في خضم قضية هزت الرأي العام، ظهرت فتاة تُدعى «خديچة خالد»، متهمة المدعو «صلاح التيجاني» أحد المتصوفين المشاهير بالتحرش وإرسال صور غير لائقة لها.
أثارت خديجة صدمة كبيرة بسبب العلاقة القريبة التي جمعت الشيخ بوالدها الدكتور «خالد بسيم»، وهو جراح المخ والأعصاب الشهير في مستشفى أبو الريش الياباني، وصديق العائلة لسنوات، وقد أشارت خديجة إلى أنها ما زالت تتعالج من آثار الصدمة التي تعرضت لها على مدى 7 سنوات.
فمن هو الطبيب «خالد بسيم» والد خديچة؟
يعد الدكتور «خالد بسيم علي» واحدًا من أهم الأطباء في مجال جراحة المخ والأعصاب للأطفال في مصر، وقد أنقذ حياة العديد من الأطفال بفضل إنجازاته الطبية، وخاصة في علاج الأمراض النادرة والمعقدة، فهو أستاذ بقصر العيني ومدير وحدة جراحة المخ والأعصاب في مستشفى «أبو الريش الياباني»، وهو واحد من أفضل المستشفيات المتخصصة في علاج الأطفال.
علاج مرض الرأس المستطيلة بجراحة "الخوذة الداخلية"
واحدة من أبرز إنجازاته هو ابتكاره لطريقة جديدة لعلاج الأطفال الذين يعانون من "مرض الرأس المستطيلة" (Sagittal Synostosis).
هذا المرض النادر يؤدي إلى تشوه في شكل الرأس نتيجة لاندماج عظام الجمجمة في وقت مبكر من عمر الطفل، مما يؤثر على نمو المخ وقد يؤدي إلى إعاقات ذهنية ودراسية تصل نسبتها إلى 40%.
يُعد هذا المرض من الأمراض التي يصعب على الأطباء اكتشافها نظرًا لندرتها، لكن الأم قد تلاحظ أعراضه بسهولة في الأيام الأولى بعد الولادة.
ابتكر الجراح المصري خالد بسيم تقنية جراحية أطلق عليها "الخوذة الداخلية" لعلاج هذا المرض.
هذه الجراحة تعتبر بسيطة نسبيًا، تستغرق حوالي ساعة أو أكثر، وتتم من خلال جرحين صغيرين دون الحاجة إلى استخدام خوذة خارجية أو شرائح معدنية.
قام الدكتور خالد بسيم بإجراء أكثر من 200 عملية باستخدام هذه التقنية بنجاح تام، وتم نشرها دوليًا واعتمادها في العديد من الجامعات الإقليمية.
ليس فقط مرض الرأس المستطيلة الذي قد يصيب الأطفال، فبحسب الجراحات التي يجريها الطبيب، هنالك تشوهات للجمجمة مثل الرأس المثلثة، الرأس القصيرة، والرأس المنخسفة،
والتي يصعب اكتشافهم في بداية العمر بسبب الجهل بالتوعية بمثل هذه التشوهات والأمراض التي قد يتم اكتشافها متأخرًا ولا يتم إنقاذ الطفل في عمر مبكر، فتؤثر على قدراته العقلية وتبدأ بسببها معاناته طوال حياته.
وقد ابتكر الطبيب المصري العديد من الجراحات التي أنقذت الكثير من الأطفال في مستشفى أبو الريش الجامعي، وساهم بنشرها في مجلات دولية لزيادة التوعية بمثل هذه الأمراض والتشوهات الخلقية.
ابتكار جراحة "كي الحنفية" للأطفال المصابين بمياه على المخ
من بين ابتكارات الدكتور خالد بسيم الأخرى هي تقنية تُعرف باسم "كي الحنفية" لعلاج الأطفال الذين يعانون من تراكم المياه على المخ.
في السابق وحتى اليوم، كانت العلاجات التقليدية تتطلب تركيب صمام في المخ لتصريف المياه الزائدة، لكن الدكتور خالد قدم تقنية بديلة أكثر أمانًا وفعالية ومازالت قيد التجربة.
فمن خلال هذه الجراحة، يتم كي الحنفية (مصدر المياه) لتنظيم تصريفها دون الحاجة إلى الصمام، مما يقلل من المضاعفات المحتملة ويزيد من فرص الشفاء التام.
مساهماته الجراح المصري خالد بسيم الدولية
من خلال أبحاثه المتقدمة وابتكاراته في جراحة المخ والأعصاب للأطفال، نجح الدكتور خالد بسيم في نشر أبحاثه في مجلات طبية دولية، وحقق اعترافًا عالميًا بفضل تقنياته المبتكرة.
تم اعتماد العديد من تقنياته الجراحية في الجامعات والمراكز الطبية حول العالم، حيث قدم العديد من الأوراق العلمية في مؤتمرات طبية عالمية وشارك في تدريب العديد من الأطباء الشباب على استخدام التقنيات الحديثة في علاج الأمراض النادرة.
رغم التحديات التي يواجهها الدكتور خالد بسيم على المستوى الشخصي بسبب القضية التي أثرت على عائلته، لا يمكن إنكار مساهماته الطبية الرائدة. لا يزال يُعتبر من الأطباء المبدعين في مجال جراحة المخ والأعصاب،