تعتبر الصحراء البيضاء بالفرافرة في الوادى الجديد إحدى أهم المحميات الطبيعية، والتى تضم لوحات فنية نادرة وفريدة من نوعها منذ القدم، والتى لم تلتفت إليها الحكومة على مدار السنوات الماضية حتى تم إعلانها محمية طبيعية لتحصل على المركز الأول بين المواقع السياحية الأكثر غرابة وفقا لموقع “Trip Advisor” المختص بشئون السياحة والسفر.
ونشر الموقع تقريرا مطولا عن أفضل وأغرب عشرين موقعا سياحيا فريدا على مستوى العالم تصدر المركز الأول منطقة "الصحراء البيضاء" White Desert التى تقع فى واحة الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد كأفضل مقصد سياحى فريد، واصفا إياها بالجانب الخفى للسياحة المصرية الممتعة.
يقول إسلام محمود، مرشد سياحي، إن منطقة الصحراء البيضاء كانت مقصدا هاما للسياحة غير المقننة وتضم جبل الكريستال الذى يتكون من الصخور الثلجية النادرة.
وأضاف أن إحدى المنظمات البيئية الإيطالية نجحت فى التصدى لإحدى المشروعات السياحية التى كان مقررا إقامتها بمنطقة الصحراء البيضاء والمطالبة بتحويلها إلى محمية طبيعية نظرا لاحتوائها على تكوينات صخرية نادرة، وهو ما نفذته الحكومة المصرية بالفعل.
وأوضح أن الصحراء البيضاء تقع على مسافة 38 كم عن مدينة الفرافرة فى اتجاه الواحات البحرية ومجاورة لطريق الأسفلت بعمق 25 كم كما يوجد بها عيون مائية وبعض الأشجار مثل أشجار الأكاسيا والنخيل التى تنمو وسط الصخور البيضاء وبقايا آثار منازل قديمة ترجع إلى العصر الرومانى وبقايا أوانٍ فخارية وتعتبر المنطقة ذات قيمة عالية من حيث التنوع الحيوى لما تحتويه من العديد من النباتات والحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض، حيث تعتبر الصحراء البيضاء مأوى لأنواع الغزال المصرى والغزال الأبيض والكبش الأروى كما تحتوى على كثير من المناطق الأثرية التى تشمل مجموعة من المقابر والكهوف النادرة وبقايا مومياوات قديمة ونقوشا من عصور ما قبل التاريخ.
وأكد أنها سميت بهذا الاسم لأنها عكس كل الصحاري، فجميع الصحارى تكتسي باللون الأصفر والبني، وهي وحدها ترتدي رداءً أبيض ناصع البياض الذي يلف جميع أرجائها تقريبا، وبياضها شاهق لذا فهي تعتبر إحدى الأعاجيب.
يذكر أن الصحراء البيضاء تحظى بتشكيلات رملية رائعة زادت من جمالها والتي نتجت عن عاصفة رملية بالصحراء منذ عدة قرون حولت الرمال إلى أشبه ما يكون بالعجينة الطينية البيضاء وصنعت تشكيلات رملية غريبة الشكل بها، خاصة تلك الصخرة الطباشيرية الضخمة، والتي تكونت نتيجة تكلسات صحراوية قديمة من النوعيات الفريدة التي تسمى الكارست وهي ظاهرة جيولوجية قديمة جدا، وقد كونت هذه التكلسات بمرور الزمن عليها كهوف والتي تحولت بدورها بفعل عوامل التعرية إلى بلورات مرتفعة من خام الكالسيت على أشكال مختلفة مثل نبات عش الغراب وأشكال أخرى مختلفة مثل منطقة المشروم.