قدمت جمعية رواد بيت ثقافة منفلوط، الخميس، العرض المسرحي "الليلة قصة ماكبث"، على مسرح السامر بالعجوزة، ضمن فعاليات مهرجان مسرح الهواة في دورته العشرين، والتي تحمل اسم الفنان الراحل زكريا الحجاوي، ويقام المهرجان برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.
العرض عن نص الكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير، إعداد محمد دسوقي قبيصي، موسيقى وإخراج أحمد ثابت الشريف، وتدور أحداثه حول البطل "ماكبث" المحارب الشجاع، الذي يغرى بالسلطة بعد لقائه بساحرات يتنبأن له بأنه سيصبح ملكًا، ويعيش ماكبث في صراعات داخلية بعد قيامه باغتيال الملك لتحقيق النبوءة، ويتبع ذلك عواقب وخيمة، تصل إلى الشك والجنون، مما يؤثر على علاقته بكل من حوله، حتى زوجته.
"الليلة قصة ماكبث" أداء: وى كامل، ماجد نظمي، إسلام أحمد، إسلام عبد العواض، مصطفى أحمد، نادين محمد، ماريان حازم، كيرلس هاني، هاني عادل، إنجي أيمن، ضحى خالد، حسناء أحمد، سلمى أشرف، مريم شحاتة، روجينا شحاتة، هدير محمد، عبد الرحمن حسن، محمد محمود، عبد الجواد محمود، صوتيات عبد الهادي نايل، ديكور وملابس وإضاءة هاني محمد.
تقول وى كامل، بطلة العرض: فكرت في تقديم رؤية جديدة لشخصية ليدي مكبث لتبدو رائعة، وذلك لإظهار عمقها وتعقيد مشاعرها، وجاء ذلك من خلال إبراز لحظات الندم والتوتر الداخلي، مما أضفى حالة من التعاطف تجاه الشخصية، بدلا من اعتبارها مجرد شريرة.
أوضحت سلمى أشرف أنها تقوم بدور ساحرة وهي شخصية غامضة ومليئة بالتحديات، مشيرة أنها استمتعت بالتنوع في الأدوار، فالشخصية صعبة ولكنها تفتح آفاقا جديدة من الإبداع.
وقال عبد الرحمن حسن بطل العرض، تختلف الشخصية بشكل كبير عن شخصية العمل الأصلي، فتم تغيير دور الملك الشجاع إلى شخصية شريرة وأنانية تسعى وراء السلطة، الأمر الذي يعكس تحولا دراميا كبيرا ويضيف تحديا جديدا لدىّ.
شهد العرض لجنة التحكيم المكونة من الفنانين طارق الدسوقي، د. نبيلة حسن د. وليد الشهاوي سامح مجاهد، ومهندس الديكور فادي فوكيه.
آراء نقدية حول العرض
أعقب العرضين ندوة نقدية شارك بها النقاد د. محمد زعيمة، د. حسام أبو العلا، د.طارق عبد العزيز.
قال "أبو العلا": يمثل العرض خطوة مشرفة، بتقديم طاقات شبابية مميزة من مدينة أسيوط التي تعد من أبرز معاقل المسرح في مصر، ومن الجميل أن نجد مشاركات نسائية قوية وهو ما يمثل قيمة مضافة، خاصو في ظل التقاليد التي قد تكون أحيانا مقيدة لدور المرأة في الفنون.
وأضاف أن الديكور كان على قدر عال من الحرفية، والمخرج وظّف أدواته وطاقة الممثلين بشكل مميز، مما ساهم في تقديم عرض متكامل، وجاءت الملابس مناسبة جدا لعناصر القصة الملكية، وهو تحد كبير في مسرح الهواة.
سلّط د. محمد زعيمة الضوء على التأليف والسرد موضحا أن شكسبير قدم "ماكبث" بطريقة معينة، مشيرا إلى أن الإعداد لم يكن بالأمر السهل أو البسيط، فالقصة تحتوي على خطين أحدهما واقعي والآخر خاص بشخصية ماكبث وتطوراتها.
وأضاف أن الإضاءة جاءت معكوسة، وغير متوافقة مع المشاهد بشكل مثالي، وبدا ذلك واضحا في مشهد الملكة عندما أصيبت بالجنون وكانت ترتدي الزي الأبيض، فتأثير القماش الثقيل قلل من تأثير المشهد بصريا.
وعن الموسيقى أوضح أن الصوت جاء أعلى من أداء الممثلين، مما أثر سلبا على التفاعل، وأشار أن هناك زيادة في قطع الديكور وجاءت بعض الأجزاء موضوعة في غير مكانها الصحيح، مما أثر على فهم المشهد.
من ناحيته تحدث الناقد طارق عبد العزيز، عن أداء الممثلين، مشيرا أن السرعة الزائدة في الإلقاء أدت إلى فقدان بعض الجمل والمعاني المهمة، وهذه السرعة أثرت على التفاعل مع النص وأفقدت الجمهور بعض التفاصيل.
ولكنه رأى أن تصميم ديكور العرض جاء مناسبا للفكرة الجديدة التي حاول الفريق طرحها، مما ساهم في تقديم عرض متماسك وجيد بشكل عام، مشيرا أن هذه الملاحظات تساعد على تحسين الأداء، وتقديم عرض مسرحي قوى خاصة مع بعض التعديلات على الإيقاع والأداء الصوتي.
مهرجان "مسرح الهواة" في دورته الحالية، يترأسه الفنان د. هاني كمال، ويقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، والإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية، برئاسة عبير الرشيدي، ويشارك به هذا الموسم 11 عرضا مسرحيا يستمر تقديمها مجانا للجمهور حتى مساء اليوم الجمعة، ويصدر عنه نشرة يومية، ويقام حفل ختام المهرجان غدا السبت على مسرح السامر بإعلان التوصيات والنتائج.