تواصل دولة الاحتلال عدوانها على لبنان من خلال ضربات جوية، إذ أخذ الاعتداء الإسرائيلي مراحله الأولى هناك ومن المتوقع أن يكون تصاعديا، في الوقت الذي يرى البعض أن وردود حزب الله غير كافية حتى الآن، ولكن متوقع أن تكن تصاعدية من خلال قصف أهداف نوعية من حيفا إلى تل أبيب.

تداعيات خطيرة وتصعيد في المنطقة

وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبدالله نعمة، الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، إن الاعتداء الصهيوني يمثل حادثًا غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، ويؤدي إلى تداعيات خطيرة وتصعيد محتمل في المنطقة.

وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن قيام إسرائيل بزرع عبوات ناسفة داخل خمسة آلاف جهاز يستخدمها حزب الله، حيث تم ذلك بعد خروج الأجهزة من الشركة المصنعة، وأكد أن هذا التفجير أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من خمسة آلاف شخص، بما في ذلك إصابة أكثر من أربعمائة شخص بفقدان البصر، معتبرًا هذا العمل جزءًا من سلسلة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق لبنان والشعب اللبناني.

وأشار نعمة، إلى أن تواطؤ المجتمع الدولي مع إسرائيل أدى إلى عدم استقرار دائم في ميزان القوى في الشرق الأوسط، وأوضح أن التصعيد الأخير يحمل مخاطر كبيرة، متوقعًا تطورات أكثر خطورة في المستقبل، معبرًا عن شكوكه في التصريحات الأمريكية التي دعت إلى حل المشكلة بين لبنان وإسرائيل عبر الدبلوماسية، ووصفها بأنها مجرد "زوبعة في فنجان".

توقعات خبراء عسكريين للقصف الجوي

وتوقع العديد من الخبراء العسكريين، حدوث العديد من الجولات والتصعيد بالقصف الجوي والصاروخي، ومن الممكن أن يستهدفجيش الاحتلال أماكن في مرتفعات السلسلة الشرقية في بعلبك والهرمل وجرود جبيل، والتي تعتبر مناطق استراتيجية وعسكرية بالنسبة لجيش الاحتلال، إذ تحتوي على مخازن ذخيرة وصواريخ لحزب الله.

خبير: الاحتلال يشتت الأنظار عن غزة بإشعال الصراع في لبنان

مدير منظمة المرأة العربية تدعو المجتمع الدولي لوقف العنف على لبنان وفلسطين

كما توقعوا أن الهجمات التي حدثت بالأمس كانت لأهداف عسكرية، ولكنها تسببت في إصابة ما يقرب لـ 500 شخصا، وكان أغلبها من المدنيين، كما أن قواعد الاشتباك لا تزال مضبوطة، إذ إن حزب الله ودولة الاحتلال يتجنبان الحرب الشاملة، التي قد تصبح إقليمية.

ومن جانبها، أكدت قناة mtv اللبنانية نقلا عن مصادرها بأنه لا صحة لتعليق العمل في مطار بيروت بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل علي لبنان.

ويشار الي انه تمّ التداول بمعلومات عن تعليق العمل في مطار بيروت بسبب القصف الاسرائيلي المتواصل على لبنان، ولفت المصدر ذاته إلى أنّ "الأمور طبيعيّة وشركة طيران الشرق الأوسط تعمل بشكلٍ طبيعي ولكن هناك إلغاء لعدد من الرحلات".

وقف العمليات غير الطارئة

ودعت وزارة الصحة اللبنانية، أمس الاثنين، مستشفيات الجنوب والنبطية وبعلبك الهرمل للاستعداد لاستقبال جرحى الغارات التي شنها الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح أمس الاثنين.

وحسب موقع "لبنان 24"، طالبت الوزارة مستشفيات الجنوب والشرق بوقف العمليات غير الطارئة، بهدف إفساح المجال لمعالجة الجرحى بسبب تمادي العدوان الإسرائيلي على لبنان.

فيما أعلن وزير التربية والتعليم العالي اللبناني عباس الحلبي، عن إغلاق المدارس والمعاهد والمدارس المهنية والتقنية الرسمية والخاصة امس الاثنين واليوم الثلاثاء، في كل من محافظات الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك الهرمل وفي الضاحية الجنوبية، وذلك نظرا لتطور الأوضاع الأمنية والعسكرية في المحافظات المذكورة، مما يشكل خطرا على انتقال التلاميذ إلى المدارس والمؤسسات التربوية المذكورة، ودعا الوزير الحلبي مديري المؤسسات التربوية إلى متابعة البيانات الرسمية الصادرة عن الوزارة بهذا الخصوص.

وزير الخارجية: لن نتوقف عن تقديم كل أشكال الدعم للأشقاء في لبنان

شيرين عن أزمة لبنان: قلبي حزين على أكتر بلد علمتني يعني إيه الفرحة

وجدير بالذكر، أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حذرمن خطر امتداد الأحداث المتصاعدة في لبنان إلى المنطقة بأكملها وجرها إلى حرب إقليمية، اليوم الثلاثاء، وذلك خلال تصريحاته لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، قائلا: "الضربات الإسرائيلية على لبنان، خلقت أزمة إنسانية كبيرة تهدد بدفع المنطقة لصراع أوسع، مطالبا بحدوث هدنة، متابعا: يجب ألا نسمح لإسرائيل بتحويل لبنان إلى غزة أخرى".

وواصل الاحتلال الإسرائيلي غاراته المكثفة ضد لبنان، لليوم الثاني على التوالي، في محاولة من بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، لإثناء حزب الله عن مساندة قطاع غزة، وفقا لما أفادت به القناة الـ«12» العبرية.

وقالت القناة الإسرائيلية إن نتنياهو يضغط على حزب الله لفك الارتباط بغزة، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة أبلغ مجلس الوزراء المصغر ليلة أمس أن الضغط العسكري على حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله من الممكن أن يدفع باتجاه صفقة تبادل، مضيفا أن هدف «تل أبيب» هو قطع العلاقة بين جبهة لبنان وجبهة غزة.

وأسفرت الغارات الإسرائيلية المكثفة على لبنان، لاسيما في شرق البلاد وجنوبها عن استشهاد 492 لبنانيا بينهم أطفال ونساء، في حصيلة يومية هي الأكبر لم يشهدها لبنان في الحرب الأهلية في سبعينيات القرن الماضي، والاجتياح الإسرائيلي الأول للبنان في ثمانينيات القرن الماضي، أو الاجتياح الثاني في 2006.

في المقابل، جدد حزب الله، قصفه لمطار «مجيدو» العسكري الإسرائيلي للمرة الثالثة إسنادا لقطاع غزة، ودفاعا عن لبنان وشعبها.

وقال في بيان إنه ضرب مطار مجيدو ‏العسكري غرب العفولة بوابل من صواريخ «فادي 2»، علاوة على قصف مستوطنة «كريات شمونة» بوابل من الصواريخ ‏من الصواريخ.، فضلا عن استهداف مخازن اللوجستيّة لـ«الفرقة ‌‏146» في قاعدة «نفتالي» بوابل من الصواريخ.