يعد فقدان الشهية المرضى هو اضطراب الأكل، ويَتَّسِم بفقدان الوزن بشكل غير طبيعي، بالإضافة إلى الخوف الزائد من اكتساب الوزن، والترقب الدائم لوزن الجسم.
أسباب الإصابة بفقدان الشهية المرضي
وينتج عند الأشخاص الذين لديهم فقدان الشهية اهتمامًا كبيرًا للتحكُّم في وزنهم وشكلهم، وذلك ببذل الجهود الشديدة التي تتعارض بشكلٍ كبير مع حياتهم، وفقا لما نشر في موقع “مايو كلينك” الطبي.
وعادةً ما يُحَدِّد الأشخاص الذين لديهم فقدان الشهية كمِّيَّة الطعام التي يتناولونها بشكل قاسٍ؛ لمنع زيادة الوزن، أو للاستمرار في فَقْدان الوزن؛ حيث إنهم قد يتحكَّمون في مقدار ما يستهلكونه من سعرات حرارية عن طريق التقيُّؤ بعد تناوُل الطعام، أو عن طريق تناول المليِّنات، أو مساعدات الأنظمة الغذائية أو مُدِرَّات البول أو الحقن الشرجية.
وقد يُحاوِلون أيضًا إنقاص وزنهم من خلال ممارسة الرياضة بشكل مفرط، وبِغَضِّ النظر عما فقدوه من وزن، فهم لا يزالون في خوف من اكتساب وزن زائد.
ولا يعتبر فقدان الشهية المرضي مرتبط بالطعام في الحقيقة، ولكنها وسيلة غير صحية، وفي أغلب الأحيان تكون مُهدِّدة للحياة؛ لمحاولة التغلُّب على المشاكل العاطفية، فعندما يُصاب المرء بفقدان الشهية، فغالبًا ما يساوي بين النحافة وتقدير الذات.
ويُمكِن أن يُسَيْطِر فقدان الشهية العصبي كغيره من اضطرابات الأكل الأخرى على الحياة، فيكون من الصعب جدًّا التغلُّب عليه. ولكن مع العلاج، يُمْكِنُكَ العودة إلى عادات الأكل الصحية، والتخلُّص من المضاعفات الخطيرة لفقدان الشهية.
والسبب الدقيق لفقدان الشهية المرضي غير معروف. كما هو الحال مع العديد من الأمراض، من المحتمل أن يكون مزيجًا من العوامل الحيوية والنفسية والبيئية.
ففي حالة الإصابة بفقدان الشهية الحيوي فقد تكون هناك تغييرات جينية تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بفقدان الشهية، بعض الناس قد يكون لديهم ميل وراثي نحو الكمال والحساسية والمثابرة، جميع تلك الصفات مرتبطة بفقدان الشهية.
أما بالنسبة لفقدان الشهية النفسي، فقد يشعر بعض الأشخاص المصابين بمرض فقدان الشهية بالسمات الشخصية القهريَّة التي تجعل من السهل عليهم التمسك بالأنظمة الغذائية الصارمة، والتخلي عن الطعام على الرغم من الجوع، قد يكون لديهم دافعًا كبيرًا للمثالية؛ مما يجعلهم يعتقدون أنهم لا يتمتعون بالنحافة الكافية، وربما لديهم مستويات عالية من القلق؛ ومن ثم يبدأون في اتباع أنظمة غذائية تقييدية لتقليل هذا القلق.
وفي حالة فقدان الشهية البيئي، فقد تؤكد الثقافة الغربية الحديثة على النحافة، وغالبًا ما يرتبط النجاح والأهمية بكونك نحيفًا، قد يساعد ضغط الأقران في زيادة الرغبة في النحافة، خاصة بين الفتيات الصغيرات.