تصدرت الفنانة تحية كاريوكا تريند جوجل بسبب ذكرى وفاتها أمس وهى الفنانة التى قدمت عديد من الأعمال الفنية التى تظل علامة فى تاريخ الفن المصرى والعربي.
وقد أثارت غادة عبد الرازق حالة من الجدل الواسع فى الأيام الماضية بسبب إعلان تقديمها أحد أفلام تحية كاريوكا وهو فيلم “شباب إمرأة” وهو الأمر الذى سبب حالة تفاعل كبير بين مؤيد ومعارض لهذا الأمر.
وتطوعت تحية كاريوكا فى الهلال الأحمر خلال حرب فلسطين، وقالت: «علمت أن لنا جرحى يعودون من ميادين القتال، وهم فى حاجة إلى الرعاية، وقد ذهبت إلى التطوع للهلال الأحمر»، وكان لـ تحية كاريوكا، دورًا فى العدوان الثلاثى سنة 1956، فقد كان العدوان حينها يصيب المدن والمدنيين، وكانت الهجمات العسكرية على الإسماعيلية مسقط رأس تحية كاريوكا، وعلى بورسعيد والسويس فى غاية الوحشية، وقد رأت بعينها فى الإسماعيلية عشرات الجرحى، والغريب أنها وجدت ابن شقيقها من بين هؤلاء الجرحى، وعندما سألته عن والده وهو شقيقها قال لها: «لقد استشهد»، حينها لم تبك تحية، بل تمالكت نفسها، وتحجرت الدموع فى عينها، وقالت له جملة لم تنساها تحية طوال عمرها: «البقية فى حياة مصر».
وأثناء هزيمة 1967، كان دورها فنى أكثر، رغم أنها كانت تبكى على كل جريح يسقط، لكنها حولت غضبها إلى أعمال فنية لمواجهة كل أسباب الهزيمة، وقد جسدت تحية بالفعل العديد من المسرحيات السياسية الجريئة من صنع زوجها فايز حلاوة، وخلال السنوات الست بين الهزيمة والنصر كان لتحية دور كبير ومهم فى تعبئة المصريين للنصر.
وعن نصر أكتوبر قالت تحية: «لقد لعبنا مباراة كرة مع إسرائيل، وظللنا نسجل أهداف النصر طوال 11 يوما، وفى اليوم الـ12 نزل فريق ثان مثل سانتوس "الفريق البرازيلى الذى كان يلعب له بيليه فى هذا الوقت"، وساعد فريق إسرائيل، فسجل هدفا، هدفا واحدا قد تضاءل مع تسجيلنا لعشرين هدفا».
فى حرب العبور كانت تحية أكثر فاعلية فى الجبهة الداخلية، هى دائما ما كانت تصف قصص بطولات جنودنا فى المعركة بأنها تتسع لعشرات المجلدات، وقالت: «يكفى إننى لا أدخل عنبرا للجرحى إلا وأسمع توسلات الجنود قائلين: "والنبى يا ست تحية.. الدكاترة هنا بيحبوكى وبيسمعوا كلامك، وصيهم علشان يخرجونا ونرجع نحارب من تانى"».
تحية كاريوكا أخفت أسحلة الفدائيين
ويري الكاتب محمد توفيق، فى كتابه «مذكرات تحية كاريوكا»، أنه تم إغفال الجانب الوطنى فى حياة الفنانة الكبيرة، مشيرًا إلى أنها تحدثت فى مذكراتها، التى نُشرت فى مجلة «الجيل»، عن مساهمتها فى المجهود الحربى، وأسهمت الفنانة الكبيرة فى «حرب فلسطين» عن طريق إخفاء أسلحة لمساعدة الفدائيين، وشاركت فى «قطار الرحمة» لمساعدة المحتاجين والفقراء بعد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢.