EN
عانى الكاتب رفقي بدوي الذي وافته المنية صباح اليوم، خلال مسيرته آلام الوحدة، بجانب آلام المرض، بعد بتر قدميه مطلع شبابه تحت عجلات الترام فأصبح طريقه للإبداع مفروشا بالآلام.
لاعب كرة قدم.. حلم رفقي بدوي
من صغر رفقي بدوي، وهو يحلم بأن يصبح نجما ولاعبا لكرة القدم، إلا أن القدر حال بينه وبين حلمه، بسبب أزمته الصحية، إذ فجأة وجد نفسه يمشى على ساقين صناعيين، ولم يعد أمامه إلا القراءة تسرى عن آلامه وحيرته، وتحول حلمه من القدم إلى الرأس، فقرأ خمسمائة كتاب فى خمس سنوات بين الأدب والتاريخ والفلسفة، منها كل أعمال دوستويفسكى وتشيخوف وكازانتزاكيس.
كتب رفقي بدوي، أول قصة قصيرة وهو فى الصف الثالث الثانوي، كتبها بأسلوب متفرد ، لتتوالى بعد ذلك أعماله ومنها «هرمونيا الحزن» و«العبقرية»، وغيرها من الأعمال التي أثرى بها المكتبة العربية، وصنف اتحاد الكتاب العرب روايته «أنا ونورا وماعت» ضمن أهم مائة رواية عربية، كما حاز شهادة تقدير من الرئيس الراحل أنور السادات لدوره فى مجال القصة عام 1979، وحصل على جائزة التميز من اتحاد كتاب مصر عام 2013.
لم يكن اسم رفقي بدوي يتردد كثيرًا في الساحة الثقافية والأدبية، نظرا لأنه لم يكن متواجدًا فى أى من المحافل الثقافية والإبداعية، ولا يكاد يعرفه أحد من الأجيال الجديدة، كأنه سقط من الذاكرة كما سقط تحت عجلات الترام، ويعود ذلك لظروفه الصحية والمرضية التي أصابته مطلع شبابه، ومن حينها فضل الإنزواء عن أضواء الثقافة الشحيحة.
الحزن عند رفقي بدوي
اتخذ رفقي بدوي الحزن رفقيًا له معتبره محزفا للكتابة، وعلق على ذلك في حوار نادر له قائلا: «الحزن كان ثالث محفزات الكتابة.. فقد كان الحزن كثيفا، فكانت الكتابة من دواة ذاتي، ناقشت الحروف فتشكلت قصصا قصيرة بعد نكسة 67، وقامت الكتابة بإعادة صياغتى بعد بتر قدمي، وتحول الحلم من القدم للرأس للقصة».
نعي رفقي بدوي
نعت النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر الروائي رفقي بدوي الذي وافته المنية صباح اليوم بعد صراع مع المرض قائلة: «يتقدم علاء عبد الهادي باسمه وباسم مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر بخالص العزاء في وفاة الزميل المكرم وعضو مجلس إدارة النقابة السابق رفقي بدوي، تغمده الله برحمته وعفوه، وأسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون».
بالتزامن مع ذلك، نعي الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد الراحل رفقي بدوي من خلال صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وكتب: «ياالهي..ألف رحمة لك يارفقي يا صديق أيام الامل وكاتبنا الجميل. لك الجنة يارب وخالص العزاء للأدب والثقافة والعائلة وكل الأحباء».
