾] اهـ.