بجملة مانعيش فيه من أزمات وتغييرات شاهدت فنانة أو ممثلة تتحدث بانفعال وثقة شديدة عن حملة جديدة تتزعمها هى وكل من يقتنع بكلامها وتطلب من المتابعين لها ان يفعلوا هاشتاج " مش عاوزة أبقى أم ".. حديث الفنانة تركز حول جيلها الذى يرفض ان يسير على نهج الآباء العاديين من تزوج وأنجب وواصل حياته راضيا بما قسمه الله، وقالت وهى تضع ساقا على الأخرى وتخرج مقاطع صوتية تقول من خلالها أنها خريجة كليات أجنبية وأنها مرفهة وتعيش عيشة فاخرة فقالت بعامية شعبية تناقض ماحاولت ان توصله لنا سابقا " أنا وجيلى ايه اللى يخليه يتحمل مسئولية إنجاب أطفال وأننا نعيش عمرنا كله مربوطين فى ساقية اننا نلبى طلبات ومطالب عيال المفروض انهم ولادنا واحنا مسئولين عنهم ".
واستطردت وقالت بعنف أظهرته ملامحها وتقاسيم وجهها الجميل وعيناها الزرقاوان قالت" يا جماعة احنا بنعيش مرة واحدة ، يبأه ايه اللى يخلينا نعيش عشان غيرنا مش عشان نفسنا ؟"
وطوال حوار وتصريحات كثيرة وطويلة نشرتها هذه الفنانة التى لا أعرف اسمها ولكنى أذكر لها مسلسل كانت تقوم به بدور أخت ليشع اليهودى فى مسلسل كان يحمل اسم " ربع كيلو مشكل " فى حوارها حاولت بكل الالفاظ والطرق وربما بحلف أغلط الايمان أن ما تقوله لا بد أن يجد مؤيديه لأنه هو الصواب والحق، الأزمة ليست فيما قالته أخت ليشع ولكنها تكمن فى ماذا بعد ماقالته فقد وجدت فتيات وفتيان بل وكبار أيضا يتبنون ماقالته ويفعلوا مايعرف حاليا بالهاشتاج " مش عاوزه أبأه أم ".
الغريب عندما تصفحت ماكتبوه وتركوه كتعليق على الهاشتاج يجعلك تخاف وترتعد من تفكير هذا الجيل فقد تأكد لى أننا فى أزمة حقيقية وأن بلادنا وربما منطقتنا كلها قد تم غزوها بفكر غربى سام بترويج سفه أغانى المهرجانات وفرض ذوق هابط على مجتمعاتنا ، وأعقبه كذلك أنواع متعددة من اللبس وتسريحة الشعر اقتنع بها هذا الجيل المأسوف على قيمه ، بل أن هذه الطريقة فى اللبس وتسريحة الشعر أصبح مسلم بها وصارت جزءا لا يتجزأ من موروث حديث يسمونه " الموضة أو المودرن لوك ".
ناهيك عن المظهر ولنتحدث عن الجوهر وللأسف ستجد شريحة كبيرة من هذا الجيل هشة التفكير مهتزة المبادئ مخترقة القيم وغير واعية لما يريده منها الاحتلال الثقافى العربى الجديد، هذه الشريحة مقتنعة بالمساكنة وتدافع عنها وتصفها بأسلوب حضارى لاختيار النصف الآخر، ولا ترى أنها زنا من نوع جديد وبطريقة أخرى ملتوية متحاملة على ماشرعه الله وسنه نبيه صلوات الله عليه وسلامه، هذه الشريحة المأسوف عليها تسابق الزمن فى اللحاق بركب الهلاك القيمى والانهيار الأخلاقى الذى وضع له الغرب خططه وتمويلاته وجند من أجله جنوده من فنانين ومغنيين وأصحاب فكر حر ومرتزقة وغيرهم ممن انسلخوا عن وطنهم منذ زمن وأصلحوا يمثلون قنابل موقوتة فى هدم المجتمع، الوضع كما قلت فى البداية مخيف ومقلق ويتطلب استراتيجية ممنهجة تواجه بها الدولة بكافة جهاتها المعنية ورموز الفكر وأهل الرأى والحكمة تواجه هذه الهجمة الشرسة والخطط السوداء وخفافيش الظلام.