واصل طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، غاراته على جنوب لبنان، في تصعيد خطير ينذر باتساع المواجهات إلى حرب واسعة مع حزب الله، الذي أطلق من جانبه عشرات الصواريخ على إسرائيل الأمر الذي أدى إلى تدمير بعض البيوت ووقوع بعض الإصابات.
ومع ارتفاع أعداد الضحايا في الغارة الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية التي استهدفت قائد "قوة الرضوان" في "حزب الله" إبراهيم عقيل و15 قيادياً وعنصراً في هيئة أركانها، وكذلك الأحزمة النارية الكثيفة التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على مناطق واسعة في الجنوب، أفيد عن رشقة صاروخية كبيرة في اتجاه حيفا حيث دوت صفارات الإنذار في مدينة الناصرة للمرة الأولى منذ 8 أكتوبر.
واستهدف الحزب "قاعدة رامات دافيد ومطارها بعشرات الصواريخ من نوع "فادي 1" و"فادي 2"، ردا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت المناطق اللبنانية المختلفة والتي أدت إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين".
إطلاق نحو 150 قذيفة وصواريخ كروز ومسيرات
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، إن رصد إطلاق حزب الله نحو 150 قذيفة صاروخية وصواريخ كروز ومسيرات باتجاه مستوطنات الشمال خلال الليل والصباح.
وأفادت صحيفة "معاريف" العبرية، صباح اليوم الأحد، بتضرر 12 منزلا واحتراق سيارات وسقوط أشجار في مستوطنة كريات بياليك قرب حيفا جراء قصف حزب الله على إسرائيل.
وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أنه سقط بصواريخ حزب الله جرحى في الكيان رغم انطلاق صفارات الإنذار ورغم اختباء المستوطنين في المخابئ.
وأصيب 5 بشظايا صواريخ حزب الله في بلدة كريات بيالك ومناطق في الجليل شمال الأراضي المحتلة.
كما أمرت السلطات الإسرائيلية بإغلاق كل المدارس في شمال الاحتلال عقب صواريخ حزب الله.
وأمر الجيش الإسرائيلي بغلق المدارس بالجولان والجليل ومنطقة حيفا والوديان الشمالية حتى جنوب بيت شان التي تبعد 63 كيلومترا عن حدود لبنان، وفق ما ذكرت وسائل إعلام عبرية.
وحظر الجيش الصهيوني تجمع أكثر من 10 أشخاص بالهواء الطلق و100 في الأماكن المغلقة شمال الاحتلال.
وأعلن حزب الله أنه قصف مُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا.
وقال حزب الله في بيان إنه "يعتبر هذا القصف ردا أوليا على تفجيرات البيجر وأجهزة اللاسلكي يومي الثلاثاء والأربعاء".
أكثر من 60 غارة على جنوب لبنان
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية، بأن الاحتلال الإسرائيلي شن أكثر من 60 غارة إسرائيلية على جنوب لبنان منذ صباح اليوم، الأحد.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت عشرات الأهداف في عدة مناطق جنوب لبنان شملت منصات لإطلاق قذائف ومباني عسكرية لحزب الله، على حد زعمه.
وأضاف أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي استهدفت عشرات الأهداف شملت منصات إطلاق قذائف ومبان عسكرية لحزب الله في عدة مناطق بجنوب لبنان صباح اليوم.
نتنياهو يهدد
وعلق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، على الوضع المتصاعد، وأكد أن تل أبيب وجهت خلال الأيام الماضية سلسلة ضربات لحزب الله لم يكن يتخيلها، مشيرًا إلى أنها لن تتسامح مع إطلاق النار ضدها.
وقال نتنياهو في كلمة له، اليوم الأحد: “إذا لم يفهم حزب الله الرسالة فأعدكم أنه سيفهمها”، معربًا عن عزم إسرائيل على إعادة سكانها في الشمال إلى منازلهم بأمان.
وأضاف: "لن نتسامح مع أي إطلاق نار ضدنا وسنفعل كل ما هو ضروري لاستعادة الأمن".
جالانت: حزب الله بدأ يستشعر بعض قدراتنا
بدوره، أشار وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف جالانت، إلى الهجمات التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الأخيرة في لبنان، والتي تضمنت الهجوم الذي تم فيه اغتيال كبار أعضاء قوة رضوان ورئيس عمليات حزب الله إبراهيم عقيل.
وقال جالانت، خلال جولة في خلايا السيطرة والهجوم في سلاح الجو: "لقد جئت لأرى عن كثب أنشطة القوات الجوية - وكانت النتيجة مثيرة للإعجاب للغاية، سواء في الدفاع أو الهجوم، على جميع المستويات".
وأضاف: "لقد بدأ حزب الله يشعر ببعض قدرات الجيش الإسرائيلي، ونحن نرى النتائج".
وبحسب قول جالانت، فإن "هذه التحركات ستستمر حتى نصل إلى وضع نعيد فيه سكان الشمال إلى منازلهم بأمان - هذا هو الهدف، وهذه هي المهمة، وسنفعل كل ما هو ضروري لتحقيق ذلك".
كارثة وشيكة
وأكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، أنه لا يوجد حل عسكري من شأنه أن يجعل لبنان وإسرائيل أكثر أمانًا مع اقتراب المنطقة من كارثة وشيكة.
وقالت بلاسخارت عبر منصة "إكس": "مع اقتراب المنطقة من حافة كارثة وشيكة، لا نبالغ في التأكيد على أنه لا يوجد حل عسكري من شأنه أن يجعل أي من الجانبين أكثر أمانًا".