مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تؤثر على الملايين حول العالم، ويُعتبر من أكثر التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات في العصر الحديث. يرتبط هذا المرض بمجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، ولكن العديد من العادات اليومية الخاطئة التي نقوم بها دون وعي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة به.
وتجنب هذه العادات واعتماد نمط حياة صحي يمكن أن يقلل من فرص الإصابة بالسكري ويحافظ على صحة الجسم. في هذا المقال، سنسلط الضوء على أهم العادات الخاطئة التي يمكن أن تسهم في زيادة خطر الإصابة بالسكري، وفقا لما نشره موقع هيلثي .
1. الإفراط في تناول السكريات والكربوهيدرات البسيطة
من أبرز العادات التي تساهم في رفع خطر الإصابة بالسكري هي الإفراط في تناول السكريات والكربوهيدرات البسيطة. تناول الأطعمة الغنية بالسكر مثل الحلويات والمشروبات الغازية يرفع مستوى السكر في الدم بشكل سريع، مما يؤدي إلى إجهاد البنكرياس لإفراز كميات كبيرة من الأنسولين. مع مرور الوقت، قد يؤدي هذا إلى مقاومة الأنسولين وزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. لذلك، يُفضل تناول الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة والخضروات، والحد من تناول الأطعمة التي تحتوي على السكر المضاف.
2. قلة النشاط البدني
قلة الحركة والنشاط البدني هي واحدة من العوامل الرئيسية التي تسهم في تطور مرض السكري. الأشخاص الذين يتبنون أسلوب حياة خامل، مثل الجلوس لفترات طويلة دون ممارسة التمارين الرياضية، هم أكثر عرضة للإصابة بالسكري.
التمارين الرياضية تلعب دورًا مهمًا في تحسين حساسية الجسم للأنسولين، مما يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم. ممارسة الرياضة بانتظام، مثل المشي أو ركوب الدراجة، لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسكري.
3. الإفراط في تناول الدهون غير الصحية
تناول الدهون غير الصحية، مثل الدهون المشبعة والمتحولة الموجودة في الأطعمة المقلية والوجبات السريعة، يزيد من خطر السمنة ويؤثر سلبًا على مستويات الأنسولين في الجسم. الدهون المشبعة تعمل على تقليل حساسية الجسم للأنسولين، مما يجعل من الصعب على الجسم تنظيم مستويات السكر في الدم. من الأفضل اختيار الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات والأفوكادو، التي تدعم صحة القلب وتساعد على تنظيم مستويات السكر.
4. تجاهل وجبة الإفطار
إهمال وجبة الإفطار يعتبر من العادات الخاطئة التي قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم لاحقًا خلال اليوم. الأشخاص الذين يتخطون وجبة الإفطار يميلون إلى تناول كميات أكبر من الطعام في وقت لاحق، مما يؤدي إلى تقلبات كبيرة في مستويات السكر في الدم. تناول وجبة إفطار متوازنة تحتوي على البروتينات والألياف والكربوهيدرات المعقدة يساعد في الحفاظ على استقرار مستويات السكر طوال اليوم.
5. قلة النوم أو النوم غير المنتظم
النوم يلعب دورًا كبيرًا في صحة الجسم بشكل عام، وقلة النوم أو النوم غير المنتظم يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على قدرة الجسم في تنظيم مستويات السكر في الدم. قلة النوم تؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم ومقاومة الأنسولين. لذلك، يجب الحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد كل ليلة (7-8 ساعات) للحفاظ على توازن الجسم وصحة البنكرياس.
6. الإجهاد المستمر
الإجهاد المزمن يمكن أن يكون له تأثير مباشر على مستويات السكر في الدم. عندما يتعرض الجسم للإجهاد، يفرز هرمونات مثل الكورتيزول التي تزيد من مستوى السكر في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكري. يمكن أن يؤدي الإجهاد أيضًا إلى سلوكيات غير صحية مثل الإفراط في تناول الطعام أو تجاهل ممارسة الرياضة. ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل يمكن أن تساعد في تقليل مستويات التوتر وتحسين صحة الجسم بشكل عام.
7. التدخين
التدخين ليس فقط مرتبطًا بأمراض القلب والرئة، بل يلعب أيضًا دورًا كبيرًا في زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. التدخين يؤثر على قدرة الجسم على الاستجابة للأنسولين، ويزيد من الالتهابات في الجسم، مما يسهم في تطوير مرض السكري. الإقلاع عن التدخين هو أحد أفضل الخطوات التي يمكن أن يتخذها أي شخص للحفاظ على صحته وتقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السكري.
في النهاية، الحفاظ على الصحة يبدأ بتبني عادات يومية صحيحة ومتوازنة. التوعية بأخطار بعض العادات الخاطئة وتجنبها يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكري ويحسن نوعية الحياة بشكل عام. من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، يمكن للجميع الحفاظ على صحتهم والحد من احتمالية الإصابة بالسكري.