في إطار الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، يقوم الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بزيارة مهمة إلى واشنطن.
وتهدف هذه الزيارة إلى التباحث حول تعزيز التعاون المشترك بين البلدين ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وزير الخارجية في واشنطن
توجه الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في زيارة ثنائية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة. من المقرر أن تشمل الزيارة مناقشات مكثفة حول سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، بالإضافة إلى التشاور حول أبرز القضايا الإقليمية.
وسيكون ضمن جدول أعمال الوزير عبدالعاطي خلال زيارته لقاءات مع عدد من أعضاء الكونجرس ومبعوثي الولايات المتحدة المتخصصين في قضايا الشرق الأوسط وأفريقيا. كما سيشارك الوزير في مائدة مستديرة بأحد أبرز مراكز الأبحاث الأمريكية، مما يعكس أهمية هذه الزيارة في تعزيز الحوار وتبادل الرؤى بين الجانبين.
تأتي هذه الزيارة قبيل مشاركة وزير الخارجية في الجزء رفيع المستوى من أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مما يبرز التزام مصر بتعزيز دورها في الساحة الدولية والتفاعل مع الشركاء الدوليين في معالجة القضايا الإقليمية والعالمية.
وعززت مصر والولايات المتحدة الأمريكية علاقاتهما الثنائية بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، حيث أكدت الولايات المتحدة التزامها بدعم مصر وشعبها لتحقيق الأمن الإقليمي، وتعزيز المرونة الاقتصادية، وتعميق الشراكة الدفاعية. إلى جانب ذلك، تم التركيز على تعزيز العلاقات بين الشعبين ومعالجة قضايا المناخ.
وشهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، مع وصول حجم الاستثمارات الأمريكية في مصر إلى نحو 24 مليار دولار في مختلف القطاعات. وفي عام 2021، بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والولايات المتحدة 9.1 مليار دولار، حيث وصلت صادرات مصر إلى الولايات المتحدة إلى 3.4 مليار دولار، بينما بلغت وارداتها 5.7 مليار دولار. ومن أبرز السلع التي تصدرها مصر إلى الولايات المتحدة السلع الغذائية، والملابس الجاهزة، والمنسوجات، والحديد والصلب، والمنتجات البترولية.
على مدى العقد الماضي وحتى عام 2020، بلغ إجمالي قيمة التبادل التجاري بين البلدين 65.8 مليار دولار، مع تسجيل الصادرات المصرية قيمة 15.8 مليار دولار، والواردات الأمريكية قيمة 50 مليار دولار. وتضم الواردات المصرية من الولايات المتحدة العديد من المواد، بما في ذلك الحبوب والنباتات الطبية والأعلاف، والآلات والأجهزة الآلية، بالإضافة إلى اللدائن واللحوم. وتقدر قيمة الاستثمارات الأمريكية في مصر خلال العقد الأخير بـ16.9 مليار دولار.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير الاقتصادي وعضو المجلس المصري الكندي للأعمال، أحمد خطاب، أن مصر تضم عددًا كبيرًا من الشركات الأمريكية، مثل شركة جنرال موتورز التي تعمل في مصر منذ أكثر من 20 عامًا، وشركات أخرى في قطاع الأدوية. وأشار خطاب إلى وجود صناعات مشتركة بين البلدين مثل "مجلس الأعمال المصري الأمريكي" و"غرفة التجارة والصناعة المصرية الأمريكية"، مشيرًا إلى الأمل في مزيد من الاستثمارات في مجالات الطاقة، الغاز، والهيدروجين الأخضر للتحول نحو الطاقة النظيفة.
وأضاف خطاب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الولايات المتحدة تستورد من مصر منتجات مثل الأسمنت الأبيض، وأن هناك فرصًا كبيرة للاستثمار في مجالات الزراعة الصحراوية، الطاقة، وقطاع البنوك. وأكد أن السوق المصري يمتلك الكثير من العوامل الجاذبة للاستثمارات، مثل توفر المواد الخام وفرص الاستثمار في المشاريع كثيفة الطاقة.
وأشار أيضًا إلى الإمكانات الكبيرة للاستثمار السياحي في مصر، حيث تتمتع البلاد بوجهات سياحية متنوعة مثل الشواطئ في الغردقة والعلمين، والمواقع الأثرية في الأقصر وأسوان، والتي تجذب السياح من الولايات المتحدة الذين يسهمون بشكل كبير في الاقتصاد المصري. كما توجد فرص كبيرة للاستثمار في قطاع الحديد والسيارات الكهربائية.
وتأتي أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة من تعزيزها لأمن البلدين، حيث تميزت السياسة المصرية بالتوازن والحرص على الانخراط الجاد مع دوائر صنع القرار الأمريكي. وتسعى الولايات المتحدة لدعم التجربة التنموية المصرية وطموحاتها الاقتصادية، مما يفتح آفاقًا جديدة للاستثمارات الأمريكية.
وفي ضوء الدور المصري المحوري في منطقة الشرق الأوسط، تحرص الإدارات الأمريكية المتعاقبة على تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق الاستراتيجي مع مصر، بهدف دعم السلم والأمن في المنطقة. وتسعى مصر دائمًا لتعزيز علاقات الشراكة المتميزة مع الولايات المتحدة، نظراً لأهمية تلك الشراكة في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، وتتطلع إلى مزيد من التنسيق والتشاور بشأن مختلف قضايا المنطقة.