قدمت ملك ريان، مذيعة موقع صدى البلد، تغطية خاصة حول الضجة الكبيرة في منطقة الزمالك بمحافظة القاهرة، بسبب تعرض طالبة في مدرسة دار التربية، لعقاب صارم، من قبل معلمتها؛ بعد حضورها حفلا بأحد الفنادق دون موافقة المدرسة.

ولجأ والد الطالبةإلى الجهات الرسمية لتقديم عدة شكاوى بعد أن منعت ابنته من حضور الحصص الدراسية وتم حبسها في غرفة منفردة، مما أثر بشكل مباشر على حالتها النفسية، وقدم تقريرا طبيا يثبت إصابتها باكتئاب حاد، إلى جانب فتح تحقيقات في الحادثة.

تعود تفاصيل الحادثة إلى بداية العام الدراسي الجديد، حينما حضرت الطالبة سلمى نادر محمد، وهي طالبة في مدرسة دار التربية بمنطقة الزمالك، حفلا بأحد الفنادق دون إذن من المدرسة.

وبالرغم من أن هذا الحفل كان مجرد مناسبة شخصية؛ إلا أن المدرسة اعتبرت حضورها مخالفة لقواعدها، وفي اليوم التالي، قررت المعلمة المسؤولة عن الطالبة، اتخاذ إجراء تأديبي ضدها، حيث حبستها في غرفة الحاسب الآلي طوال اليوم الدراسي، ومنعتها من حضور الحصص مع زميلاتها.

ولي أمر الطالبة، نادر محمد، رفض هذا العقاب، واعتبره تجاوزا في التعامل مع ابنته، خاصة أن هذا العقاب أدى إلى تدهور حالتها النفسية.

وعلى إثر ذلك، قدم والد الطالبة 3 شكاوى رسمية إلى وزارة التربية والتعليم، تضمنت اتهامات للمعلمة والمدرسة بفرض عقاب قاسٍ على ابنته، وحملت الشكوى الرقم 5162.

كما قدم والد الطالبة، شكويين أخريين إلى مجلس الوزراء، واللجنة القومية للأمومة والطفولة، حملتا أرقام “8567315” و"83386"، طالب فيها باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المدرسة والمعلمة.

التقرير الطبي الذي حصل عليه والد الطالبة من مستشفى الدمرداش، التابع لمستشفيات جامعة عين شمس، كشف عن تفاصيل مؤلمة حول الحالة النفسية للطالبة.

ووفقا للتقرير، تعرضت الطالبة لاكتئاب حاد مصحوب بأعراض مثل “البكاء المستمر، قلة الشهية، وصعوبة في النوم”، بالإضافة إلى “شعورها بالخوف الشديد نتيجة لما تعرضت له”.

وأوصى الأطباء بضرورة منح الطالبة إجازة لمدة شهر من المدرسة، مع جلسات علاج نفسي مستمرة؛ لمساعدتها على تجاوز تلك الحالة.

وذكر التقرير، أن حالة الطالبة تحتاج إلى متابعة شهرية؛ لتقييم مدى تقدم العلاج النفسي.

ولم يتقف تفاعل ولي أمر الطالبة مع الموقف عند تقديم الشكاوى فقط؛ بل توجه أيضا إلى السلطات الأمنية، لتقديم بلاغ رسمي ضد المعلمة.

وتلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، إخطارا، من نقطة شرطة الزمالك، يفيد بتلقي بلاغ من والد الطالبة، يتهم فيه المعلمة بمنع ابنته من حضور الحصص الدراسية، ومعاقبتها بالحبس في غرفة الحاسب الآلي طوال اليوم الدراسي.

وفي بلاغه، أكد والد الطالبة، أن المدرسة لم تحصل على إذن مسبق من الأسرة لاتخاذ هذا الإجراء العقابي، وأن المعلمة أقدمت على هذا الفعل؛ بعدما علمت بحضور الطالبة للحفل دون علم المدرسة.

وأشار إلى أن هذا العقاب، أثَّر بشكل كبير على الحالة النفسية لابنته؛ ما دفعه إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وعلى إثر البلاغ، حررت أجهزة الأمن،المحضر اللازم، وأصدر اللواء علاء بشندي، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، تعليماته، بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة، وإحالة القضية إلى النيابة للتحقيق.

الواقعة لاقت اهتماما واسعا في الأوساط الإعلامية والتعليمية، حيث انتقد عدد كبير من الأهالي والإعلاميين، الطريقة التي تعاملت بها المدرسة مع الطالبة.

وطالب العديد من النشطاء أيضا، بضرورة تشديد الرقابة على المدارس؛ لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تؤثر على الحالة النفسية للطلاب.

وفي المقابل، أبدت وزارة التربية والتعليم اهتماما بالقضية، وأعلنت أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة؛ لضمان حقوق الطلاب وسلامتهم النفسية داخل المدارس.

وأشارت الوزارة، إلى أنها بصدد فتح تحقيق داخلي في الواقعة؛ للتأكد من صحة الادعاءات، واتخاذ التدابير اللازمة «حال ثبوت وجود تجاوزات من قبل المدرسة».