قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن التصعيد الإسرائيلي الأخير في لبنان، من خلال استخدام تكنولوجيات سيبرانية معادية، يشكل تصعيداً خطيراً في المواجهة المستمرة مع حزب الله ،موضحا أن إسرائليل تستهدف اغتيال شخصيات بارزة في الحزب، مثل فؤاد شكر، إبراهيم عقيل وهذا يوحي بشعور عميق بالتوتر نتيجة للقدرة الاستخباراتية التي تمكنت من اختراق الحزب وضرب أهداف حساسة.
استهداف منهجي للبشر والبنية التحتية
وأضاف حجازي في تصريحات لـ صدي البلد أن الضغوط التي تُمارس على المحكمة الجنائية الدولية لعدم إصدار أوامر توقيف للمسؤولين عن هذه الأعمال هي في حد ذاتها تُعتبر جريمة،مؤكداً أن ما يجري من استهداف منهجي للبشر والبنية التحتية في لبنان هو شكل من أشكال الإبادة الجماعية.
وأشار إلى أن القصف لا يقتصر على الأرواح البشرية فقط، بل يمتد ليشمل تدمير الطرق والجسور ومرافق أساسية أخرى كما شدد على أن هذا العدوان يتسبب أيضًا في كارثة بيئية، مما يجعله جريمة مزدوجة من الناحية الإنسانية والبيئية.
استفزاز حزب الله
ولفت إلى أن هذا التصعيد يأتي في إطار محاولات اليمين الإسرائيلي، بقيادة حكومة بنيامين نتنياهو، لاستفزاز حزب الله ودفعه نحو مواجهة شاملة،لافتا أن هذه التحركات تأتي بعد سلسلة من الهجمات التي شنتها إسرائيل، مثل قصف السفارة الإيرانية في دمشق واغتيال إسماعيل هنية في طهران.
وتابع حجازي أن إسرائيل تهدف من خلال هذه التصرفات إلى خلق صدام أكبر في المنطقة، حيث تسعى لجر حزب الله إلى مواجهة مباشرة،مشيراً إلى أن الولايات المتحدة، وعلى الرغم من دعمها التقليدي لإسرائيل، تدرك مخاطر هذا التصعيد، خاصة في ظل اقتراب الانتخابات الأمريكية.
كما شدد على أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، يحاول من خلال جولاته الدبلوماسية التأكيد على ضرورة تجنب اندلاع مواجهة كبيرة مع إيران في هذا التوقيت الحساس.
وتوقع أن يكون هناك رد انتقامي من حزب الله على هذه العملية، وهو ما دفع المسؤولين لتحذير الجمهور من احتمال تصعيد كبير في الأيام المقبلة.
ووجه بضرورة الالتزام بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية تحسبًا لأي هجمات أو تطورات ميدانية،ورغم المحاولات الجارية للتوصل إلى تهدئة عبر الوسطاء، إلا أن هذه الجهود لم تؤتِ ثمارها حتى الآن، مما يعزز الشعور بأن المواجهة قد تكون وشيكة، وأن التوترات ستستمر في التصاعد خلال الفترة المقبلة.