يؤدي التدخين إلى إتلاف العمود الفقري عن طريق تقليل تدفق الدم، وتسريع انفتاق القرص، وإعاقة عملية الشفاء، وزيادة الالتهاب، لقد تواصلنا مع خبير صحي أخبرنا أن الإقلاع عن التدخين يعد خطوة أولى أساسية لتجنب آلام الظهر وعلاجها، موضحا أن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يساعد المدخنين على تخفيف آلام الظهر.
يعاني الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم من آلام الظهر، والتي يمكن أن تحدث لأسباب مختلفة بما في ذلك العمر، والوضعية السيئة، وعدم النشاط، والإصابات، لكن هل تعلم أن التدخين هو سبب رئيسي لآلام الظهر؟، وبصرف النظر عن تأثيره على صحة القلب والرئة، فإن التدخين يمكن أن يؤثر سلبًا على ظهرك أيضًا.
كيف يتأثر العمود الفقري بالتدخين؟
يتكون العمود الفقري من الأعصاب والعضلات والأقراص والفقرات، وهو عبارة عن بنية معقدة تدعم وتساعد على حركة الجسم. قال الدكتور أمود مانوتشا، مدير المركز الدولي للألم في نيودلهي، إن التدخين يمكن أن يؤثر على صحة العمود الفقري:
1. انخفاض تدفق الدم إلى العمود الفقري
يؤدي التدخين إلى تضييق الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى العمود الفقري وأجزاء أخرى من الجسم، لكي تظل أقراص العمود الفقري، التي تعمل كوسائد بين الفقرات، سليمة، يجب أن يوفر الدم تدفقًا ثابتًا من العناصر الغذائية والأكسجين، يتم إعاقة هذه التغذية بسبب انخفاض تدفق الدم، مما يجعل الأقراص هشة وضعيفة وأكثر عرضة للانحلال، إن الانزلاق الغضروفي، وهو سبب شائع لآلام الظهر، هو أحد الاضطرابات التي يمكن أن تنجم عن تدهور القرص بمرور الوقت.
2. ضعف شفاء العظام
يعيق نيكوتين السجائر عملية الشفاء الطبيعية للجسم، قد تتباطأ عملية شفاء المدخن بشكل كبير إذا كان يعاني من إصابة في الظهر أو يحتاج إلى جراحة في العمود الفقري المدخنون هم أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل ما بعد جراحة العمود الفقري مثل الالتهابات، وعمليات الدمج غير الناجحة، والألم المزمن، يؤدي التدخين أيضًا إلى إضعاف العظام، مما يزيد من خطر الإصابة بالكسور، وخاصة الكسور الانضغاطية في العمود الفقري.
3. زيادة انحطاط الأقراص
يسرع التدخين عملية الشيخوخة التي تحدث بشكل طبيعي في أقراص العمود الفقري، يحدث انحطاط القرص نتيجة التدهور المبكر للأقراص بسبب المواد الضارة الموجودة في دخان السجائر، وفقا للدراسات فإن المدخنين لديهم خطر أكبر للإصابة بمرض القرص التنكسي، وهو اضطراب تتدهور فيه الأقراص ويؤدي إلى عدم الراحة المستمرة في الظهر، والتصلب، وتقييد الحركة.
4. آلام الظهر والسعال
كثيرًا ما يعاني المدخنون على المدى الطويل من السعال المزمن، مما يزيد من إجهاد عضلات الظهر، يمكن أن تؤدي نوبات السعال المتكررة إلى تفاقم آلام الظهر عن طريق وضع المزيد من الضغط على أقراص العمود الفقري والتسبب في تشنجات الظهر، يؤدي هذا السعال إلى تفاقم الحالة عندما يقترن بمشاكل أخرى مرتبطة بالتدخين مثل ضعف العضلات والوضعية السيئة.
5. ارتفاع الالتهاب
يسبب التدخين التهابًا في العمود الفقري وأجزاء أخرى من الجسم، من المحتمل أن يؤدي الالتهاب إلى تفاقم آلام الظهر الموجودة مسبقًا والتسبب في اضطرابات أكثر خطورة مثل التهاب المفاصل الشوكي، تتعرض دفاعات أجسام المدخنين الفطرية ضد الالتهاب للخطر، مما يبطئ عملية الشفاء بعد أي ألم أو إصابة في الظهر.
هل الإقلاع عن التدخين يمكن أن يقلل من مخاطر آلام الظهر؟
يقول الدكتور عامود، إن إحدى أفضل الاستراتيجيات لتخفيف آلام الظهر وتعزيز صحة العمود الفقري هي التوقف عن التدخين. وهذا يشمل:
- تدفق دم أفضل: عندما يتوقف الشخص عن التدخين، يتحسن تدفق الدم، مما يسهل وصول العناصر الغذائية والأكسجين إلى أقراص العمود الفقري، قد يساعد هذا في تقليل أو إيقاف تدهور القرص.
- تعزيز الشفاء: مقارنة بالمدخنين الحاليين، يتعافي المدخنون السابقون من الجروح والإجراءات بسرعة أكبر، يمكن أن تتحسن صحة العظام تدريجيًا، مما يقلل من فرصة الإصابة بالكسور وآلام الظهر على المدى الطويل.
- تقليل الالتهاب: الإقلاع عن التدخين يقلل من استجابة الجسم للالتهابات، مما يساعد على تخفيف آلام الظهر وغيرها.
- تحسين إدارة الألم: الأفراد الذين يقلعون عن التدخين كثيرًا ما يشعرون بألم مزمن أقل. هم أقل عرضة للتعرض لزيادة حساسية الألم لأن مستويات النيكوتين في الدم أقل.
المصدر: timesnownews