أكدت د. إيمان زهران أستاذ العلوم السياسية، أن أهمية قمة المستقبل المقامة في نيويورك تكمن فى الإنتقال بمستوى السياسات الداخلية والترتيبات الإقليمية والتشبيكات الدولية من السياسات التقليدية إلى السياسات النوعية الجديدة والتى تُعرف بـ high polices، فضلا عن وضع قاعدة تشاركية يُبنى عليها توافقات أممية مُستقبلية بالترتيبات الدولية التالية مثل توافقات COP29 الذى ستستضيفه أذربيجان نوفمبر المقبل، ومؤتمر الأمم المتحدة للبلاد النامية غير الساحلية فى بتسوانا ديسمبر المقبل، وكذلك المؤتمر الدولى لتمويل التنمية فى إسبانيا خلال يونيو 2025. ..إلخ.

وحول دور القمة فى رسم خطط مستقبلية لدول العالم، أوضحت أستاذ العلوم السياسية - في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” - إنه فى إطار التحولات الاقتصادية والتنموية التى تمر بالوضع العالمى ككل، فيُعول على القمة فى إعادة تشكيل الخطاب العالمى وطرح رؤية مشتركة للتعاون الدولى، وكذلك ترسيم تصور جديد للنظام المالى الدولى يخدم كافة الدول دون النظر لإى إعتبارات إقتصادية مضطربة، ويعزز من التوزيع الأكثر عدالة للموارد والفرص، وإنشاء هيكل مالى مرن قادر على موازنه التقلبات العالمية جراء الحرب الروسية الأوكرانية والارتدادات المتباينة للحرب الإسرائيلية على غزة وجنوب لبنان وتحركاتها نحو إنتاج سيناريو "الحرب الشاملة".

وأشارت د. إيمان زهران، إلى أن أهمية ميثاق المستقبل الذى تم اعتماده خلال القمة بالأمم المتحدة تأتى من الإدارك الأممى لأهمية تفعيل "العمل الجماعى" فى عدد من المجالات الحيوية، من حيث: التنمية المستدامة وتمويل التنمية، السلام والأمن الدوليان، العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتعاون الرقمى، الشباب والاجيال القادمة، تحويل الحوكمة العالمية، بالإضافة إلى إثراء الموضوعات ذات الثقل والتى تتقاطع بصورة مباشرة وغير مباشرة مع أجندة أعمال الأمم المتحدة، مثل: حالة حقوق الإنسان، أزمة المناخ ، قضايا الجندر والمساواة بين الجنسين.

وعن مشاركة مصر وخاصة منتدى الشباب فى القمة، فقالت أن هذه المشاركة تأتي بأجواء مضطربة يشوبها توترات جيوسياسية وحروب متباينة تعصف بالعديد من مناطق العالم، وفى مقدمتها منطقة الشرق الأوسط، إذ جاءت رسائل القاهرة لتؤكد على أهمية تقديم آليات أكثر فعالية للتعامل مع الأزمات التقليدية وغير التقليدية، فى مقدمتها: الأزمات الإنسانية والأمنية والتنموية، كذلك أزمة المناخ والغذاء والندرة المائية وإنتشار الأوبئة.