قال المولى عز وجل «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)»، فالدعاء سلاح المؤمن القوي وهو مخ العبادة، فكم رفعت محنة بالدعاء وكم من مصيبة أو كارثة كشفها الله بالدعاء، ومن ترك الدعاء فقد سد على نفسه أبوابا كثيرة من الخير.
وقال الإمام الغزالي في هذا الشأن: فإن قلت: فما فائدة الدعاء والقضاء لا مرد له؟ فاعلم أن من القضاء رد البلاء بالدعاء، فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة، كما أن الترس سبب لرد السهام، والماء سبب لخروج النبات من الأرض، فكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان، فكذلك الدعاء والبلاء يتعالجان.
استعجال إجابة الدعاء
ولكن هناك من يدعو الله ويستعجل الإجابة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يستجاب للمرء ما لم يعجل" قالوا وكيف يعجل يا رسول الله؟ قال: "دعوت فلم يستجب لي"، فمن يستأخر استجابة الدعاء يتسبب في عدم اجابته أصلًا، فى هذا السياق، يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي إمام الدعاة رحمه الله، إنه لا يوجد مضطر يدعو الله ولا يجيبه الله أبدًا، لافتًا إلى أن بعض الناس يشكون من عدم استجابة الدعاء ، فيقول: "بدعي ربنا كتير ومش بيستجيب لي"، وهذا أقول له لا يستجيب لك لأنك لست مضطرًا، فأنت قاعد واكل وشارب ومبسوط وقاعد في بيت وتدعي ربنا عايز فيلا ، فأين الاضطرار هنا .
وأضاف إمام الدعاة في فيديو رائج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي قائلا: الراجل بياخد مرتب كويس ويقول يارب عايز أزوّد مرتبي.
وأوضح الشعراوي -رحمه الله- أن هذه الدعوات ليس دعوة مضطرين فأغلب الناس التي تدعو ليس أدعية مضطرين، لقول تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (62).
وأشار الى أنه إذا لم يستجب الله لك فاعلم أنك غير مضطر ، أو أنك طلبت خيرا والله يعلم أن لا خير لك فيه ، فأنت طلبت الخير بحكمة عقلك ، فيقول الله تعالى : (ويدعو الإنسان بالشر دعائه بالخير ) ، فأنت تعلم أيها الإنسان أنه خير ولكن الله عز وجل علام الغيوب يعلم أنه شر لك ، فلا يستجيب لك لأن الخير لك في عدم الاستجابة .
تفسير ويدع الانسان بالشر دعائه
قوله تعالى : ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا قوله تعالى : ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير قال ابن عباس وغيره : هو دعاء الرجل على نفسه وولده عند الضجر بما لا يحب أن يستجاب له : اللهم أهلكه ، ونحوه.
دعاءه بالخير أي كدعائه ربه أن يهب له العافية ; فلو استجاب الله دعاءه على نفسه بالشر هلك لكن بفضله لا يستجيب له في ذلك . نظيره : ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير وقد تقدم . وقيل : نزلت في النضر بن الحارث ، كان يدعو ويقول : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم .
وكان الإنسان عجولا أي طبعه العجلة ، فيعجل بسؤال الشر كما يعجل بسؤال الخير .