EN
في صباح يوم مشمس بمركز المنشاة جنوب محافظة سوهاج، خرج الشاب "عمرو خ. ا. ا"، البالغ من العمر 18 عامًا، حاملًا معه أحلامه الصغيرة، وقلبه المُمتلئ بالأمل، كان كل ما أراده في هذا اليوم هو الهروب من حرارة الشمس الحارقة.
وعلى الفور توجه إلى ترعة الإبراهيمية، المكان الذي اعتاد أن يزوره أحيانًا لكنه لم يكن يعلم أن هذه الرحلة ستكون الأخيرة، حيث غاص عمرو في مياه الترعة، مطمئنًا غير مُدرك أن تلك اللحظة ستكون نهايته.
التيار كان أقوى مما توقع، وجرفه دون رحمة، صرخات الاستغاثة التي اصدرها عمرو كانت دون جدوى، حيث لم يكن هناك من يسمعه، كانت المياه تبتلعه ببطء، وكأنه يسير نحو مصيره.
في تلك اللحظة، كانت حياته تخرج من بين يديه، وحلمه البسيط بالراحة تحول إلى كابوس لا نهاية له، وعندما وصلت عائلته، كانت الصدمة لا توصف، وقف والده المدعو (خالد ا. ا. ع)، عاجزًا، يرى جثمان ابنه يُنتشل من المياه.
كان الشاب الذي رآه ينمو أمام عينيه، وقد تحول جسده إلى جسد بارد لا حياة فيه. أما شقيقه محمد، فقد بكى بشدة، غير قادر على تصديق ما حدث، كان عمرو بالنسبة لهم أكثر من مجرد شاب؛ كان الأمل والحلم والفرحة الصغيرة في حياتهم.
أفادت العائلة، التي كانت تعيش ببساطة، أن عمرو لم يكن يجيد السباحة، وأنه كان فقط يبحث عن لحظة هروب من الواقع، ولم يوجهوا اتهامات لأحد، لكن الألم الذي خلف رحيله كان أقوى من الكلمات.
وبحسب تقرير مفتش الصحة، كان السبب الواضح للوفاة "إسفكسيا الغرق"، لكن السبب الحقيقي كان أبعد من ذلك بكثير؛ كان القدر الذي لا يرحم، والحياة التي تتلاشى في لحظة.
تفاصيل الواقعة
وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة المنشاة، يفيد بغرق شاب في ترعة الإبراهيمية دائرة المركز، وبالفحص تبيّن عدم وجود إصابات ظاهرية على الجثمان.
وأفاد والد المتوفي المدعو "خالد ا. ا. ع"، البالغ من العمر 54 عامًا، وشقيقه "محمد خ. ا. ا"، البالغ من العمر 20 عامًا، بأن الشاب غرق نتيجة جرف التيار له أثناء استحمامه في الترعة؛ بسبب عدم إجادته السباحة، ونفيا وجود شبهة جنائية في الحادث.
وبحسب تقرير مفتش الصحة، فقد أُرجعت سبب الوفاة إلى "إسفكسيا الغرق"، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة لتتولى التحقيقات.
