في كل مرة يتجدد فيها العدوان الصهيوني يتساءل المرء إلى متى سيبقى هذا الجرح مفتوحاً في قلب العالم العربي
إنها ليست مجرد أرقام لضحايا وعدد الغارات الجوية بل هي أرواح تزهق وبيوت تُهدم وأحلام تُقتل وأجيال تنمو تحت شبح الخوف والحرب.
هذا العدوان الذي يتنقل بين غزة ولبنان يعكس وجهاً قبيحاً من الاحتلال والاستعمار الذي لا زال يُصر على انتهاك حقوق الشعوب وتدمير إنسانيتها.
في قطاع غزة تلك الأرض المحاصرة التي لا تتجاوز مساحتها 360 كيلومتراً مربعاً يعيش أكثر من مليوني إنسان تحت رحمة حصار خانق وعدوان متكرر كل فترة تستفيق غزة على أصوات القصف والدمار حيث تقوم الطائرات الإسرائيلية بشن غارات عشوائية تستهدف المنازل المدارس المستشفيات وحتى الأماكن المقدسة المشهد هنا يتكرر بيوت تتساقط فوق رؤوس ساكنيها وأطفال يُنتشلون من تحت الأنقاض ونساء يبحثن عن ذويهن بين الركام.
لم تكن عمليات القصف تلك تستهدف فقط المقاومة بل كانت تهدف إلى كسر إرادة شعب بأكمله. ومع ذلك يخرج الغزيون من تحت الرماد يرفعون رؤوسهم ويصرخون في وجه العالم لن نموت هذه الروح القتالية وهذه الإرادة التي لا تُقهر هي ما يجعل غزة رمزاً للصمود والمقاومة في وجه الظلم.
لبنان تكرار السيناريوهات المؤلمة
أما في لبنان فإن الذكريات المؤلمة للعدوان الصهيوني تعود إلى عام 1982 عندما اجتاح الجيش الإسرائيلي بيروت واستمر القصف الوحشي لأسابيع مُسفراً عن مقتل الآلاف وتشريد الآلاف وعام 2006 لم يكن أفضل حالاً حيث شنت إسرائيل حرباً مدمرة استهدفت فيها كل شيء من البيوت إلى الجسور من المستشفيات إلى محطات الكهرباء وكان الهدف دائماً واحداً كسر إرادة المقاومة وزرع الخوف في نفوس الناس.
لكن رغم كل ذلك لم يتراجع الشعب اللبناني ولم تُكسر إرادة المقاومة من الجنوب إلى البقاع كانت الأصوات ترتفع لتقول نحن هنا باقون لقد علمت هذه الحروب الناس أن إسرائيل لا تريد السلام بل تريد الاستسلام.
المؤلم في كل هذا هو صمت العالم وتخاذله المجتمع الدولي الذي يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان يقف عاجزاً أمام هذه الجرائم وأحياناً يبدو وكأنه يتواطأ مع المعتدي القرارات الأممية تُصدر لكنها تبقى حبراً على ورق القوى العظمى تنادي بالسلام لكنها تزود إسرائيل بالسلاح والعتاد
ورغم كل هذه التحديات يبقى الأمل هو السلاح الأقوى كل غارة تُشن وكل بيت يُهدم يُولد معه مزيد من الإصرار على الصمود إن شعبنا في غزة ولبنان يُدرك أن هذه الأرض هي أرضه، وأن هذه القضية هي قضيته لن تُثنيهم قوة الاحتلال ولن يُرهبهم الحصار سيبقى الأمل في التحرير والحرية حيّاً في قلوبهم وسنبقى نحن نرفع صوتنا نكتب نتحدث نواجه حتى يتحقق العدل وينتهي هذا الاحتلال
في النهاية يجب أن نتذكر أن العدوان الصهيوني ليس مجرد مشكلة إقليمية بل هو اختبار لإنسانيتنا جميعاً إنه تحدٍ لكل من يؤمن بالحق والعدالة علينا أن نواصل دعمنا لغزة ولبنان لا بالكلمات فقط بل بالأفعال فالعدالة قد تتأخر لكنها في النهاية لا بد أن تتحقق.