محافظة أسوان ، تعتبر من المحافظات ذات الشهرة المحلية والعالمية لما تمتلكه من مقومات عديدة ومتنوعة بشرية وطبيعية ، وفنون متعددة يتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل .
وفى هذا الصدد نستعرض أبرز الفنون التي يشتهر بها العديد من أهالى محافظة أسوان ، وهو الذى يتجسد في فن التحطيب ، حيث أكد الكثير من أهالى قرية " الكوبانية " ، ومن بينهم أبو على محمد بأن التحطيب هو فن وتراث شعبى منتشر بشكل عام بين أبناء القبائل العربية منذ مئات السنين ، ولهذا فعند تنظيم أى فعاليات ترتبط بالتحطيب يتوافد الكثير من أبناء المحافظات المجاورة للمشاركة من سوهاج وقنا والأقصر .
وأوضح بأن منافسات " العصا " التي يرتكز عليها فن التحطيب تعتبر فرصة متميزة للتعارف بين الشعوب، وتبرز المعدن الأصيل لأبناء القبائل العربية ، وهى تعد من العادات والتقاليد التي يحرص الكبار من أهالى القرية على توريثها لأبنائهم حتى لا تندثر ، وما يساهم فى بقاء هذا الفن هو حرص كل جيل من الأجيال ، وحبهم لتوارث هذه اللعبة ، وهذا الفن .
فن التحطيب
فيما أشار أبا زيد بسطاوى بأن فن التحطيب يعتبر من موهبة ، لأن مسك العصا هو في حد ذاته موهبة ، وفن ، لأنه يحتاج إلى إتقان في مسك العصا ، والتعامل مع المنافس للحفاظ على سلامة كل من يقوم بالتعامل مع هذا الفن .
وعن الإحتفال بالتحطيب تبدأ باستقبال الضيوف في عصر هذا اليوم والذين يأتون من شتى أنحاء قرى المحافظة والمحافظات المجاورة لأسوان، بجانب حضور بعض الضيوف أيضاً من محافظات أخرى بعيدة، ولكن معظمهم أشخاص يجيدون لعبة العصا ويستمتعون بمشاهدة هذه المبارزات.
وفى نفس الوقت يتم إعداد وتجهيز ساحة المنافسة ، وتكون بالقرب من الدواوين عادة ويتم تهيئة المكان ونظافته ووضع "الدكك" أو الأريكة المخصصة للجلوس، ويفرشون "الحصيرة" لجلوس الناس عليها ، وتكون الليلة شاملة على عشاء ومشروبات وتواشيح دينية وأذكار ومزمار بلدى، ثم يبيت الضيوف ليتوجهون في الصباح الباكر إلى "الصابية" وهو المكان المخصص لألعاب المرماح .
وبالنسبة للمبارزات فتكون بين أشخاص من نفس المستوى المتقارب والبلاد المختلفة، والجوائز معنوية وأحياناً يتم توزيع شهادات تقدير على الفائزين، وأحياناً يختار اللاعب منافسه لتخليص حقه وسد خسارته السابقة أو لتأكيد جدارته بالفوز عليه.
وأضاف بأن الهدف الرئيسى من لعبة وفن التحطيب هو تأكيد معانى لم الشمل ومد وصال الود وزيارة الأهل والأحباب ، ويتم تبادل الزيارات في الليالى المختلفة.