حققت الأسهم الأميركية مكاسب طفيفة مع تحليل المتداولين لتصريحات صانعي السياسة في "الاحتياطي الفيدرالي"، وتوقعهم المزيد من التيسير النقدي بعد خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في الأسبوع الماضي.
صعد مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.3%، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق الذي سجله في الأسبوع الماضي، مع تصريحات مسؤولي "الاحتياطي الفيدرالي" بشأن مسار السياسة النقدية للبنك المركزي. وفي إشارة إلى أن مكاسب السوق قد تتسع، ارتفعت الأسهم متساوية الأوزان ضمن المؤشر القياسي-الذي يمنح شركات مثل "باث آند بادي ووركس" (Bath & Body Works) التأثير نفسه الذي تمنحه لشركة "إنفيديا"-بنسبة 0.5% لتغلق عند مستوى قياسي. كما أغلق مؤشر "داو جونز الصناعي" عند مستوى قياسي، في حين ارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.3%.
من بين الشركات الفردية، قفزت أسهم شركة "إنتل" بنسبة 3.3% بعد تقارير عن عرض قدمته شركة "أبولو غلوبال مانجمنت" (Apollo Global Management) لاستثمار بمليارات الدولارات في شركة صناعة الرقائق. ارتفعت أسهم شركة "بوينغ" بنحو 2% بعد أن قدمت شروط صفقة محسنة للعمال المضربين.
أظهرت البيانات أن النشاط التجاري في الولايات المتحدة لا يزال قوياً رغم تباطؤ النمو، مما عزز الثقة في إمكانية تحقيق هبوط اقتصادي سلس. نما النشاط التجاري في البلاد بوتيرة أبطأ قليلاً في أوائل سبتمبر، وفقاً لبيانات صادرة يوم الاثنين، بينما تراجعت التوقعات وارتفع مؤشر الأسعار إلى أعلى مستوى له في ستة أشهر.
قال آدم كريسافولي من "فايتال نولدج" (Vital Knowledge): "هذا تقرير غير حاسم إلى حد ما، وبالتالي لا ينبغي أن يغير توقعات الاحتياطي الفيدرالي بشكل كبير. تشير مؤشرات مديري المشتريات الأولية إلى أن الاقتصاد الأميركي في وضع جيد إلى حد ما، خاصة بالمقارنة مع أوروبا". يراهن المتداولون على تخفيف السياسة النقدية بما يقرب من ثلاثة أرباع النقطة بحلول نهاية العام، مما يشير إلى أن هناك على الأقل خفض كبير آخر في أسعار الفائدة قادم.
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان جولسبي إنه مع اقتراب التضخم من هدف البنك المركزي، يجب تحويل التركيز إلى سوق العمل، "وهو ما يعني على الأرجح المزيد من تخفيضات الفائدة خلال العام المقبل".
من جانبه، أشار رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" في مينيابوليس، نيل كاشكاري إلى ضعف سوق العمل، ودعمه لخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية أخرى بحلول نهاية العام، فيما أبدى نظيره رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" في أتلانتا، رافائيل بوستيك موقفاً أكثر اعتدالاً. فقد صرح بأن بدء دورة التخفيض بخطوة كبيرة سيساعد في تقريب أسعار الفائدة من المستويات المحايدة، ولكن لا ينبغي على المسؤولين الالتزام بوتيرة كبيرة في التحركات.
لاحقاً هذا الأسبوع، سوف يتلقى المستثمرون بيانات مؤشر الأسعار المفضل لدى "الاحتياطي الفيدرالي"، والإنفاق الشخصي في الولايات المتحدة التي ستصدر يوم الجمعة.
العائد على سندات الخزانة المتأثرة بقرارات السياسة النقدية لأجل عامين تراجع إلى 3.58%، في حين لم يطرأ تغيير كبير على السندات طويلة الأجل. كانت السندات الحكومية الأميركية تحت ضغط مع استعداد وزارة الخزانة لطرح 183 مليار دولار من الإصدارات قصيرة الأجل، وإصدارات جديدة بقيمة تصل إلى 25 مليار دولار في سندات الشركات المتوقع هذا الأسبوع.