تتميز العلاقات المصرية الألمانية بمتانة تاريخية واستراتيجية تعكس عمق التعاون بين البلدين في مجالات متعددة، وتعود جذور هذه العلاقات إلى القرن التاسع عشر، حيث شهدت تبادلا ثقافيا وتجاريا متزايدا، حيث قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، اليوم- خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الإدارية، إن ملف الاستثمار والتعاون الإقليمي والدولي شهد تطورات كثيرة.
العلاقات المصرية الألمانية
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن العلاقات المصرية الألمانية تتميز بخصوصية واضحة وتستند إلى أبعاد متنوعة تشمل الجوانب الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وأضاف فهمي- خلال تصريحاته لـ "صدى البلد" أن ألمانيا تسعى جاهدة للانفتاح على القاهرة نظرا لأهمية مصر الكبيرة، حيث تعتبر ألمانيا شريكا تجاريا لمصر، وتحتل المرتبة الرابعة على مستوى العالم، ويعمل في مصر أكثر من 250 شركة ألمانية.
وأشار فهمي، إلى أن مصر توفر فرصًا واعدة للاستثمار، وذلك من خلال قانون الاستثمار وتوجيهات الرئيس السيسي لرئيس الحكومة بفتح مجالات جديدة للاستثمار الأوروبي والعربي والإقليمي، وأوضح أن زيارة الرئيس الألماني الأخيرة للقاهرة تعكس أهمية تعزيز المصالح الاقتصادية وتوفير فرص الاستثمار في مصر، بالإضافة إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين في المستقبل القريب.
ومن جابنه، أضاف مدبولي- خلال المؤتمر الصحفي اليوم: "أرجو من حضراتكم متابعة ما حدث على مدار هذا الأسبوع، حيث شهد زيارة مهمة من رئيس دولة ألمانيا، وهي واحدة من الدول العظمى وأكبر دولة في أوروبا ومن أكبر اقتصاديات العالم، وشهدت الزيارة لقاء مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، واتفاق لتوقيع العديد من المشروعات".
وتابع: "الرئيس الألماني كان معه وفد من كبار الشركات الألمانية، وتحدثوا معنا عن مشروعات مهمة للغاية في قطاعات الصناعة والتنمية بصورة معينة، وهذه الشركات تتجه لوضع خطط تنفيذية لمشروعات كبرى داخل مصر".
أبرز رموز التعاون بين مصر وألمانيا
وواصل: "هذه الشركات زارت واحدة من المحطات المهمة للغاية، وهو مشروع القطار الكهربائي السريع فائق السرعة التي تنفذه معنا شركة سيمنز في الخط الأول، والذي يعتبر رمز من رموز التعاون بين مصر وألمانيا، والشركات المنفذة للمشروع المهم للغاية، الذي أثنى عليه الرئيس الألماني ووصفه بأنّه من أهم المشروعات التي ستسهم في تحديث مصر، شركات مصرية تنقل لها الخبرات وأصبحت قادرة بتنفيذ مثل هذه المشروعات في دول أخرى".
واختتم: "شركات ألمانية كبرى أبدت اهتماما وخططت للتوسع في مشروعات داخل مصر، وشركات تأتي لأول مرة وترغب في الاستثمار بمصر خلال الفترة المقبلة".
واستكمالا لمتانة العلاقات المصرية الألمانية، أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الأربعاء الماضي، ارتفاع حجم الصادرات المصرية إلى ألمانيا، حيث بلغت 463 مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2024، مقارنةً بـ 417 مليون دولار في نفس الفترة من عام 2023. ويعكس هذا ارتفاعًا بنسبة 11%. في المقابل، سجلت الواردات المصرية من ألمانيا 2 مليار دولار في النصف الأول من عام 2024، مقارنةً بـ 1.9 مليار دولار في نفس الفترة من العام السابق، بزيادة نسبتها 5.3%.
وفي سياق العلاقات المصرية الألمانية القوية، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي الأربعاء الماضي، الرئيس الألماني فرانك شتاينماير، الذي بدأ زيارة إلى مصر تستغرق ثلاثة أيام.
وسجل التبادل التجاري بين مصر وألمانيا 2.5 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2024، مقارنةً بـ 2.4 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام 2023، مما يعكس زيادة قدرها 4.2%.
السلع المصدرة من مصر إلى ألمانيا
1- خضر وفواكه: بقيمة 93 مليون دولار.
2-آلات وأجهزة كهربائية وآلية وأجزاؤها: بقيمة 68 مليون دولار.
3-ملابس جاهزة: بقيمة 65 مليون دولار.
4-وقود وزيوت معدنية: بقيمة 50 مليون دولار.
5-حبوب وثمار زيتية: بقيمة 25 مليون دولار.
السلع المستوردة من ألمانيا إلى مصر
1- آلات وأجهزة كهربائية وآلية وأجزاؤها: بقيمة 628 مليون دولار.
2- سيارات وجرارات: بقيمة 464 مليون دولار.
3- منتجات الصيدلة: بقيمة 206 مليون دولار.
4- لدائن ومصنوعاتها: بقيمة 111 مليون دولار.
5- منتجات كيميائية متنوعة: بقيمة 61 مليون دولار.
وبلغت قيمة الاستثمارات الألمانية في مصر 196.4 مليون دولار خلال النصف الأول من العام المالي 2023/2024، مقارنةً بـ 199.6 مليون دولار في نفس الفترة من العام المالي 2022/2023. أما الاستثمارات المصرية في ألمانيا، فقد بلغت 97.9 مليون دولار خلال النصف الأول من العام المالي 2023/2024، مقابل 131.4 مليون دولار في نفس الفترة من العام المالي السابق.
وسجلت تحويلات المصريين العاملين في ألمانيا 129.8 مليون دولار خلال العام المالي 2022/2023، مقارنةً بـ 203.3 مليون دولار في العام المالي 2021/2022، كما سجلت تحويلات الألمان العاملين في مصر 15.2 مليون دولار خلال العام المالي 2022/2023، مقارنةً بـ 9.7 مليون دولار في العام المالي السابق.
وبلغ عدد سكان مصر 106.8 مليون نسمة في سبتمبر 2024، بينما بلغ عدد سكان ألمانيا 83.2 مليون نسمة في نفس الفترة، وفقًا لتقديرات البعثة، بلغ عدد المصريين المتواجدين في ألمانيا 128 ألف مصري حتى نهاية عام 2023.