أكد د. أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إننا نستطيع الآن أن نصف تصاعد العدائيات العسكرية المتبادلة بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، بأننا أصبحنا على شفى مرحلة الحرب المفتوحة.
وأوضح أستاذ القانون الدولي - في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” - إن الحديث عن حرب مفتوحة جاء بعد تبادل الصاروخي من حزب الله تجاه إسرائيل، فضلا عن الضربات الجوية الخطيرة المتواترة التي تسببت في ما يقرب من 500 قتيل وأكثر من 14 ألف جريح لبناني مدني غير مشترك في النزاع المسلح الذي حصل تحديدا بعد التفجيرات الإرهابية الخبيثة التي قامت بها الاستخبارات الإسرائيلية التي سبق وطالت قيادات حزب الله، ولكن أيضا طال الضرر الجانبي الكبير العشرات من الأبرياء من الأطفال والنساء والفتيان والرجال المدنيين.
وأضاف عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إنه بعد أن شهدت فترة العام المنصرم اشتباكات محددة ومحدودة أيضا بين الطرفين المتحاربين قام خلالها حزب الله ولازال بمساندة المقاومة الفلسطينية حماس في غزة لتخفيف الضغط العسكري عليها في قطاع غزة، نستطيع أن نتحدث عن حرب مفتوحة لا تطال في إسرائيل تحديدا أهداف محددة في الجليل الإسرائيلي أي الشمال الإسرائيلي - لكن أصبحت الأهداف غير محدودة في الشمال وإنما طالت العديد من المدن والمرافق الإسرائيلية ومنها ميناء حيفا ومطارات أخرى إسرائيلية في وسط إسرائيل.
وأشار د. أيمن سلامة، أن الحديث عن حرب شاملة هو حديث "معتور"؛ فالحروب الشاملة دوما تكون حروب عالمية مثل الحربين العالميتين الأولى والثانية بجانب الحروب الدينية في أوروبا (1618 - 1648)، موضحا أن الحروب الشاملة تعني ليس فقط كثافة وشدة المعارك والعمليات العسكرية المحتدمة ولكن تشهد أيضا تعبئة كل المجتمع، كما تعبأ كل الدولة للحرب وكل اقتصاد الدولة ومواردها واستراتيجيتها يعبأ للحرب، كما أن الحروب الشاملة لا تستمر أيام أو أسابيع أو أشهرولكن الحرب الحروب الشاملة - كما كانت في أخر حرب شهدها العالم - قد تمتد لسنوات، لذلك الحديث عن حرب شاملة في الإقليم أي في الشرق الأوسط هو حديث غير علمي وغير منضبط.
وأوضح سلامة، أن هناك جهود أمريكية فرنسية تبذل من أجل نذع فتيل هذه الحرب المفتوحة الموسعة بالجبهة اللبنانية الإسرائيلية، ولكن تصطدم هذه الجهود بالغطرسة والصلف من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرا إلى أن التفجيرات التفخيخية التخريبية التي ضربت عناصر حزب الله - وهي بالمناسبة عملية إرهابية ترقى لجرائم الحرب - بجانب اغتيال الحلقة الكبرى من القيادة العسكرية لحزب الله وقيادات النخبة في الحزب، فتحت شهية نتنياهو لتسريع وتشديد معدل القتال في لبنان، ويتصور نتنياهو إنه يستطيع أن يقيم منطقة عازلة في جنوب لبنان حتى يردع حزب الله عن تهديد الشمال الإسرائيلي ومن ثم يعود المستوطنون الإسرائيليون وأيضا عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين هربوا من الشمال الإسرائيلي إلى الجليل الأعلى.