قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

بعد صلاح الدين التيجاني وصالح أبو خليل.. كيف يواجه الصوفية الشطحات والدخلاء؟

 كيف يواجه الصوفية الشطحات والدخلاء؟
كيف يواجه الصوفية الشطحات والدخلاء؟
×

صلاح الدين التيجاني وصالح أبو خليل؛ اثنين من الشخصيات الصوفية التي تصدرت محركات البحث على مدى يومين خاصة بعد اتهام الأول بالتحرش الإلكتروني بفتاة تدعى خديجة خالد؛ في حين تداول رواد التواصل الاجتماعي للآخر مقطع فيديو يتحدث فيه عن كونه بابًا من أبواب الجنة، فمن يكونا؟، وكيف يواجه المجلس الأعلى للتصوف الدخلاء والشطحات ويقيم إعوجاجها.

صلاح الدين التيجاني

من هو صلاح الدين التيجاني؟

الشيخ صلاح الدين أبوطالب التيجاني وُلد في يونيو 1958 بمنطقة السيدة زينب في القاهرة، هو أحد أبرز مشايخ الطريقة التجانية الصوفية وله العديد من المؤلفات في العلوم الدينية والصوفية، بدأ انتماءه للطريقة التجانية ولكنه انفصل عنها عام 2000 بسبب خلافات مع مؤسسها، بعد ذلك أسس الطريقة الصلاحية التيجانية التي تم الاعتراف بها من قبل المجلس الأعلى للطرق الصوفية، رغم رفض مشيخة الطرق الصوفية لها.

ومع اتهامه بالتحرش خرجت المشيخة العامة للطريقة التيجانية؛ قائلة إن الطريقة متمثلة في مشيختها بالزاوية التجانية الكبرى تعلن أمام الجميع براءتها من كل قول أو فعل يخالف ما يعتقده أهل السنة والجماعة، وسلف الأمة الصالح، وما اتفق عليه علماء الأمة مهما كانت مكانة المخالف، ومهما انتشر صيته، فإن العبرة في الطريقة التيجانية هو ما أعلنه شيخها سيدي أحمد التيجاني رضى الله عنه من قيامها على قواعد الشرع الشريف، وأن الشرع هو الأصل ولا أصل فيها سواه حيث قال رضى الله عنه : «ما جاءكم عني فزنوه بميزان الشرع فما وافق فاعملوا به وما خالف فاتركوه».

وبينت: كل ما خالف الشرع فالطريقة وشيخها وعلماؤها ومريدوها يبرؤن إلى الله منه ومن فاعله. ونحن نؤكد ما سبق أن أعلناه بتاريخ 2017 و 2019 باعتبار هذا الشخص معزولا عن أي مسمى تابع للطريقة التيجانية، وأنه لا يمثل إلا نفسه، وأنه غير مسموح له بممارسة أي نشاط خاص بها؛ وذلك لعدم أهليته، ولما ثبت عندنا من فساد معتقده وانحرافه عن الطريقة وتحريفه لأصولها.

الشيخ صالح أبو خليل

من هو الشيخ صالح أبو خليل؟

الشيخ صالح أحمد الشافعي محمد محمد أبوخليل الكبير، نقيب الأشراف بالزقازيق ورئيس الجمعية الخليلية الإسلامية، يقول عن نفسه: «أنا صاحب الكرامات وشيخ البركات من أراد الخير فليدخل إلى روضتى ويتوضأ من ماء ساحتى يا رب هو صالح فأصلح به أحوالنا واهدِ القلوب إليه حتى تهتدى، صِلوا حبلى بكم لا تقطعوه فنحن بحبكم مستمسكون».

والطريقة الخليلية منبثقة من الطريقة البيومية المنبثقة من الطريقة الأحمدية وأصلها الشيخ أحمد البدوي والذي أخد عنه علي نور الدين الذي أخذ عنه الحاج محمد أبوخليل مؤسس الطريق.

تقول الكتب والمؤلفات الخاصة بالطريقة الخليلية التي ينتمي إليها صالح، إنها ظهرت في العقد الأخير من القرن التاسع عشر على يد مؤسسها الشيخ محمد أبوخليل رضى الله عنه، وبرغم أنه كان أميًا لكنه كان يحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب ولم يتلق علما فى الجامعة ولا مدرسة ولا معهد، إلا انه كان آية من آيات الله تعالى في هذا العصر. فكان الله يفيض عليه فى جميع العلوم الدينية والعلوم المتصلة بالإنسان والكون والحياة، ولا يقتصر الأمر على شذرات ومقتطفات منها كمن سبقه من المتصوفة، وإنما كان يتحدث فى الكيمياء والفيزياء والهندسة والطب والرياضيات والعلوم الاجتماعية والكونية كمتخصص باع بل كان يكشف للمتخصصين فى تلك العلوم ما صعب عليهم فيها، ناهيك عن علوم التفسير والحديث والتوحيد والفقه والأحكام والأدب والتاريخ والفلسفة والجغرافيا وكافة العلوم.

اتهم صالح أبوخليل بإدعاء النبوة والبنوة، حيث قيل إنه قال عن نفسه أنه ابنًا للنبي محمد، ويشاع مقاطع في شأنه منها أنه باب من أبواب الجنة وأن من دخل حضرته فهو آمن وغيرها من الأمور والشطحات فكيف يواجه الصوفية هذه الشطحات؟

ماذا قال المجلس الأعلى للصوفية عن الأزمة؟

الشيخ طارق الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية وعضو المجلس الأعلى للصوفية؛ الذي أكد الدعم الكامل لما ورد في بيان المشيخة التيجانية؛ مؤكدًا أن هذا الشخص لا يعبر سوى عن نفسه وأنه لا يمت للتصوف بأي صلة؛ محذرًا في تصريحات خاصة لـ صدى البلد من خطورة الانسياق وراء الأشخاص الذين لا يمتون من قريب أو بعيد للتصوف.

ولفت «الرفاعي» إلى أن الطريقة التيجانية هي طريقة معتمدة وأفكارها معروفة ومستمدة من جوهر التصوف وشيخها الحافظ أحمد محمد الحافظ التجاني؛ وليس هناك صحة لما يشاع من أن صلاح الدين التيجاني هو شيخها.

حظر استخدام الآلات الحادة والزواحف

وأوضح أن مشيخة الطريقة الرفاعية؛ حذرت منتسبيها من النواب والخلفاء والمريدين والمحبين في ربوع مصر بحظر استخدام الآلات الحادة مثل (الدبوس والسيف وكل ما شابه ذلك)؛ والزواحف (مثل الحياء والحرباء والثعبان ...الخ) أثناء محافل الطريقة ومواكبها وموالدها ومجالسها وكل المناسبات المنسوبة للطريقة الرفاعية؛ وذلك في إطار مواجهة الخروقات والشطحات.

العزل والطرد من تعداد الطرق الصوفية

وشدد شيخ الطريقة الرفاعية أنه من خالف هذا القواعد يعرض نفسه لأقصي عقوبة رادعه تنص عليها اللوائح الداخلية وتصل العقوبة إلى العزل والطرد من تعداد الطرق الصوفية نهائيًا إلى جانب الاجراء والمسائلة القانونية من الجهات المختصة لاسيما أن مثل تلك الأفعال والمخالفات قد تم التنبيه عليها لأكثر من مرة، حيث إنها تخالف منهج الطريقة في الالتزام والانضباط وتعد هذه الأفعال الشاردة مخالفة للشريعة في قواعدها نحو ضبط السلوك والأخلاق.

واختتم الرفاعي: «يتم اتخاذ أكثر من إجراء تجاه المخالفين لتعليمات الطريقة والمشيخة العامة والمجلس الأعلى للتصوف».

استثمار التصوف وتنقيته مما قد يصيبه من شوائب

بدوره قال عبد الهادى القصبى رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، خلال المؤتمر الصوفى العام لدعم الدولة المصرية في مواجهة الإرهاب والتطرف، "إن استثمار التصوف وتنقيته مما قد يصيبه من شوائب سوف ينعكس إيجابيًا على كافة مجالات العمل والإنتاج والتقدم والحضارة".

وأضاف القصبي: «التصوف كان هو رأس مال المسلمين الأوائل من التجار في علاقاتهم الاقتصادية مع الشعوب الأخرى، وكان التصوف مفتاح نجاح الساسة في علاقاتهم الدبلوماسية، وكان سلاح النصر للقادة فى ميادين المعارك، وكان أداة نشر الخير والفضيلة والسلم والسلام في العالم ومبدأ كل تقدم علمي وبناء حضاري».

ودعا القصبي إلى التمسك بالقيم الأخلاقية والحفاظ على الوطن وزرع الخير والأمن والاستقرار لصالح البلاد والعباد، مشددا على رفض كل ما ينال من مصر وشعبها وقيادتها وجيشها ورجال أمنها.

وأكد أهمية دور التصوف في نشر القيم الأخلاقية ودعمها، مضيفا "في هذه الآونة يجتاز العالم مرحلة دقيقة من الانتقال السريع ويشهد تغييرات مفاجئة عصيبة بفعل توظيف التقدم التكنولوجي في غير محله وتوظيفه في بث الشائعات والفتن وتضليل العقول تاركا من ورائه أزمة أخلاق تكاد تفتك بالبشرية بأسرها.. فكل ما يجرى في المجتمعات من مظاهر الإلحاد والانحلال والإباحية والقتل والجريمة والإرهاب والعنف والفوضى والانتقام والخلاف والاختلاف في الدين أو السياسة أو الاجتماع، فإنما مرده هو غيبة الأخلاق".

وأوضح القصبى أنه لا يقدم رأيا خاصًا ولكنه يصف واقعًا محليًا وعالميًا لا ينكره منصف، وأنه من هنا جاء منهج التصوف باعتباره منهج القيم الأخلاقية لحل كل هذه المشكلات الفردية أو الجماعية أو المحلية أو الدولية أو الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية.

ورأى أن الأمة أصيبت في مقتل يوم غفلت عن التصوف في حياتها وواقعها، حيث أن التصوف هو ثقافة راسخة في ضمير الناس وسلوك متأصل في حياة الجماهير ورأس مال الأمة الذى نحن أحوج ما نكون إلى استثماره دون كبير عناء أو جهد ليصبح صمام أمن وأمان وأداة لتطهير المجتمعات من جماعات الإرهاب والتشدد والتعصب ومحترفى التكفير والتشريك والتبديع.