يعد ميدان المحطة ببني سويف واجهة المحافظة قاطبة حيث إنه الميدان المواجهة للزائرين القادمين من محطة القطار شمالا وجنوبا ، وأصبح الميدان لأول مرة لوحة فنية، خاصة مع التصميم المميز والألوان المناسبة بجانب دهان واجهات بعض المنازل المطلة على الميدان، مما أضفى على مدينة بني سويف وأكسبها شكلا حضاريا مميزا، خاصة وأن أعمال التطوير تتواصل.
حيث تم تطوير ميدان الحمرايا وهي مدخل المدينة من ناحية شرق النيل، وتطوير ميدان الزراعيين، وبعض الميادين الفرعية فضلا عن تطوير البواية الشمالية، والبوابة الجنوبية للمحافظة، والأجمل أن هذه الميادين شهدت مساهمة مجتمعية كبيرة من المجتمع المدني والقطاع الخاص والجامعتين الحكومية والخاصة .
ويتوسط الميدان تمثالا لأحد أعلام المحافظة الإمام البوصيري والذي قام بتصميمه وتنفيذه الفنان الدكتور محمد ماضي عميد كلية الفنون الجميلة ببني سويف السابق ، وصاحب عدة أعمال فنية رائعة بالمحافظة وخارجها .
وتسبب تطوير الميدان في أكثر سيولة مرورية ، وساهم التطوير في منع التكدس المروري بالمنطقة خاصة في أوقات الذروة والمواسم خاصة وأن الميدان يطل ويتقاطع مع شارع الرياضي التجاري ويتصل بشوارع فرعية بميدان الشهداء ويمتد منه الشوارع الفرعية حتى ميدان وموقف محي الدين ومنطقة حوض الدلالة فضلا عن مزلقانات السكة الحديد ، ويقع الميدان في مقابل محطة السكة الحديد.
وأشاد البعض بفكر محافظ بني سويف ، حيث علموا أنه وجه بتصميم تمثال لأحد أعلام المحافظة الإمام البوصيري لترسيخ مفهوم الانتماء وإعلام الأجيال القادمة بالقيمة التاريخية لمحافظتهم التي تعتبر جزء عزيز من الوطن الغالي مصر ، حيث أن اختيار تمثال الإمام البوصيرى كان موفقا ، لما للرجل من مكانة أدبية كبيرة والذي ولد في قرية أبوصير الملق في الأول من شوال 608 هـ الموافق 7 مارس 1213 م ، وهو صاحب قصيدة البردة التي تعد من أعظم قصائد المدح النبوى في التاريخ،والتي قد أجمع عليها معظم الباحثين على أن هذه القصيدة من أفضل وأعجب قصائد المديح النبوي إن لم تكن أفضلها، حتى قيل: إنها أشهر قصيدة مدح في الشعر العربي بين العامة والخاصة ، وقد انتشرت هذه القصيدة انتشارًا واسعًا في البلاد الإسلامية، يقرأها بعض المسلمين في معظم بلاد الإسلام كل ليلة جمعة ، وأقاموا لها مجالس عرفت بـ مجالس البردة الشريفة.
كان الميدان قد افتتح في عهد المستشار هاني عبد الجابر محافظ بني سويف بأعمال تطوير ميدان المحطة بمدينة بني سويف ، والذي تضمن تنفيذ أعمال مرورية ورصف وتجميل التي أظهرت الميدان في ثوب حضاري رائع، وأضفت للمنطقة سيولة مرورية ويسر في حركة سير المشاة ، لاسيما وأن تطوير الميدان شمل إقامة تمثال لعلم من أعلام بني سويف وهو الإمام البوصيري " صاحب قصيدة البردة الشهيرة " ، وذلك في إطار خطة المحافظة التنموية الشاملة التي تستهدف تحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمات الحيوية والجماهيرية.
ومن جانبه قال المهندس ناصر فراج مدير عام الطرق والنقل إلى أن أعمال تطوير ميدان المحطة تضمنت فتح الحارة المرورية المواجهة لمحطة السكة الحديد "والتى تم غلقها منذ عام 2011"،الأمر الذي أسهم في سهولة الحركة المرورية ووصول المسافرين والمترددين إلى باب المحطة بكل يسر،وعمل"باركينج"لانتظارالسيارات محدد بدخول وخروج،وإعادة رصف الميدان بالكامل وتخطيطه مروريًا ، وتركيب أعمدة إنارة وإنارات ديكورية ونجيل صناعي وعمل تمثال بوسط الميدان للإمام البوصيري " أحد أعلام ورموز المحافظة" وعمل بردورات ودهان واجهات العمارات المطلة على الميدان الذي يقع في منطقة تجارية وحيوية متميزة وسط مدينة بني سويف العاصمة ويمثل ربط محوري لشوارع الرئيسية بها .
ويضاف إلى ماسبق تنفيذ تكليفات الحكومة الخاصة بالارتقاء بمستوى القطاعات الحيوية ، واضفاء الشكل الجمالي والحضاري على المباني والميادين والشوارع ، حيث أكد على أن تطوير ميدان المحطة كان من أولوياته ،نظرا للقيمة المكانية له وأنه من الميادين الحيوية التي يتقاطع فيها العديد من الشوارع الكبرى والتجارية بالمدينة ، وأن الميدان يقع في مقابل مرفق حيوي هام ، وهو محطة السكة الحديد ، حيث يتوافد على الميدان المواطنون من المحافظة وخارجها ، فضلا عن السيارات بمختلف أنواعها ، وذلك كله أكد على ضرورة التطوير وأهميته.