تلاحظ للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تكرار وقوع عدد من المخالفات المهنية في أنماط الأداء الإعلامي المصري مؤخرًا، بشكل أساء إلى منظومة الإعلام.
مبادرة التنظيم الذاتي
من جانبه، قال طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، إن مبادرة التنظيم الذاتي تأتي في وقتها المناسب وتعد خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو تحسين جودة الإعلانات المصرية عبر وسائل الإعلام المختلفة، من خلال الالتزام بالمهنية، وهذا يتجلى في التطور الذي يشهده شكل البرامج والمحتوى المقدم، من خلال إعادة هيكلة الفقرات وتناول المواضيع بأسلوب تحريري دقيق، بالإضافة إلى تنوع الخريطة البرامجية التي تشمل برامج للطفل والمرأة والبرامج الاجتماعية، بما يسهم في خدمة المواطن المصري وتوصيل رسالة هادفة ومهنية.
وأضاف سعدة، في تصريحات لـ صدى البلد، أن هذه المبادرة تساعد في زيادة الوعي لدى المواطن المصري، كما تلبي احتياجات كافة الفئات، من الأطفال والنساء إلى الرجال، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تسهم في تقديم محتوى مصري متنوع يغطي مختلف الجوانب والأخبار.
وأوضح أنه كلما كانت مدة البرنامج أقصر، زادت جاذبيته، ويعتمد ذلك على مهارات الإعلامي ومقدم البرنامج. على سبيل المثال، أصبحت مدة البرامج لا تتجاوز ساعة ونصف، وأن تحتوي البرامج على من ثلاث إلى خمس فقرات، حسب السياسة التحريرية، وهذا التنوع يعزز من جاذبية البرامج ويزيد من اهتمام المشاهدين، التركيز على المصداقية ونقل الأخبار من مصادرها الرسمية يعزز من ثقة الجمهور في الرسالة الإعلامية.
وأكد أنه من المهم أن يلتزم مقدمو البرامج بالحياد، فلا ينبغي لهم إبداء آرائهم، بل يقتصر دورهم على طرح الموضوع للنقاش، ويجب أن تكون أطراف النقاش ممثلة لفئات المجتمع المختلفة، وهذا ما رأيناه في برنامج "كلام في السياسة" في الحلقات الأخيرة، عندما ناقش الزميل أحمد الطاهري قانون الإجراءات الجنائية والحبس الاحتياطي، حيث استضاف ممثلين عن النقابات ورجال القانون، بالإضافة إلى شخصيات بارزة من المجتمع المصري، مما أتاح مناقشة القانون بشكل شفاف يهم المواطن.
تابع: دور مقدم البرنامج هو طرح الأسئلة دون توجيه النقاش في اتجاه معين، كما ينبغي أن يتيح للضيوف حرية التعبير، وهذه الأمور ضرورية لتحقيق المهنية في تناول الموضوعات الإعلامية.
وأشار إلى أن التنظيم الذاتي للإعلامي يعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية أولاً، الضمير الإعلامي الذي يشبه الإلزام الأخلاقي، وهو ما كان يُعرف قديماً بالإلزام الخلقي، ويجب على الإعلامي أن يراقب نفسه ويكون لديه حس داخلي بالمسؤولية تجاه ما يقدمه والاستعداد الجيد قبل العمل، والتثقيف المستمر، ومراعاة جوانب الأمن القومي والمصلحة العامة للمواطنين، والمصداقية في نقل الرسالة الإعلامية تعتمد أيضاً على توفير الدولة للمعلومات الموثوقة من مصادرها الرسمية.
واستكمل: هي منظومة متكاملة يجب أن يشارك فيها الجميع، وفقًا للمبادئ الأخلاقية والمسؤولية المهنية والمجتمعية، وإذا تمت مراعاة هذه المبادئ من خلال الضمير المهني، فستتحقق الالتزامات كما تسعى لتحقيقه هذه المبادرة، أما فكرة "الإلزام الحكومي" فلا وجود لها؛ الالتزام المهني يتم من خلال وضع قوانين، مواثيق شرف، ومعايير سلوك مهنية، تُنشر في الجريدة الرسمية وتُطبَّق لضمان المهنية العالية.