مع تزايد الحديث عن الأمراض المعوية و"إي كولاي" في مصر، وبخاصة بعد ما انتشر مؤخرًا من نزلات معوية حادة بين المواطنين في بعض المناطق، كان من الضروري تسليط الضوء على الفرق بين الكوليرا والنزلة المعوية.
وفي هذا السياق، أكد اللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان، أن جميع الحالات المسجلة مؤخرًا هي نزلات معوية "إي كولاي"، وليس هناك أي إصابات بالكوليرا، مما يحسم الجدل الدائر حول انتشار هذا المرض الخطير بين المواطنين.
لكن كيف يمكن التفريق بين الكوليرا والنزلة المعوية"إي كولاي" ؟ وما أهم الأعراض التي يجب مراقبتها للتأكد من طبيعة المرض؟
ما هي الكوليرا؟
قال الدكتور مصعب إبراهيم أخصائي الكلى فى تصريحات خاصة لصدى البلد، إن الكوليرا هي عدوى بكتيرية تسببها بكتيريا "Vibrio cholerae". تنتقل الكوليرا بشكل رئيسي عبر الماء والطعام الملوثين بالبكتيريا. هذه العدوى يمكن أن تسبب أعراضًا شديدة مثل الإسهال المائي الحاد، وهو ما يؤدي في حالات عدم العلاج السريع إلى الجفاف الحاد والموت.
أعراض الكوليرا
إسهال مائي شديد: هو العرض الأساسي للكوليرا، حيث يمكن للمريض فقدان كمية كبيرة من السوائل في فترة قصيرة.
جفاف حاد: فقدان السوائل يؤدي إلى جفاف سريع، ويظهر على المريض عطش شديد، جفاف الفم، وانخفاض في إنتاج البول.
تشنجات عضلية: نتيجة فقدان كميات كبيرة من البوتاسيوم والسوائل من الجسم.
انخفاض ضغط الدم: يؤدي الجفاف إلى انخفاض سريع في ضغط الدم وقد يؤدي إلى فقدان الوعي أو الوفاة في الحالات الشديدة.
الكوليرا تحتاج إلى رعاية طبية عاجلة، ويتم التعامل معها عن طريق تعويض السوائل المفقودة وتناول المضادات الحيوية في الحالات الشديدة.
ما هي النزلة المعوية؟
أما النزلة المعوية، فهي التهاب يصيب المعدة والأمعاء، وغالبًا ما يكون ناجمًا عن فيروسات أو بكتيريا، مثل فيروس الروتا أو بكتيريا الإشريكية القولونية.. تعتبر النزلة المعوية أكثر شيوعًا ولا تكون عادة خطيرة إلا في حالات الأطفال وكبار السن.
أعراض النزلة المعوية
إسهال: يكون أقل حدة من الإسهال المرتبط بالكوليرا، وعادة ما يكون مصحوبًا بآلام في البطن.
غثيان وقيء: يُعتبر الغثيان والقيء أحد الأعراض الرئيسية للنزلة المعوية، ويؤدي إلى فقدان السوائل.
تقلصات في البطن: يعاني المصابون من آلام في منطقة البطن والمعدة.
حمى خفيفة: قد تظهر حمى خفيفة في بعض الحالات، لكن لا تكون الحمى الحادة من الأعراض الأساسية.
في معظم حالات النزلة المعوية، يختفي المرض بعد بضعة أيام من الراحة وشرب السوائل لتعويض الفقدان.
كيف نفرق بين أعراض الكوليرا والنزلة المعوية؟
نوع الإسهال: الإسهال الناتج عن الكوليرا يكون مائيًا جدًا، يشبه ماء الأرز في اللون والقوام، بينما النزلة المعوية تسبب إسهالًا أقل شدة وأكثر لزوجة.
القيء والتقلصات: القيء من الأعراض المشتركة بين الكوليرا والنزلة المعوية، ولكن في الكوليرا يكون مصحوبًا بإسهال حاد وسريع الجفاف.
الحمى: النزلة المعوية عادة ما تكون مصحوبة بحمى خفيفة، بينما الكوليرا لا تسبب حمى في العادة.
سرعة تطور الأعراض: في الكوليرا، تتطور الأعراض بسرعة كبيرة وقد تؤدي إلى الجفاف في غضون ساعات، بينما النزلة المعوية تأخذ وقتًا أطول للتطور وتكون أقل خطورة في معظم الحالات.
الوقاية والعلاج الكوليرا أو النزلة المعوية
سواء كان الحديث عن الكوليرا أو النزلة المعوية، فإن الوقاية تعتمد بشكل أساسي على النظافة الشخصية والاهتمام بنظافة الطعام والماء. إليك بعض النصائح الهامة:
النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام قبل تناول الطعام وبعد استخدام المرحاض.
تجنب المياه الملوثة: شرب المياه النظيفة والمعبأة وتجنب شرب المياه غير المعالجة.
طهي الطعام جيدًا: التأكد من طهي الطعام بشكل جيد وتجنب تناول الأطعمة النيئة أو غير المغسولة.
التطعيم: في بعض المناطق التي تكون عرضة للكوليرا، يتم توفير لقاحات ضد الكوليرا كإجراء وقائي.
في حال الإصابة بالنزلة المعوية، يجب على المريض تناول السوائل بشكل منتظم لتعويض الفقدان الناتج عن الإسهال والقيء. في بعض الحالات الشديدة، قد يتطلب الأمر زيارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب، وخاصة في حالات الجفاف أو استمرار الأعراض لأكثر من 3 أيام.
بالنسبة للكوليرا، العلاج يكون أكثر تعقيدًا ويتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا لتعويض السوائل ومكافحة العدوى باستخدام المضادات الحيوية.
في ضوء الأحداث الأخيرة بمحافظة أسوان والتأكيد الرسمي من محافظ أسوان بعدم تسجيل أي إصابات بالكوليرا بين المواطنين، يجب على المواطنين الاطمئنان والاعتماد على مصادر موثوقة للمعلومات الطبية.
رغم التشابه في بعض الأعراض بين الكوليرا والنزلة المعوية، إلا أن الكوليرا تعد أكثر خطورة وتحتاج إلى رعاية طبية فورية.
في ظل الاهتمام المتزايد بالسلامة الغذائية وحماية المستهلك، أصدر الدكتور مصعب إبراهيم أخصائي الكلي،تحذيرات صارمة بشأن مخاطر تناول العجين الخام، وهو مكوّن غالبًا ما يتم تجاهله كجزء غير ضار خلال عملية الطهي. ولكن الحقائق العلمية تشير إلى عكس ذلك؛ إذ ثبت أن تناول العجين الخام، سواء أكان يحتوي على البيض أو خاليًا منه، قد يزيد من خطر الإصابة ببكتيريا "إي كولاي" الخطيرة.
مصدر الخطر: الدقيق والبيض النيء
وأوضح إبراهيم من خلال تصريحات خاصة لصدى البلد، أن العجين الخام يتكون عادة من الدقيق والبيض غير المطهو، وعلى الرغم من أن البيض النيء لطالما اعتبر مصدرًا محتملاً للتسمم الغذائي نتيجة لاحتوائه على بكتيريا السالمونيلا، إلا أن الدراسات أظهرت أن الدقيق نفسه قد يكون حاملًا لبكتيريا "إي كولاي"، وهذه البكتيريا يمكن أن تسبب التهابات خطيرة في الأمعاء، وتؤدي إلى حالات إسهال شديد، وأحيانًا مضاعفات صحية خطيرة مثل الفشل الكلوي، خاصة في الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة.
كيف يصل التلوث "إي كولاي" إلى الدقيق؟
يعد الدقيق منتجًا زراعيًا يتم تحضيره من الحبوب التي قد تتعرض للتلوث ببراز الحيوانات في الحقول، مما يؤدي إلى وجود بكتيريا "إي كولاي".
وأثناء عملية طحن الحبوب وتحويلها إلى دقيق، لا تتعرض المواد الخام لدرجات حرارة عالية كافية لقتل البكتيريا الضارة، مما يعني أن تناول العجين الخام المصنوع من الدقيق غير المعالج حراريًا يمكن أن يشكل خطرًا كبيرًا.
إجراءات وقائية لتجنب الإصابة
لتقليل احتمالات الإصابة بالتسمم الغذائي، يوصي أخصائي الكلى المستهلكين بتجنب تذوق العجين الخام أو أي منتجات تحتوي على دقيق أو بيض نيء قبل طهيها بشكل كامل، كما حذر ربات البيوت من ذلك، يجب طهي جميع أنواع العجين على درجات حرارة مناسبة لضمان قتل أي بكتيريا محتملة، كما ينصح بتنظيف الأسطح وأدوات المطبخ التي تلامس العجين النيء فور استخدامها لمنع انتقال البكتيريا إلى الأطعمة الأخرى.
هل العجين الخالي من البيض آمن؟
يعتقد البعض خطأً أن العجين الخالي من البيض أكثر أمانًا، إلا أن الدقيق المستخدم فيه قد يكون ملوثًا ببكتيريا "إي كولاي" تمامًا مثل العجين المحتوي على البيض النيء، لذا، ينبغي التعامل مع جميع أنواع العجين بحذر.
المسؤولية على المستهلكين
أخيرًا، تظل مسؤولية السلامة الغذائية مشتركة بين الجهات الصحية والمستهلكين، الذين ينبغي عليهم الالتزام بالتوصيات الوقائية لضمان سلامة الطعام الذي يتم تحضيره في المنازل، تناول العجين الخام ليس مجرد خطأ شائع، بل يمكن أن يحمل معه عواقب صحية خطيرة تستدعي الانتباه والوعي المستمر.
تعد النزلات المعوية والعدوى البكتيرية من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً في مجتمعاتنا، خصوصاً في فصول العام التي تشهد تقلبات جوية حادة أو في مناطق تعاني من قلة النظافة العامة. وعلى الرغم من تطور الطب وزيادة الوعي الصحي، إلا أن هذه الأمراض لا تزال تمثل تحدياً كبيراً، خاصة للأسر التي تضم أطفالاً وكبار السن، حيث تزداد خطورة الإصابة لديهم.
ما هي النزلات المعوية؟
قال الدكتور مدحت عبد الحليم استشارى الكلي فى تصريحات خاصة لصدى البلد،أن النزلات المعوية هي التهابات تصيب الجهاز الهضمي، وتؤدي إلى أعراض مثل الإسهال، القيء، وآلام المعدة، غالباً ما تنتج هذه الالتهابات عن عدوى بكتيرية أو فيروسية تنتقل عبر تناول طعام أو ماء ملوث، أو عن طريق العدوى المباشرة من شخص مصاب. وبينما قد تكون النزلات المعوية بسيطة وتزول مع مرور الوقت، إلا أنها قد تكون خطيرة في بعض الحالات، لا سيما لدى الأطفال والرضع الذين قد يصابون بالجفاف سريعاً.
كيف تنتقل العدوى البكتيرية؟
العدوى البكتيرية غالباً ما تنتقل عن طريق التلامس مع الأسطح الملوثة أو استهلاك الأطعمة والمشروبات الملوثة بالبكتيريا. من أهم مصادر العدوى البكتيرية الأطعمة التي لم تُطهى بشكل صحيح أو التي لم يتم حفظها في درجة حرارة مناسبة. كذلك، يمكن أن تنتقل العدوى من شخص لآخر عن طريق عدم غسل الأيدي جيداً بعد استخدام المرحاض أو قبل تناول الطعام.
طرق الوقاية لحماية نفسك وأسرتك
تعد الوقاية دائماً الخط الأول للحماية من الأمراض، وتطبيق بعض التدابير الوقائية يمكن أن يقلل بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالنزلات المعوية أو العدوى البكتيرية. إليك بعض النصائح الهامة التي يمكنك اتباعها:
1. غسل الأيدي بشكل منتظم: غسل الأيدي بالماء والصابون، خاصة قبل تناول الطعام وبعد استخدام المرحاض، هو أحد أكثر الوسائل فعالية لمنع انتقال العدوى. يُفضل استخدام معقم اليدين في حالة عدم توفر الماء والصابون.
2. تجنب تناول الطعام في الشوارع: الأطعمة المكشوفة أو التي يتم إعدادها في ظروف غير صحية قد تكون سبباً رئيسياً للإصابة بالعدوى. يفضل دائماً تناول الطعام المعد في المنزل أو في مطاعم معروفة بمعايير النظافة العالية.
3. الحفاظ على نظافة الطعام والمياه: تأكد من غسل الفواكه والخضروات جيداً قبل تناولها، وتجنب تناول الأطعمة النيئة أو التي لم تُطهى بشكل كافٍ. تأكد أيضاً من شرب مياه نقية أو استخدام مرشحات مياه ذات جودة عالية.
4. التأكد من حفظ الطعام في درجات حرارة مناسبة: درجات الحرارة العالية يمكن أن تؤدي إلى نمو البكتيريا في الأطعمة. لذلك، ينبغي التأكد من حفظ الأطعمة في الثلاجة وعدم تركها خارجها لفترات طويلة.
5. تجنب استخدام نفس الأدوات مع المصابين: في حال كان أحد أفراد الأسرة مصاباً بالنزلة المعوية، يجب تفادي مشاركة الأطباق أو الأكواب معه، وغسل الأدوات المستخدمة بشكل جيد باستخدام الماء الساخن والصابون.
6. تهوية المنزل وتنظيف الأسطح: الحفاظ على نظافة المنزل والحرص على تهوية الأماكن المغلقة يمنع تراكم الجراثيم والبكتيريا. استخدام المطهرات بشكل دوري على الأسطح التي يتم لمسها بكثرة، مثل مقابض الأبواب والطاولات، يساهم في الحد من انتشار العدوى.
7. التوعية الصحية للأطفال: تعليم الأطفال أهمية غسل اليدين وعدم تناول الطعام المكشوف أو الملوث أمر أساسي. الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالنزلات المعوية بسبب ضعف مناعتهم وسلوكهم الغير واعي في بعض الأحيان.
8. الابتعاد عن الأشخاص المصابين: في حال معرفة شخص مصاب بالنزلة المعوية، من الأفضل تجنب الاقتراب منه أو مصافحته، والحرص على غسل الأيدي بعد التواصل معه.
ماذا تفعل إذا أصبت بالنزلة المعوية؟
في حال ظهرت عليك أو على أحد أفراد الأسرة أعراض النزلة المعوية، من الضروري الالتزام ببعض الإجراءات لتخفيف الأعراض والحد من انتشار العدوى:
1. الراحة والإكثار من السوائل: يعتبر تعويض السوائل المفقودة بسبب الإسهال أو القيء من أهم الخطوات لتجنب الجفاف. يجب شرب المياه، العصائر الطبيعية، أو محاليل الجفاف المتوفرة في الصيدليات.
2. تناول الأطعمة الخفيفة: في حالة الإصابة، يُنصح بتناول أطعمة خفيفة وسهلة الهضم مثل الأرز، الموز، والخبز المحمص، وتجنب الأطعمة الدهنية أو الحارة التي قد تزيد من تهيج المعدة.
3. استشارة الطبيب: إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت، يجب استشارة الطبيب فوراً لتحديد السبب والحصول على العلاج المناسب. في بعض الحالات قد تحتاج إلى تناول مضادات حيوية إذا كانت العدوى بكتيرية.
إن العناية بالنظافة الشخصية وتطبيق إجراءات الوقاية البسيطة هي المفتاح الأساسي لحماية نفسك وأسرتك من النزلات المعوية والعدوى البكتيرية. التزامك بهذه الإجراءات لن يضمن فقط صحة أفضل لك ولعائلتك، بل سيساهم أيضاً في الحد من انتشار الأمراض في المجتمع، تذكر أن الوقاية دائماً أفضل من العلاج.