قال لياو ليتشيانغ، سفير الصين بالقاهرة، إن قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي تعد القمة الرابعة في تاريخ منتدى التعاون الصيني الأفريقي بعد قمة بكين 2006، وقمة جوهانسبرج 2015، وقمة بكين 2018، كما أنها أكبر فعالية دبلوماسية أقامتها الصين خلال السنوات الأخيرة بحضور أكبر عدد من القادة الأجانب.
جاء ذلك خلال مؤتمر الإحاطة الخاص بالقمة الصينية الأفريقية "منتدى التعاون الصيني الأفريقي".
وأوضح السفر الصيني أنه خلال القمة، التزم الجانبان الصيني والأفريقي بشعار "العمل معا لدفع التحديث والتعاون في بناء المجتمع الصيني الأفريقي رفيع المستوى للمستقبل المشترك"، واستعرضا مسيرة الصداقة الصينية الأفريقية، وأشادا بالتقدم المحرز في تنفيذ نتائج المنتدى، وتوصلا إلى توافق سياسي واضح بشأن تعزيز التعاون الشامل بين الصين وأفريقيا.
وأكد أن الصين على استعداد للعمل مع الجانب الأفريقي وعمل الشراكة للازدهار التجاري، حيث تم الإعلان عن توسيع انفتاح السوق بشكل أحادي الجانب، ومنح جميع الدول الأفريقية الأقل نموا التي لها العلاقات الدبلوماسية مع الصين معاملة صفر التعريفة الجمركية على 100% من المنتجات الخاضعة للضريبة المستوردة منها، وجعل السوق الصينية الضخمة فرصة واعدة لأفريقيا.
من جانبه، قال محمد جابر أبو الوفا، نائب مساعد وزير الخارجية للمنظمات والتجمعات الأفريقية، إن مصر تؤمن بأن التعاون الصيني الأفريقي فى اطار "الفوكاك" يشكل نموذجاً للتعاون الدولي القائم على المساواة والشراكة والمصالح المشتركة، كما يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العديد من البلدان الأفريقية.
وأوضح نائب مساعد وزير الخارجية للمنظمات والتجمعات الأفريقية، خلال مؤتمر الإحاطة الخاص بالقمة الصينية الأفريقية "منتدى التعاون الصيني الأفريقي"، إن انخراط مصر الفاعل والنشطّ في الفوكاك هو نتيجة لإدراك راسخ بأن الجانب الصيني بما له من مصداقية لدى القارة يتفهم خصوصية السياق الأفريقي وطبيعة التحديات التي تواجه القارة.
وقال: “وفى هذا الإطار؛ نجدد إلتزامنا بالعمل مع الصين والأشقاء الأفارقة لتعزيز هذا التعاون وتحقيق المزيد من الإنجازات المشتركة، كما أًشيد بجميع أشكال الدعم الصيني لقارتنا، ونتابع باهتمام ما تم تنفيذه منها من مبادرات وتعهدات ومشروعات وبرامج ملموسة تساهم في التخفيف عن كاهل الشعوب الأفريقية”.
وأكد أبو الوفا الدورة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي "فوكاك" والتى عقدت فى بكين خلال الفترة من 4-6 سبتمبر الجارى، جعءت تحت عنوان "التكاتف من أجل دفع عمليات التحديث وبناء مجتمع صيني - أفريقي رفيع المستوى ذي مستقبل مُشترك"، والمشاركة الأفريقية رفيعة المستوى فيها، لتدشن فصلاً جديداً فى مسار التعاون الصينى الأفريقى تحت مظلة "فوكاك"، ولتؤكد نجاح المنتدى كأبرز الآليات المؤسسية لتعزيز الشراكة بين الجانبين.
وفى هذا الاطار، فقد جاءت مشاركة الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن رئيس الجمهورية فى هذه القمة، حيث شارك فى فعالياتها، لا سيما فى الجلسة الافتتاحية، والجلسة رفيعة المستوى تحت عنوان "التحول الصناعى وتحديث الزراعة والتنمية الخضراء"، والمؤتمر الثامن لرواد الأعمال الصينيين والافارقة، فضلاً عن مقابلات ثنائية عديدة له سواء على الصعيد الرسمى أو على صعيد رؤساء وممثلي الشركات الصينية الكبرى، فضلاً عما شهده خلال الزيارة من توقيع لعدد من مذكرات التفاهم مع شركات صينية للتعاون في عدة مجالات.
ولفت إلى تأكيد مصر فى هذا الإطار دعمها لتفعيل مخرجات الفوكاك، لا سيما إعلان بكين وخطة عمل بكين 2025-2027 كونهما يتضمنان الرؤى والخطط المشتركة لتعزيز التعاون الصيني الأفريقي في عدة مجالات لعل أبرزها: الحداثة والحوكمة والحد من الفقر ودعم التصنيع والطاقة والتجارة وتسريع التحديث الزراعي والصناعى في أفريقيا، وكذا تعزيز التعاون فى مجالات التنمية والتجارة والاستثمار وتمويل خطط التنمية وتخفيف أعباء الديون ومشروعات البنية التحتية في القارة الأفريقية، فضلاً عن مجالات السلم والأمن والتعليم والثقافة وغيرها، وبما يساعد على دفع جهود تحقيق التنمية الشاملة في أفريقيا.
وقال إن مصر عازمة على استمرار التعاون والتنسيق المشترك مع الصين وأشقائنا في الدول الأفريقية من أجل تنفيذ مخرجات قمة الفوكاك، وبما يسهم في الارتقاء بمستوى العلاقات الصينية الأفريقية وتلبية تطلعات الشعوب الأفريقية نحو تحقيق التنمية والازدهار والسلام والاستقرار.
وأضاف أن مصر تتطلع إلى التعاون مع جمهورية الصين الشعبية لتنفيذ مخرجات قمة الفوكاك الأخيرة سواء فى الإطار الثنائى من خلال تفعيل ما تضمنه إعلان بكين وخطة عمل بكين من مجالات تعاون ومشروعات ومبادرات فى العديد من المجالات، والتى تتسق كذلك مع ما تضمنه البيان المشترك بين مصر والصين بشأن تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، والذى صدر فى مايو 2024 خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لبكين، وكذا فى الإطار القارى، من خلال تفعيل ما تضمنه إعلان بكين حول التعاون مع الصين، لا سيما فى المجالات ذات الأولوية التى حددتها الخطة العشرية الثانية لتنفيذ أجندة 2063، وضعاً فى الاعتبار رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الافريقي للتنمية - النيباد، الذراع التنفيذي التنموي للاتحاد الأفريقي، وسعى مصر لتوظيف فترة رئاستها لتسريع وتيرة تنفيذ الأهداف التنموية للاتحاد الأفريقي المتضمنة في أجندة 2063، خاصةفيما يتعلق بتطوير نظام للربط القاري في مجال البنية التحتية لتسهيل التجارة والتبادلات تحت مظلة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، مثل مشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط VIC MED، والذي يتولى الرئيس ريادته في إطار البرنامج الرئاسي لريادة البنية التحتية الأفريقي PICI.