تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا إسرائيليًا واسع النطاق، حيث تمتد الهجمات لتشمل غزة ولبنان، مما يثير مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة. في ظل هذا التصعيد، يبرز العراق كلاعب محتمل في هذا الصراع، مع تهديدات من الفصائل المسلحة المدعومة من إيران بالتدخل. يأتي ذلك وسط تباين في آراء المحللين حول مستقبل الصراع، وتزايد المخاوف من انزلاق العراق إلى مواجهة لا مصلحة له فيها.
غزة ولبنان على خط النار
ومع اشتداد القتال في قطاع غزة واستمرار الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان، ازدادت المخاوف من توسع الصراع ليشمل أطرافًا أخرى في المنطقة.
ورغم ذلك، يرى الباحث في العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات، الدكتور بهاء محمود،أن إسرائيل تفضل توجيه ضرباتها من مسافة بعيدة، متجنبة الدخول في مواجهة مباشرة وحرب عصابات.
وأضاف محمود في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن إسرائيل لن تدخل حرب مع العراق لأن القوات الأمريكية موجودة في العراق، مما يشكل عاملًا رادعًا للتصعيد، لافتًا أيضًا إلى أن الفصائل العراقية ليست قوة متكافئة في هذا الصراع وليست ذات تأثير كبير، مشيرًا إلى أن هذه الفصائل لم تقم بأي تحركات تذكر خلال العام الماضي.
ووسط هذه التطورات، برز العراق كلاعب محتمل في الصراع مع تصاعد التحركات من الفصائل الشيعية المسلحة والحشد الشعبي والتيار الصدري لدعم لبنان. في هذا السياق، دعا المرجع الشيعي الأعلى في النجف، آية الله علي السيستاني، الحكومة والشعب العراقي إلى مساندة الشعب اللبناني ووقف العدوان الإسرائيلي. كما أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، عن تشكيل جسر بري وجوي لنقل المساعدات إلى لبنان، واستعداد العراق لاستقبال الجرحى والمصابين.
وفي اجتماع عقده الإطار التنسيقي الشيعي يوم 23 سبتمبر 2024، برئاسة نوري المالكي، ناقش الأعضاء آخر التطورات في المنطقة، بما في ذلك "حرب الإبادة الوحشية" ضد لبنان وفلسطين. وشدد البيان الصادر عن الاجتماع على استنكار الإطار للتصعيد الإسرائيلي، محذرين من تداعياته على استقرار المنطقة.
وتصاعدت عمليات الاغتيال الإسرائيلية في لبنان، أبرزها اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في يوليو الماضي.
ومن جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن هذه العمليات تعكس "ضوء أخضر أمريكي" لتصعيد الأوضاع. وأضاف أن لغة التصعيد لا تزال تسيطر على الموقف، سواء على المستوى الدولي أو في ميادين المواجهات.
ووسط هذا التصعيد، حذّر وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، أمام مجلس الأمن الدولي من تداعيات الهجمات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن "العالم بأسره لم يعد آمنًا بعد اليوم". تأتي هذه التحذيرات في ظل عدم وجود أي جهود جادة للوصول إلى هدنة في غزة، مما يزيد من خطورة الموقف الإقليمي.
ويبقى الوضع في المنطقة حساسًا مع تزايد المخاوف من توسع الصراع ليشمل المزيد من الأطراف. في ظل هذه التطورات، يبقى العراق في موقف حرج، بين الدعم للفصائل المسلحة في لبنان والتحذيرات من الانزلاق نحو حرب إقليمية واسعة النطاق.