تتخذ الدولة المصرية، خطوات كبيرة وملموسة على أرض الواقع في سبيل التحول للطاقة الخضراء والنظيفة، في ظل ما تملكه من إمكانيات هائلة تؤهلها لأن تصبح رائدة في ذلك.
عاصمة العالم للطاقة الشمسية
وتشير أحدث الأرقام التي نشرتها هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة في مصر (NREA) إلى أن مساهمة الطاقة الشمسية من حجم توليد الطاقة في مصر حاليًا، يمثل 2%.
وتهدف الحكومة زيادته إلى 22% بحلول عام 2030.
وقدرت أن ذلك سيحتاج إلى 31 جيجاوات من الطاقة الشمسية، مقارنة بـ 1.77 جيجاوات حاليًا، مما يشكل هدفًا طموحًا للغاية.
وتشير أرقام هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة إلى أنه بحلول نهاية عام 2023، بلغت قدرة الطاقة الشمسية في بنبان 1.5 جيجاوات، و26 ميجاوات في كوم أمبو، وكلاهما يقعان بالقرب من أسوان.
بالإضافة إلى 50 ميجاوات في مشروع الزعفرانة المشترك بين شركتي Belectric وCCC على ساحل البحر الأحمر.
كما كانت هناك قدرة 97 ميجاوات من الطاقة الشمسية على الأسطح و30 ميجاوات من الأنظمة الشمسية المستقلة، بينما اشتملت الـ102 ميجاوات المتبقية على منشآت تجارية وصناعية (C&I) وأنظمة أخرى أصغر.
وتحتل مصر حاليا المركز الـ4 عالميا من حيث أكبر محطات بالعالم لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والتى توجد في أسوان وتحديدا بمنطقة بنبان بقدرة 2000 ميجا وات والتى تم إنشائها بالتعاون بين وزارة الكهرباء والقطاع الخاص، و ذلك بين الدول التى تضم أكبر محطات شمسية حيث تحتل الهند المركز اﻷول ويليها الصين ثم محطة أخرى بالهند.
ولهذه اﻷسباب يحتل مجمع بنبان للطاقة الشمسية المركز الـ4 عالمياً؛ حيث يضم الموقع 32 محطة شمسية لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتبلغ قدرة كل محطة 50 ميجا وات، كما تم إنشاء محطات المحولات من النوع المعزولة بالغاز gis بالكامل لأول مرة في مصر، ويعد رابع أكبر تجمع لمحطات طاقة شمسية بنظام الخلايا الفولطية بدون تخزين علي مستوي العالم، وحصل على جائزة التميز الحكومي العربية في دورتها الأولى كأفضل مشروع تطوير بنية تحتية.
وأطلق على مجمع بنبان الشمسي "عاصمة العالم للطاقة الشمسية"، وتخطط وزارة الكهرباء حاليا للتوسع في المشروع ليصل إجمالي القدرات المولدة منه إلى 2000 ميجا وات ليصبح أكبر قدرات بالعالم.
وتعد محطتا أبيدوس 1و2 للطاقة الشمسية في كوم أمبو في أسوان واحدة من أبرز مشروعات الطاقة المتجددة في مصر، ضمن المشروع القومي شموس النوبة والتي تساهم بشكل كبير في تعزيز استخدام الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ومحطتا أبيدوس 1و2 للطاقة الشمسية هما جزء من استثمارات شركة “إيميا باور” الإماراتية في مصر، وتقعان في منطقة كوم أمبو بمحافظة أسوان.
وأبيدوس1: تبلغ القدرة الإنتاجية للمحطة حوالي 560 ميجاوات. وتم إضافة نظم تخزين الطاقة بالبطاريات بقدرة 300 ميجاوات لتحسين كفاءة المحطة واستمرارية الإمداد بالطاقة.
أبيدوس2: تعتبر المحطة من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في إفريقيا، بقدرة إنتاجية تصل إلى 500 ميجاوات وتتضمن المحطة أيضًا نظم تخزين الطاقة بالبطاريات بقدرة 600 ميجاوات، مما يعزز من استقرار الشبكة الكهربائية ويقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وتساهم هاتان المحطتان في توفير طاقة نظيفة ومتجددة بقدرة 1000 ميجا وات تلبي احتياجات أكثر من 769 ألف منزل، وتساعدان في تقليل انبعاثات الكربون بما يزيد عن 2.3 مليون طن سنويًا.
كما توفران فرص عمل للمجتمع المحلي، مما يعزز من التنمية الاقتصادية في المنطقة.
وتعد محطة أبيدوس جزءًا من استثمارات شركة “إيميا باور” الإماراتية، التابعة لمجموعة النويس للاستثمار. وتتجاوز قيمة الاستثمارات في هذا المشروع مليار و200 مليون دولار، مما يعكس التعاون الوثيق بين مصر والإمارات في مجال الطاقة المتجددة.
وستشهد محطة أبيدوس1 للطاقة الشمسية بكوم امبو في أسوان بقدرة 560 ميجا وات الدخول لمرحلة التشغيل التجارى فى 27 سبتمبر الجاري ، لتبدا تجارب التشغيل خلال الأيام القليلة المقبلة وفق الجدول الزمني المحدد بثمانية عشر شهرا منذ بدء التنفيذ.
أما محطة فارس للطاقة الشمسية هي واحدة من مشروعات شركة “أكوا باور” السعودية في مصر، وتقع في منطقة كوم أمبو بمحافظة أسوان ضمن المشروع القومي “شموس النوبة”.
وحصلت محطة فارس على شهادة التشغيل التجاري، مما يعني أنها بدأت بالفعل في إنتاج الكهرباء وتزويد الشبكة الوطنية بالطاقة النظيفة. وهذا الإنجاز يعزز من قدرة مصر على تحقيق أهدافها الطموحة في مجال الطاقة المتجددة.
وتبلغ القدرة الإنتاجية لمحطة فارس حوالي 200 ميجاوات، مما يجعلها من المحطات الهامة في تعزيز استخدام الطاقة المتجددة في مصر. وتعتمد المحطة على تكنولوجيا الألواح الشمسية الكهروضوئية (PV) المتقدمة، والتي تساهم في تحويل أشعة الشمس إلى كهرباء بكفاءة عالية.
وتم تنفيذ المشروع بتكلفة استثمارية تبلغ حوالي 168 مليون دولار، مما يعكس التزام شركة “أكوا باور” بتطوير مشروعات الطاقة المتجددة في المنطقة.
وتساهم محطة فارس في تقليل انبعاثات الكربون بشكل كبير، مما يعزز من جهود مصر في مكافحة التغير المناخي.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر المشروع فرص عمل جديدة للمجتمع المحلي، مما يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
الأولى في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية
وفي هذا الصدد قال الدكتور أحمد حجازي المتخصص والباحث في شؤون الطاقة المتجددة رئيس جمعية مصر الطاقة الخضراء، إن مصر من الدول المتقدمة للغاية والرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في استخدامات الطاقة الشمسية، ويرجع ذلك لزيادة كمية الإشعاع الشمسي خاصة في منطقة الجنوب، وهذا يجعلها جاذبة للاستثمارات من جميع أنحاء العالم مقارنة مع الدول المحيطة بها، وبالتالي مصر تصنف الأولى في المنطقة في مجال توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.
وأضاف حجازي - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن استخدام الطاقة الشمسية في مصر ظهر بشكل جلياً، حيث استخدامها على النطاق الزراعي، وإنتاج الطاقة من الآبار، وبناء محطات ضخمة مثل محطة بنبان التي تنتج أكثر من 1.6 جيجا وات، وذلك نظراً لأنه تم جذب استثمارات كبيرة للغاية تقدر بحوالي 6 مليارات دولار .
ولفت: أزمة التغيرات المناخية جعلت الدول تلجأ لاستخدام الطاقة الشمسية، حيث إن الدول الصناعية أحدثت فجوة كبيرة للغاية بسبب زيادة الإنباعاثات الحرارية مثل ثاني أكسيد الكربون، والملوثات الحرارية التي أدت لرفع درجة حرارة الأرض، مشيراً الى أن الاحترار الذي نشهده حالياً في جميع دول العالم ناتج عن حرق الوقود الأحفوري.
وتابع: الطاقة الشمسية لها استخدامات كثيرة حيث الاستخدام الحراري عن طريق تسخين المياه لإنتاج مياه ساخنة وذلك لتوافر السخانات والتي من خلالها يمكننا توفير 80% من استخدام الكهرباء و الاستخدام الكهربائي حيث يتم إنتاج الكهرباء من أشعة الشمس مباشرة عن طريق الخلايا الشمسية، لافتاً إلى أن مد الكهرباء للمنازل متواجد بالقرى السياحية الموجودة بمرسى علم والمناطق الساحلية البعيدة عن شبكة الكهرباء والمناطق التي لها نشاط صناعي وبترولي وتعديني.