صلاة الضحى من النوافل التي حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليها وأوصى بها، ويدل على فضل صلاة الضحى أحاديث نبوية كثيرة، كما أن فوائدها للإنسان عظيمة جدا، وصلاة الضحى تؤدى فيما بين ارتفاع الشمس إلى زوالها، ويقصد بزوال الشمس: أي ميلها عن وسط السماء نحو الغرب.
رويت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على عظم فضل صلاة الضحى ومكانتها، منها ما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنه قال: «أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر».
وروي أيضا عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه- أنه رأى قوما يصلون من الضحى، فقال: « أما لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: صلاة الأوابين حين ترمض الفصال».
ومما يدل على فضل صلاة الضحى ما رواه أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى»، والسلامى هي التعظام والأعضاء في جسم الإنسان، وقوله في الحديث: "ويجزئ عن ذلك"؛ أي يسد عن ذلك ويقوم مقامه أداء ركعتي صلاة الضحى، وفي ذلك فضل عظيم ظاهر لصلاة الضحى.
فوائد صلاة الضحى
عندما يقسم رب العزة بشيء فذلك يدل على فضله وعظمته؛ وقد أقسم الله تعالى بالضحى في سورة الضحى، وهذا يدل على أهمية هذا الوقت من النهار، ولصلاة الضحى العديد من الفوائد، وهي :
1- تسد صلاة الضحى الصدقة عن جميع مفاصل الجسم، فالجسم يحتوي على ثلاثمائة وستون مفصلا وكل مفصل يلزمه صدقة شكرا لله تعالى على هذه النعم، وصلاة الضحى تسد الصدقة عنها جميعا.
2- من صلى اثنتي عشر ركعة من صلاة الضحى فإن الله تعالى يبني له بيتا في الجنة، جاء حديث عن الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا في الجنة»، قال ابن حجر- رحمه الله –في كتابه الفتح: "وهذا الحديث له شواهد يتقوى بها".
3 - نيل أجر الصدقة؛ فقد روي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة؛ فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى».
4 -كفاية الله تعالى للمحافظين على صلاة الضحى: عن أبي الدرداء وأبي ذر، عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- فيما رواه عن الله -عز وجل- أنه قال: «ابن آدم، اركع لي من أول النهار أربع ركعات أكفك آخره».
5 - وصف المحافظين على صلاة الضحى بالأوابين: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: «لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب. قال: وهي صلاة الأوابين».
وقت صلاة الضحى
وقت صلاة الضحى يبدأ بعد ارتفاع الشمس قيد رمح، أي بعد خمس عشرة دقيقة تقريبا، وينتهي قبيل الزوال، وهذا ما نص عليه الحنفية والمالكية والحنابلة والشافعية، وأفضل وقت لأدائها وهو وقت الاستحباب عند علو الشمس واشتداد حرها، ولا خلاف بين الفقهاء في ذلك، واستدلوا بما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: « صلاة الأوابين حين ترمض الفصال»، أي حين تشتد حرارة الشمس، والفصال هي أولاد الإبل، ويعلم من ذلك أن آخر وقتها قبيل الزوال، ويسمى بقائم الظهيرة، وقد قدره بعض العلماء بنحو عشر دقائق قبل دخول وقت صلاة الظهر.
كيفية صلاة الضحى
إذا أراد المسلم أن يصلي صلاة الضحى، فلا بد أن يكون جاهزا حسيا ومعنويا، فيتوضأ ثم يتوجه للمكان الذي سيؤدي فيه الصلاة، ويصلي الضحى بالكيفية الآتية:
1- النية؛ وذلك بأن ينوي أن يصلي الضحى.
2- يكبر تكبيرة الإحرام.
3- يقرأ دعاء الاستفتاح.
4- يقرأ سورة الفاتحة.
5-يقرأ آيات أو سورة قصيرة بعد الفاتحة.
6-يكبر ويركع ويقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم.
7- يرفع من الركوع حتى يستوي قائما، قائلا: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد.
8- يكبر ويسجد ويقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى.
9- يرفع من السجود ويجلس جلسة قصيرة.
10-يسجد سجدة ثانية ويقول في سجوده كما قال في السجود الأول.
11- يرفع من السجود ويصلي باقي الركعات كما صلى الركعة الأولى؛ مع الأخذ بعين الاعتبار الجلوس للتشهد بعد صلاة الركعتين.
12- يجلس للتشهد الأخير، وقراءة التشهد والصلاة الإبراهيمية.
13-يسلم عن يمينه، ويقول أثناء التسليم: السلام عليكم ورحمة الله.
14-يسلم عن شماله، ويقول أثناء التسليم: السلام عليكم ورحمة الله.
حكم صلاة الضحى
صلاة الضحى نافلة مستحبة، وهذا ما اتفق عليه فقهاء المذاهب الأربعة: الشافعية، والحنفية، والمالكية، والحنابلة، واستدلوا على قولهم بما رواه الصحابي أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: « يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى».
عدد ركعات صلاة الضحى
أجمع العلماء على أن أقل صلاة الضحى ركعتان، أما أكثرها فقد اختلفوا فيه؛ فقال بعضهم أكثرها ثمانية، وقال آخرون أكثرها اثنتا عشرة ركعة، وقال فريق لا حد لأكثرها، وفيما يأتي بيان ذلك:
1-ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن أقل صلاة الضحى ركعتان وأكملها ثمانية، لما روي من حديث أم هانىء - رضي الله عنها-: «أنه لما كان عام الفتح أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو بأعلى مكة قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم إلى غسله، فسترت عليه فاطمة ثم أخذ ثوبه فالتحف به، ثم صلى ثمان ركعات سبحة الضحى»؛ فإن زاد على ذلك عامدا عالما بنية الضحى لم ينعقد ما زاد على الثمان، فإن كان ناسيا أو جاهلا انعقد نفلا مطلقا عند الشافعية، والحنابلة.
2-ذهب الحنفية إلى أن أكثرها ستة عشر ركعة وأما إذا زاد على ذلك؛ فإما أن يكون قد نواها كلها بتسليمة واحدة، وفي هذه الحالة يجزئ ما صلاه بنية الضحى وينعقد الزائد نفلا مطلقا، إلا أنه يكره له أن يصلي في نفل النهار زيادة على أربع ركعات بتسليمة واحدة، وإما أن يصليها مفصلة اثنتين اثنتين، أو أربعا، وفي هذه الحالة لا كراهة في الزائد مطلقا.
3- ذهب أبو جعفر الطبري والمليمي والروياني من الشافعية وغيرهم إلى أنه لا حد لأكثرها، وقال العراقي في شرح الترمذي: "لم أر عن أحد من الصحابة والتابعين أنه حصرها في اثنتي عشرة ركعة"، وذهب إليه السيوطي كذلك، وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن أنه سئل: "هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلونها؟ فقال: نعم، كان منهم من يصلي ركعتين، ومنهم من يصلي أربعا، ومنهم من يمد إلى نصف النهار"، وعن إبراهيم النخعي أن رجلا سأل الأسود بن يزيد: "كم أصلي الضحى؟ قال: كما شئت".