الإسلام حثنا على النظافة الشخصية وتطهير البدن باستمرار،ودعا لذلك عمليا بفرض مجموعة من الأعمال التي إن التزم بها المسلم أصبح نظيفا طاهرا في بدنه ولباسه وهندامه،وعلى المسلم أيضا معرفة كيفية الاغتسال من الجنابة لأن عدم الإغتسال الصحيح يبطل اعمال الوضوء والصلاة ، ومن تلك الفرائض الصلاة التي لا يجوز للمسلم أن يؤديها إلا بعد أن يتوضأ ويتطهر لها، ولما كانت الصلاة عبادة يومية تؤدى خمس مرات في اليوم والليلة كان ذلك حريا بأن يبقى المسلم على تواصل دائم بالماء والتطهر حيث يقول تعالى: "لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين"، وهناك الكثير مما لا يعرفون أن هناك طرق محدد للإغتسال من الجنابة لذلك ينبغي على كل مسلم معرفة كيفية الاغتسال من الجنابة وهي :
كيفية الاغتسال من الجنابة
إن الغسل من الجنابة واجب بإجماع العلماء، وله صفتان: الأولى الصفة الكاملة، والثانية صفة الإجزاء، وفيما يأتي بيان للصفتين:
الغسل ذو الصفة المجزئة: وهو أن يقوم المسلم بأداء الواجبات فقط في غسله، بحيث ينوي الغسل، ثم يقوم بتعميم الماء على بدنه كله، مع القيام بالمضمضة والاستنشاق، فإن قام بفعل ذلك فإن غسله صحيح ولا بأس فيه.
الغسل ذو الصفة الكاملة: وهو أن يقوم المسلم في غسله بأداء الواجبات والسنن معا، وفيما يأتي ذكر خطوات الغسل الكامل بالترتيب:
النية: وذلك أن ينوي المسلم الطهارة من الحدث.
التسمية: وهي أن يقول المسلم "بسم الله الرحمن الرحيم".
غسل الكفين ثلاث مرات؛ والسبب في ذلك أن الكفين هما أداة غرف الماء.
غسل الفرج باليد اليسرى؛ وذلك لأن الفرج هو موضع الجنابة، فبغسله يتخلص المسلم من الأذى والأوساخ العالقة به.
تنظيف اليد اليسرى ثم تدليكها بشدة؛ وذلك للقيام بالتخلص مما علق بها من أوساخ خلال غسل الفرج، وتطهيرها بالماء والصابون، فهو يقوم مقام التراب.
الوضوء: ويكون الوضوء هنا مثل الوضوء للصلاة وضوءا كاملا لا نقص فيه، ولا يلزم إعادة الوضوء بعد الانتهاء من الاغتسال من الجنابة من أجل أداء الصلاة، فالقيام بذلك أثناء الاغتسال يجزئ ويكفي، ولا داعي لإعادته، أما إذا تم مس الفرج أو الذكر فإنه يجب إعادة الوضوء؛ وذلك بسبب وقوع الحدث الطارئ.
تعميم الماء في أصول الشعر من خلال إدخال أصابعه بينهم، والقيام بالتخليل إن كان الشعر كثيفا؛ حتى يصل الماء إلى منبته.
إدارة الماء على الرأس ثلاث مرات بعد الانتهاء من تخليل الماء لأصول الشعر.
غسل القدمين: وهناك اختلاف في وقت غسل القدمين، بحيث هل يكون مع الوضوء؟ أم يتم تأخيره إلى ما بعد الاغتسال؟ والظاهر في الأحاديث المروية ورود الكيفيتين عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فكلاهما ثابتتان في سنته الشريفة، واستحب الجهور تأخير غسلهما بعد الانتهاء من الاغتسال، لكن بما أن كلا الطريقتين وردت في سنة النبي عليه الصلاة والسلام، فلا بأس أن يأتي المسلم بإحداهما تارة، وبالأخرى تارة أخرى، فيغسل قدميه مع الوضوء، وفي مرات أخرى يؤخر غسلهما إلى آخر الاغتسال.
إفاضة الماء وتعميمها على سائر الجسد مرة واحدة، ومن السنة أن يدلك بدنه، ويبدأ بالجهة اليمنى ثم الجهة اليسرى.
كيفية الغسل من الجنابة بدون ماء
بين النبي عليه الصلاة والسلام كيفية الغسل من الجنابة عند عدم وجود الماء، وأنها تكون من خلال التيمم، وأما كيفية التيمم للغسل من الجنابة أو الحيض أو النفاس فهي نفس كيفية التيمم للوضوء حيث يضرب المسلم التراب بيديه فيمسح بها وجهه وكفيه، ويكون المسح على الوجه من أطراف الأصابع، ويمسح بيديه كفيه ظاهرا وباطنا، كما يجوز له أن يضرب التراب بيديه ضربتان، ضربة لوجهه، وضربة لكفيه، والأفضل هو الالتزام بالكيفية التي جاءت عن النبي الكريم وهي الضرب مرة واحدة للوجه والكفين، ففي السنة قوله عليه الصلاة والسلام لعمار بن ياسر رضي الله عنه: (إنما يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ضربة واحدة، ثم تمسح بهما وجهك وكفيك).
متى يجوز التيمم للغسل من الجنابة
يجوز للمسلم أن يتيمم للوضوء والاغتسال من الجنابة إذا لم يجد الماء، كما يجوز له التيمم إذا ترتب على استخدامه للماء ضرر بسبب المرض، أو بسبب شدة البرد، شريطة أن لا يكون قادرا على استخدام الماء كليا، أما إذا كانت المشقة في استعمال الماء مما تتحمله النفس وتطيقه فحينئذ لا يجوز العدول عن الماء بالتيمم، كما لا يجوز التيمم لمن كان قادرا على تسخين الماء، وقد استدل المجيزون للتيمم في حالة البرد الشديد باقرار النبي الكريم لما فعله عمرو بن العاص حينما احتلم في غزوة ذات السلاسل فخشي على نفسه الهلاك إذا اغتسل بالماء فأكتفى بالتيمم وصلى بالناس، وحينما علم النبي بفعله ضحك من فعله ولم ينكرعليه ذلك.
وجوب الاغتسال بالماء عند وجوده لمن تيمم
يجب على المسلم أن يقوم بالاغتسال من جنابته السابقة التي اغتسل منها بالتيمم عند وجود الماء، فالتيمم يقوم مقام الماء عند المرض أو العجز عنه بسبب البرد الشديد، وتكون صلاة المسلم صحيحة في حالة التيمم ولا يلزمه إعادتها عند وجود الماء.
الأعمال المحرم فعلها على الجنب
هناك عدد من الأعمال التي يحرم على الجنب القيام بها، ومن هذه الأعمال ما يأتي:
أداء الصلوات كافة، ويشمل ذلك أداء سجدة التلاوة، قال تعالى: (وإن كنتم جنبا فاطهروا).
طواف المسلم حول الكعبة المشرفة، حتى لو كان ذلك الطواف تطوعا ونفلا؛ وذلك لأن الطواف يعد من الصلاة.
مس القرآن الكريم، قال تعالى: (لا يمسه إلا المطهرون).
قراءة القرآن الكريم وتلاوته، وهذا ما قال به جمهور المذاهب الأربعة، أما لو كانت النية ليست القراءة إنما من أجل الدعاء، أو الثناء، أو الذكر، أو التعلم، فإنه يجوز ذلك، ومن الأمثلة على الدعاء قيام المسلم بتلاوة قوله تعالى عندما يهم بالركوب: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين* وإنا إلى ربنا لمنقلبون)،وأن يردد المسلم قوله تعالى: (إنا لله وإنا إليه راجعون)، عندما تحل به مصيبة وخاصة مصيبة الموت، ومن الأمثلة على الذكر تلاوة سورة الإخلاص، وآية الكرسي. دخول المسجد، والاعتكاف فيه، أما المرور به فلا بأس فيه عند الشافعية والحنابلة، ومنعه الحنفية والمالكية إلا بالتيمم، ودليل ذلك قوله تعالى: (ولا جنبا إلا عابري سبيل).
القيام بحمل القرآن الكريم، إلا إذا دعت ضرورة ملحة لذلك، ومن هذه الضرورات: حمله إن كان بالأمتعة، ويكون القصد حمل الأمتعة، أو الخوف عليه من السرقة، أو الخوف من أن يجيء عليه شيء من نجاسة أو نحوها.
الأعمال المستحب فعلها للجنب
هناك عدد من الأعمال التي يستحب ويباح للجنب القيام بها، ومن هذه الأعمال ما يأتي
ذكر الله -عز وجل- وتسبيحه، وحمده، والتوجه إليه بالدعاء، ففي رواية للسيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه).
غسل الفرج، والوضوء كالوضوء للصلاة، وذلك إذا أراد المسلم تناول الطعام، أو الشراب، أو الذهاب للنوم، أو إعادة الوطء مرة أخرى، وهذا قول الجمهور من الشافعية، والحنابلة، وقول عند المالكية.
أن يستيقظ المسلم في الصباح صائما، وذلك قبل أن يغتسل.
إلقاء الخطبة في يوم الجمعة جائز للجنب مع الكراهة عند المالكية، وظاهر مذهب الحنفية، وفي وجه عند الشافعية والحنابلة، وقال بمنعه ابن قدامة ووجه آخر عن الشافعية والحنابلة، لأن الطهارة من الجنابة شرط، فلا تصح الخطبة بدونها.
الأغسال المستحبة
تتعدد الأسباب التي يكون الغسل فيها مستحبا للمسلم، ومنها:
الاغتسال عند قيام المسلم بالإحرام، فيستحب أن يغتسل وقت ذلك كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم،